إعلان

"جلوبال ريسيرش": هل أصبحت تركيا على شفا حرب مع فرنسا في سوريا؟

11:34 م الثلاثاء 03 أبريل 2018

ماكرون وأردوغان

كتب - عبدالعظيم قنديل:

تحت عنوان "تركيا على شفا حرب مع فرنسا"، نشر موقع "جلوبال ريسيرش" البحثي الكندي تقريرا يشير إلى التوترات الأخيرة بين أنقرة وباريس على خلفية تصريحات الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون حول إمكانية إرسال بلاده قوات لمساعدة الأكراد في شمال سوريا.

وقال التقرير إن التحالف العسكري للناتو في سوريا يسير في طريق مجهول، بعد أن عرضت باريس "التوسط" بين الحكومة التركية والقوات الكردية، الأمر الذي رفضه الرئيس التركي باحتقار.

وقال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الجمعة الماضية، إنه "حزن جدا" للموقف الفرنسي "الخاطئ تماما" بعد اقتراح باريس وساطة بين أنقرة وقوات سوريا الديمقراطية.

وحذر وزير الدفاع التركي نور الدين جانيكلي السبت من "اجتياح فرنسي" لمناطق في شمال سوريا، مضيفًا أنها ستكون خطوة غير شرعية وتتنافي مع القانون الدولي.

وكانت فرنسا أكدت أنها ليست في صدد تنفيذ عملية عسكرية جديدة في شمال سوريا خارج إطار التحالف الدولي ضد تنظيم "داعش". وتنتشر قوات فرنسية خاصة في سوريا.

كما أشار الموقع الكندي إلى تصريحات الرئيس الفرنسي السابق فرانسوا هولاند في مقابلة مع صحيفة "لوموند" الفرنسية، حيث اعتبر هولاند أنقرة حليفًا لفرنسا، لكنه اتهم روسيا بالسماح للقوات التركية بغزو سوريا من أجل إضعاف حلف الناتو وتقسيمه.

ووفقًا لـ"جلوبال ريسيرش"، يبدو أن فرنسا تقوم الآن بواجباتها كدولة تابعة للولايات المتحدة - حيث تقدم قوات لدعم القوات الكردية التابعة للناتو، ومن ثم ستواجه كل من فرنسا والاتحاد الأوروبي تصعيد تركي متوقع، في حين أن الولايات المتحدة ستصبح في موقف المراقب للمشهد.

وفقا لمدير مركز "ستراتفورد" جورج فريدمان، فإن الجيش التركي أقوى من الجيوش الفرنسية والألمانية مجتمعة.

وأوضح التقرير أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان لديه طموحات لإحياء أمجاد الدولة العثمانية، في حين أن تركيا تعتبر قوة استراتيجية رئيسية بين الشرق والغرب، علمًا بأن أنقرة تمتلك وجودًا عسكريًا في قطر والصومال، مما منحها إمكانية التواجد في ممرات ملاحية استراتيجية بالبحر الأحمر والمحيط الهندي.

ولفت الموقع الكندي إلى أن أحد أسباب العداء الفرنسي لسياسة الزعيم الليبي معمر القذافي هو تصميمه على التنافس مع النفوذ الفرنسي في إفريقيا، ولكن في السنوات الأخيرة، زادت تركيا من استثماراتها في البلدان الأفريقية، بما في ذلك إثيوبيا والصومال والسودان ونيجيريا وغانا، وباتت أنقرة من أهم الشركاء التجاريين لدول القارة السمراء.

وفي ضوء كل ما سبق، يمكن القول إن نفوذ تركيا المتزايد في أفريقيا سيكون، عاجلاً أم آجلاً، مصدر قلق لقوى أوروبا الغربية، وخاصة فرنسا، وفق التقرير الذي أكد باريس، على مدى العقود الأخيرة، حصلت على تنازلات تجارية مهمة في الشرق الأوسط بفضل العلاقات التاريخية مع الدولة العثمانية.

كما نوه التقرير إلى أن سياسة الولايات المتحدة تجاه تركيا اعتمدت، منذ الحرب الباردة، على استخدام الأخيرة كقوة إقليمية ضد الاتحاد السوفييتي، بينما الآن أصبحت أنقرة لاعباً مركزياً في زعزعة الاستقرار بسوريا بهدف تحقيق مصالحها الخاصة وتنفيذ أجندتها.

"إبادة الأرمن"

لكن في السنوات الأخيرة بدا أن فرنسا مصممة على إثارة الحليف التركي عبر تشريع قانون يمنع "إنكار" الإبادة الجماعية للأرمن عام 1915، في الوقت الذي تواصل تركيا إنكارها أمام العالم، وفق الموقع الكندي الذي أشار إلى أنها خطوة سياسية تهدف إلى تسجيل نقاط على منافس جيوسياسي محتمل.

وبحسب التقرير، مهما كانت الحقيقة التاريخية فيما يتعلق بالإبادة الجماعية، فإن قضية الإبادة الجماعية للأرمن تعد سمة رئيسية لسياسة الإمبريالية الغربية تجاه تركيا في السنوات الأخيرة، فضلًا عن تأييد فرنسا للقضايا الأرمنية والكردية، وعدائها للعضوية التركية في الاتحاد الأوروبي، يشير بقوة إلى أن الفرنسيين يخشون من قوة تركيا المتنامية.

ومع ذلك، تعد فرنسا واحدة من أكبر مصادر الاستثمار الأجنبي المباشر في تركيا، كما أن توتر العلاقات سيعرض الكثير من المصالح للخطر.

"العقلية الاستعمارية التركية"

ويبدو الآن أن تركيا لم يعد من الممكن استخدامها من قبل الغرب كعصا لتقويض نفوذ روسيا، ولكن أنقرة تعتبر إمبراطورية ناشئة لها مصالحها الاستراتيجية الخاصة، خاصة بعد أن امتنعت القيادة التركية عن الانضمام إى حلفاءه في حلف شمال الأطلسي بعملية طرد الدبلوماسيين الروس منذ اندلاع قضية الجاسوس الروسي سيرجي سكريبال.

ومع ذلك، فإن موقع تركيا الجيوسياسي​ يجعلها شريكًا غير موثوق به بالنسبة إلى الأوروبيين، فلا يزال الأوجور، الذين يناضلون من أجل استقلال إقليم إكسينيانج في شرق تركستان، مدعومين من قبل أنقرة؛ وليس هناك ما يشير إلى أن النظام التركي قد قطع صلاته بالإرهاب التكفيري.

وفي وقت سابق، سيطرت قوات تدعمها تركيا على مركز مدينة عفرين بعد انسحاب وحدات حماية الشعب الكردية منها.

وبدأت تركيا في 20 يناير الماضي عملية عسكرية أطلقت عليها اسم "غصن الزيتون"، لطرد وحدات حماية الشعب الكردية من عفرين.

وتهدد تركيا بالهجوم على مدينة منبج التي تسيطر عليها قوات سوريا الديمقراطية في إطار حملتها العسكرية التي بدأتها قبل أكثر من شهرين ضد المسلحين الأكراد في سوريا.

وترى أنقرة أن وحدات حماية الشعب الكردية تابعة لحزب العمال الكردستاني الذي تنصفه تنظيما "إرهابيا".

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان