"فاينانشيال تايمز": السياسة المتشددة لترامب تجاه روسيا محفوفة بالمخاطر
كتب - عبدالعظيم قنديل:
قالت صحيفة "فاينانشيال تايمز" البريطانية إن الخط المتشدد للرئيس الأمريكي دونالد ترامب تجاه روسيا يثير المخاطر، ولكن على ما يبدو أن "تغريدات ترامب" ليست الطريقة الصحيحة للتعامل مع الرئيس فلاديمير بوتين.
وأوضحت الصحيفة البريطانية أن النبرة الصارمة للإدارة الأمريكية تدفع البلاد نحو صراع محتمل مع موسكو، مشيرة إلى أن البيت الأبيض قام بتغيير جذري في معاملته مع روسيا إثر تسميم العميل الروسي سيرجي سكريبال في المملكة المتحدة والاستخدام المزعوم للأسلحة الكيميائية من قبل سوريا.
وبحسب التقرير، قد يكتسب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب شعبية أكبر داخل الولايات المتحدة بسبب تهديداته إلى روسيا، في الوقت الذي لا يزال يواجه ترامب الكثير من التساؤلات حول علاقات حملته مع روسيا عام 2016، غير أن بعض الخبراء حذروا من أن الرئيس يلعب لعبة خطرة من خلال المجازفة بمواجهة عسكرية بين البلدين.
ونقلت الصحيفة البريطانية عن أندرو فايس، وهو خبير روسي في مؤسسة كارنيجي إنداومنت للسلام الدولي، إن لغة ترامب كانت خطيرة من منظور السياسة الخارجية.
وحذر فايس من تغريدة ترامب حول روسيا، التي قال فيها "احذري إن الصواريخ قادمة"، مؤكدًا أنها طريقة خاطئة للتحدث عن استخدام القوة، ولا سيما مع حكومة أجنبية لها وجود عسكري ضخم في سوريا.
كما أشار التقرير إلى أن الولايات المتحدة ستحاول تجنب المواجهة المباشرة مع روسيا في سوريا بنفس الطريقة التي أعطت بها موسكو إشعارًا مسبقًا قبل أن تقوم بغارة جوية محدودة في سوريا العام الماضي.
ومع ذلك ، فإن الولايات المتحدة وروسيا قد اشتبكتا بالفعل في سوريا مرة واحدة هذا العام عندما أطلقت مجموعة مدعومة من قبل الأسد، حينما قصفت القوات الأمريكية مرتزقة روس، بالقرب من دير الزور.
ووفقًا لـ"فاينانشيال تايمز"، قال جيمس جيفري، وهو سفير سابق في الشرق الأوسط، شغل منصب نائب مستشار الأمن القومي لجورج بوش، إن تغريدات ترامب خاطرت بوضع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في زاوية ضيقة، مرجحًا أن ترد موسكو حال إصابة أحد جنودها، حتى ولو عن طريق الصدفة.
وقال ديميتري سيميز، رئيس مركز المصلحة الوطنية في واشنطن، إن بوتين ربما يواجه ضغوطا متزايدة للاستجابة بشكل أكثر قوة تجاه تهديدات الولايات المتحدة، مضيفًا أن العلاقات الأمريكية الروسية باتت في أسوء حالها منذ أزمة الصواريخ الكوبية عام 1962 أو أزمة برلين عام 1961.
ووفق التقرير، أضاف: "أعتقد أننا نتعامل مع وضع خطير للغاية". "أنا متأكد من أن أياً من الجانبين لا يريد مواجهة نووية كبيرة، لكننا نعرف من التاريخ أنه بمجرد بدء الحرب، قد يكون من الصعب جداً السيطرة على التصعيد".
في موسكو، بدا أن آمال بوتين في تحسين العلاقات بدأت تتلاشى بعد التوتر الأخير، وفق التقرير الذي أوضح أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين كرس ما يقرب من نصف خطاب حالة الأمة للحديث عن تفوق بلاده في مجال الأسلحة النووية.
ومع ذلك، في الأيام الأخيرة، أظهر بوتين بعض التحفظ، على الرغم من التحذيرات الصارخة من القيادة العسكرية الروسية وبعض الدبلوماسيين الروس.
حتى الآن، قال المسؤولون في موسكو وواشنطن إنه لا يوجد ما يشير إلى أن ترامب سوف يسحب دعوته إلى بوتين لزيارة البيت الأبيض لحضور قمة.
كما بينت الصحيفة البريطانية أن الأوساط الأمريكية ترى أن ترامب يعتقد أنه يستطيع العمل مع روسيا، بطريقة أخفق أسلافه فيها، من خلال إقامة علاقة شخصية مع بوتين، غير أن الاستراتيجية الحالية لترامب تغذي لدى الكريملن فكرة أنه سيكون هناك انسحاب غربي منسق من المشهد السوري.
وقد لخص بريان أوتول ، وهو مسؤول كبير سابق في مكتب مراقبة الأصول الأجنبية التابع لوزارة الخزانة الأمريكية، والذي يفرض عقوبات الولايات المتحدة، هذا التحول بقوله إن الإدارة كانت على ما يبدو في طور "إعادة التفكير" تجاه روسيا التي تضمنت "انخراطًا انتقائيًا".
وقال أوتول: "ما كنت آمله هو أن الإدارة والكونجرس سيحافظان على غريزة ترامب الأساسية على روسيا حتى يغضبه بوتين، ويبدو أن هذا قد حدث."
فيديو قد يعجبك: