إعلان

"استقلال الفرحة والألم".. برلمان كتالونيا "ينفصل" ومدريد تضرب بقوة

09:11 م الجمعة 27 أكتوبر 2017

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتب – محمد الصباغ:

احتشد الآلاف من المواطنين في شوارع مدينة برشلونة الإسبانية، اليوم الجمعة، للاحتفال ببدء برلمان إقليم كتالونيا أولى خطوات الطريق نحو تأسيس "جمهورية مستقلة" عن مملكة إسبانيا، لكن القرار الذي يراه الكتالونيين تاريخيًا سيكون مؤلمًا بلا شك بعدما أُعلن حل البرلمان والحكومة في الإقليم.

وقبل الاحتفالات في الشوارع كان مبنى برلمان كتالونيا يعج بالتصفيق والهتاف بعد تمرير القرار بإعلان الاستقلال، وردد النواب السلام الوطني لكتالونيا. لكن هذا البرلمان بات بلا وجود قانوني الآن بحسب الدستور والقانون الإسباني بعدما تم إعلان حله رسميًا وإقالة الحكومة.

وأعلن رئيس الوزراء الإسباني ماريانو راخوي عزل حكومة إقليم كتالونيا بجانب حل البرلمان الكتالوني، وحدد يوم 21 من ديسمبر القادم لإجراء انتخابات جديدة في الإقليم.

ووسط لحظات الفرح الكبيرة بعد قرار البرلمان، بدأ كثيرون يفكرون بواقعية. انتشر قلق كبير بعد هذا إعلان الاستقلال الذي بالتأكيد يخالف القانون الإسباني، وشعروا أن التكلفة ستكون كبيرة جدًا.

ويبدو أن مشاعر الخوف التي نقلتها صحيفة فاينانشال تايمز البريطانية، لم تكن من فراغ. فلم تؤيد أي دولة قرار كتالونيا بالانفصال، بل على العكس خرجت دول الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا والاتحاد الأوروبي ليعارضواا القرار الكتالوني ويتمسكون بوحدة إسبانيا.

قرار البرلمان الكتالوني اليوم الجمعة هو بداية لخطوات أخرى قادمة، بداية من صياغة قوانين خاصة بالإقليم وتنظيم اتفاقيات تجارة وسياسة خارجية خاصة، وبجانب ذلك سيكون هناك تعيين لحدود الإقليم. وبعد الإعلان البرلماني، قال رئيس كتالونيا كارلوس بوجديمونت إن ما حدث هو "خطوة" في عملية الاستقلال.

ولم تأت المعارضة لهذا القرار من الخارج فقط فالأصوات المناهضة للانفصال في كتالونيا، والتي بحسب فاينانشال تايمز تمثل حوالي نصف السكان، تمثلهم أقلية كبيرة في البرلمان الكتالوني وخرجوا سريعًا لإعلان موقفهم.

وقالت إيفا جرانادوس، النائبة الكتالونية الاشتراكية، إن القرار لم يكن فقط تافهًا بل أيضًا بغيض ولن يقود إلا لمزيد من المشاكل الاقتصادية والتوترات الاجتماعية في المنطقة.

وقال البرلماني الآخر، كارلوس كاريزوسا: "دفعتونا إلى مواجهة اجتماعية، قسمتم المجتمع الكتالوني، وهكذا ستكونون في كتب التاريخ".

بينما قال نائب مؤيد للإعلان، لفاينانشال تايمز، إن القرار لا يعني الاستقلال بمعناه العملي، "لكن لو لم نعترف نحن باستقلالنا، فكيف نتوقع من أحد فعل ذلك؟"

"إسبانيا موحدة"

خرج رئيس الوزراء الإسباني ماريانو راخوي، اليوم الجمعة، ليعلن أن ما حدث في برلمان كتالونيا هو دليل على أن قرار إسبانيا بتفعيل المادة 155 من الدستور كان أمر ضروري، حيث يسمح للحكومة بالسيطرة على الأمور في الإقليم.

وقال راخوي إن التصويت الذي أجرى في السابق غير قانوني وغير مقبول، وتعهد باستعادة "الشرعية" في الإقليم.

وفي هذا السياق، منح البرلمان الإسباني الحكومة سلطات غير مسبوقة وكلفها ببدء حملة صارمة ضد الانفصاليين في كتالونيا، بحسب ما نقلته وكالة الأنباء الألمانية. وبتطبيق المادة 155 من الدستور الإسباني لأول مرة في تاريخ البلاد، يكون للسلطة التنفيذية الحق في بدء إجراءات ضد "المناطق المتمردة".

فيما أعلنت الولايات المتحدة الأمريكية تأييدها لوحدة إسبانيا، وقالت المتحدثة باسم الوزارة "هيدز نويرت" إن الإقليم جزء لا يتجزأ من إسبانيا.

وأضافت نويرت في بيان أنها تدعم "الإجراءات الدستورية للحكومة الإسبانية للحفاظ على إسبانيا قوية وموحدة".

وفي بريطانيا، قال متحدث باسم رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي، إن المملكة المتحدة لن تعترف بقرار برلمان كتالونيا بالانفصال عن إسبانيا. وأكد في تصريحات نقلتها قناة سكاي نيوز البريطانية، إن الإعلان مبني على تصويت أبطلته المحاكم الإسبانية.

كما أبدت الحكومة الألمانية معارضتها للقرار الكتالوني، وأكد المتحدث باسم الحكومة الألمانية شتيفن زايبرت، أنهم لا يعترفون بقرار بإعلان برلمان كتالونيا الانفصال. وقال في بيان نقلته وكالة الأنباء الألمانية إن التصويت يعد "انتهاك آخر للدستور الإسباني".

وفي السياق ذاته، قال رئيس البرلمان الأوروبي أنطونيو تاجاني إنه لا دولة في الاتحاد ستعترف بتصويت البرلمان في كتالونيا لصالح الانفصال. وأكد أن إعلان الاستقلال يتعارض مع "القانون والدستور" في إسبانيا.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان