إعلان

هآرتس تتساءل عن أسباب تغير موقف ترامب من حرب سوريا ودور "بن سلمان"

01:31 م الإثنين 02 أبريل 2018

الرئيس الأمريكي دونالد ترامب

كتبت- هدى الشيمي:

قالت صحيفة هآرتس الإسرائيلية إن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب فاجأ مساعديه وأعضاء إدارته الأسبوع الماضي، عندما أعلن أن الولايات المتحدة ستخرج من سوريا قريبًا، ما يخالف تصريحات وزير الدفاع جيمس ماتيس، والذي أعلن أن أمريكا ستبقى في سوريا لأجل غير مُسمى.

كان مسؤولون أمريكيون بارزون أدلوا بتصريحات مماثلة الشهر الماضي، وأكدوا أن وجود أمريكا في سوريا ضروري، لحين التوصل إلى حل دبلوماسي يُنهي الحرب الأهلية.

وتتساءل الصحيفة الإسرائيلية في تحليل منشور اليوم على موقعها الإلكتروني عن الأسباب التي دفعت ترامب إلى تغيير موقفه من الحرب السورية، خاصة وأنه جمّد أكثر من 200 مليون دولار مُخصصة لعملية الإعمار السورية بشكل مؤقت هذا الأسبوع.

وترجح هآرتس أن محادثات ترامب مع ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان قد تكون وراء تغيير موقف ترامب من الحرب السورية، قائلة: "ربما أدرك الرئيس الأمريكي أنه ليس هناك ما يفعله في سوريا".

وشدد بن سلمان، في حوار مع مجلة التايم الأمريكية، على ضرورة بقاء القوات الأمريكية- 2000 جندي ومقاتل- في سوريا، للتصدي لتزايد النفوذ الإيراني في البلاد. وقال في الحوار ذاته إن "الأسد سيبقى، ولكن أنا أؤمن أن مصالحه لن تكون بالسماح للإيرانيين القيام بما يريدونه".

وبالنظر إلى إعلان ترامب على أنه تحولا كبيرا في سياسة أمريكا بالشرق الأوسط، سيكون بن سلمان غيّر قواعد اللعبة بالكامل. وتُشير هآرتس إلى أن السعودية آخر دولة عربية تُعلن تأييدها لاحتمال بقاء الأسد في السلطة، وتعترف بفشل سياساتها في سوريا.

وبعد تغيير موقفهما إزاء ما يحدث في سوريا، ترى الصحيفة أن ترامب وبن سلمان لديهما الآن بطاقة واحدة للعب في الشرق الأوسط، وهي الصراع الفلسطيني الإسرائيلي. مُشيرة إلى أن الجانبين مازالا يعتبران خطة ترامب بهذا الشأن "كنز"، إلا أنه أمر سري ولا يعلم عنه أحد أي شيء، إلا من خلال بعض المعلومات المُسربة أو التفاصيل التي ينقلها أشخاص على إطلاع بالخطة دون الكشف عن هويتهم.

وبحسب المعلومات المسربة، فإن الخطة قد تسعى إلى إنشاء دولة فلسطينية، حيث يوجد بها مستوطنات إسرائيلية، وأن تكون عاصمتها أبو ديس، خارج القدس.

وتقول هآرتس إن بن سلمان وترامب تابعا الأحداث التي وقعت في قطاع غزة، بمناسبة الاحتفال بذكرى يوم الأرض، والتي تحولت إلى اشتباكات أودت بحياة 17 فلسطينيًا، بحسب وزارة الصحة الفلسطينية، وإصابة المئات. وذكرت أن الولايات المتحدة اعترضت على مبادرة الكويت بمجلس الأمن حول أحداث غزة، ورفضت إدانة تعامل إسرائيل بعنف مع المتظاهرين الفلسطينيين، كما رفضت الرياض طلب الرئيس الفلسطيني محمود عباس، أبو مازن، لعقد قمة عربية طارئة لمناقشة قتل الفلسطينيين في غزة.

وترى الصحيفة الإسرائيلية أن المملكة أعطت عباس ضربة قضية، عندما أخبرته أن قمة الجامعة العربية ستُعقد في غضون أسابيع قليلة في كل الأحوال، لذلك ليس هناك حاجة لعقد قمة طارئة.

ورأت أن ما وصفته بعدم الاهتمام الذي أظهره كل من ترامب وبن سلمان تجاه أحداث غزة، واستسلامهما للأمر الواقع في سوريا، يكشف عن وجود استراتيجية سعودية أمريكية جديدة تهدف إلى معالجة النزاعات الإقليمية من قبل أطراف تلك النزاعات، وأولئك الذين لديهم الإمكانية لفعل ذلك، فعلى سبيل المثال، فإن المعركة ضد إيران، ستبقى في أولوية اهتمامات واشنطن والرياض، لما لها من أهمية دولية، وليس لأنها تشكل تهديدًا على إسرائيل والسعودية فقط.

وفي المقابل، لا تشكل الأزمة السورية تهديدا للعالم، وفيما يتعلق بمدى خطورتها على إسرائيل، تقول الصحيفة إن هجوم الأخيرة على المفاعل النووي عام 2007، وتدخلها العسكري المستمر في سوريا، يوضح أنها لا تحتاج ولا تريد تدخل قوى أخرى في هذا النزاع.

ووفقا لهآرتس، فإن النزاع الفلسطيني الإسرائيلي لم يعد يُنظر إليه على أنه تهديد عالمي، أو حتى إقليمي، لذلك من غير الضروري اهدار الجهود الدولية أو القومية العربية. وتقول الصحيفة إنه إذا كانت مصر قادرة على التعامل مع الصراع من الجانب العربي، وترغب في فعل ذلك، فلا بأس، ولكن في الوقت الحالي، سيبقى الوضع كما هو عليه.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان