كيف جاءت ردود الفعل عقب استقالة الحريري "السعودي" من رئاسة وزراء لبنان؟
كتب – محمد الصباغ:
أعلن رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري استقالته من منصبه، اليوم السبت، في خطوة جاءت مفاجئة حتى بعديد من مناصريه.
وخلال كلمة متلفزة أُعدت وأُذيعت من المملكة العربية السعودية؛ قال الحريري إنه يخشى على حياته ولن يستطيع الاستمرار في المنصب وهاجم طهران واصفًا إياها بأنها لا تحل في مكان إلا وتزرع فيه الفتن والدمار والخراب.
وأكد الحريري بعد أيام قليلة من لقاء جمعه بولي العهد السعودي محمد بن سلمان ولقاء أمس مع مستشار المرشد الإيراني "علي أكبر ولايتي" في لبنان، أن الشاهد على الفتن التي تزرعها إيران هو تدخلاتها في الشئون الداخلية للدول العربية في لبنان وسوريا والعراق والبحرين واليمن.
ووجه الحريري هجومه إلى حزب الله حليف إيران في المنطقة وقال إنه فرض أمر واقع في لبنان "بقوة سلاحه الذي يزعم ـنه سلاح مقاومة وهو الموجه إلى صدور إخواننا السوريين واليمنيين فضلًا عن اللبنانيين".
وهدد أيضًا إيران قائلًا إنها ستخسر وأتباعها بتدخلاتهم في شئون الدول العربية و"سوف تنهض أمتنا كما فعلت في السابق وستقطع الأيادي التي تمد إليها بالسوء".
وأضاف الحريري في خطابه من السعودية أن الأجواء في لبنان تشبه أجواء سادت قبل اغتيال والده رفيق الحريري، وتابع موجهًا حديثه للبنانيين: "أعدكم بجولات مليئة بالتفاؤل".
وكانت الاستقالة مفاجئة بحسب وسائل إعلامية معروفة بميلها نحو الحريري مثل قنوات العربية السعودية وسكاي نيوز عربية الإماراتية، والوسائل الأخرى التي تميل لتنظيم حزب الله مثل قناة المنار اللبنانية، وعبرت قناة بي بي سي أيضًا عبر مراسلتها في بيروت عن مفاجئة تلقاها الجميع في لبنان بهذا القرار الذي اتخذه سعد الحريري.
وفي رد فعل سريع؛ أصدرت الرئاسة اللبنانية بيانًا أكدت فيه أنها تلقت اتصالا من الحريري المتواجد في الرياض وأبلغ خلالها الرئيس ميشال عون بقراره، وأكد الأخير أنهم بانتظار عودة الحريري إلى لبنان لمعرفة التفاصيل.
كما قال وليد جنبلاط، رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي، بأن لبنان ضعيف جدًا وصغير على تحمل الأعباء الاقتصادية والسياسية لاستقالة سعد الحريري. وأضاف عبر حسابه بموقع "تويتر" إنه كان وسيبقى من دعاة الحوار بين السعودية وإيران.
لكن نبرة الهجوم السعودي ضد إيران ارتفعت بشدة خلال الأيام الأخيرة وخلال زيارة الحريري الثلاثاء الماضي قال وزير الدولة السعودية لشئون الخليج إنه عقد اجتماع مطول مع رئيس الوزراء اللبناني وأكد أنه تم الاتفاق على كثير من الأمور التي تهم الشعب اللبناني.
وسبق الاجتماع بيوم واحد سلسلة تغريدات لوزير الدولة السعودي لشؤون الخليج العربي ثامر السبهان، ضد إيران وحزب الله قال فيها إن المحركات الإعلامية الخمينية بدأت بالتحرك لمحاولة إيقاف التقارب السعودي العراقي بتلفيق أكاذيب بعضها منسوبة لي. وفي تغريدة أخرى يوم الإثنين الماضي كتب: "ليس غريبًا أن يعلن ويشارك حزب المليشيا الإرهابي حربه على المملكة بتوجيهات من أرباب الإرهاب العالمي. لكن الغريب صمت الحكومة والشعب في ذلك!" وذلك في إشارة إلى حزب الله وإيران.
وعقب إعلان استقالة الحريري من لبنان كتب السبهان على حسابه: "أيدي الغدر والعدوان يجب أن تُبتر".
ويشير ذلك إلى أن دعوة جنبلاط إلى الحوار غير مطروحة حاليًا، لكنه علق على استقالة الحريري قائلًا: "مهما كانت الصعوبات فإن التضحية من أجل الحد الأدنى من الوفاق والحوار يجب أن تكون الأساس من أجل لبنان. أما حياة المرء فمرهونة بالأقدار، ألم تسمعوا بالآية الكريمة (ويدرككم الموت ولو كنتم في بروج مشيدة)".
الحريري المولود في المملكة العربية السعودية ويحمل جنسيتها ويدير أعمال ضخمة على أراضيها، كان قد التقى أيضًا بولي العهد السعودي محمد بن سلمان الثلاثاء الماضي في إحدى زيارتين بدأ الأخيرة أمس ومن غير المعلوم متى سيعود إلى بيروت.
وقال الحريري عقب اللقاء إنه "في كل مرة نلتقي بسمو ولي العهد محمد بن سلمان تزيد قناعتي بأننا والقيادة السعودية على وفاق كامل حول استقرار لبنان وعروبته".
وأكد في تغريدة أخرى أن "السعودية أحرص الدول على الاستقرار في لبنان".
وعلق أيضًا على الاستقالة الرئيس السابق لجمهورية لبنان ميشال سليمان، وقال في تصريحات لصحيفة الشرق الأوسط السعودية: "أحيي الرئيس الحريري على موقفه. يجب سحب حزب الله من سوريا ووضع استراتيجية دفاعية، فلا يمكن لدولة أن تبني دولة داخل لبنان".
كما كتب عبر حسابه على موقع تويتر: "دخلنا في نفق يحتم على جميع السياديين رص الصفوف. لبنان وشعبه يستحقان التضحية".
وعلقت إيران على تصريحات الحريري وهجومه خلال بيان الاستقالة، وقال بهرام قاسمي المتحدث باسم الخارجية الإيرانية اليوم الجمعة إن تكرار رئيس الوزراء اللبناني المستقيل للاتهامات "غير الواقعية التي يرددها الصهاينة والسعوديون والأمريكيون ضد إيران، مؤشر على أن تلك الاستقالة ستعمل على إذكاء التوتر في لبنان والمنطقة"، بحسب ما نقلته هيئة الإذاعة البريطانية بي بي سي.
كما صرح مساعد مجلس الشورى الإيراني، حسين أمير عبداللهيان، أن استقالة الحريري تأتي في مرحلة هزيمة داعش "وهزيمة مؤامرة التقسيم وهزائم واشنطن وتل أبيب".
واعتبر بحسب وكالة تسنيم الإيرانية أن استقالة الحريري ستسبب فراغا سياسيا، وتصب في مصلحة "الكيان الصهيوني".
فيديو قد يعجبك: