الولايات المتحدة تعلن استراتيجيتها الجديدة للأمن القومي
واشنطن - (أ ش أ)
أعلنت الولايات المتحدة، اليوم الاثنين، استراتيجيتها الجديدة للأمن القومي، والتي تضمنت تغييرات جوهرية مقارنة باستراتيجية العام الماضي في عدة ملفات، في مقدمتها السياسة الخارجية والمناخ.
وتتبنى الاستراتيجية السنوية الجديدة، التي تُعد الأولى لترامب، فكرة امكانية وقوع مواجهة مع القوى "التي تعيد النظر" في استراتيجياتها للسياسة الخارجية والأمن القومي، مثل روسيا والصين، واللتان وصفتهما الوثيقة بأنهما "تعملان ضد المصالح الأمريكية".
ونشر البيت الأبيض الاستراتيجية الجديدة في وثيقة من 55 صفحة قبل دقائق من خطاب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشأنها، مساء اليوم الاثنين، بحسب الموقع الإلكتروني لصحيفة "ذي هيل" الأمريكية.
وذكرت الصحيفة أن الوثيقة تضع الولايات المتحدة في صراع على النفوذ الدولي مع الصين وروسيا، إذ تشير إلى أن البلدين تسعيان إلى تحدّي دور الولايات المتحدة في النظام الدولي كقوة عظمى بارزة.
وتذكر الوثيقة أن بكين وموسكو "تحاولان إضعاف الأمن والرخاء الأمريكيين، وأنهما عازمتان على جعل الاقتصادات أقل حرية وإنصافا، وعلى تطوير جيشيهما، والتحكم في المعلومات والبيانات لقمع مجتمعيهما وتوسيع نفوذيهما".
وتقلل الاستراتيجية الأمريكية من أهمية إبرام الاتفاقيات الدولية لصالح منهاجها في العمل منفردة ومواجهة خصومها في القضايا التجارية والأمنية؛ بغرض الاحتفاظ بالوضعية الأمريكية في النظام الدولي، وهو ما يتماشى مع الشعار الذي تبناه ترامب "أمريكا أولا".
وفي هذا الشأن، قال ترامب - في خطابه، مساء اليوم - إن الولايات المتحدة تواجه "عالما خطرا بشكل غير اعتيادي"، مؤكدا أنه يعطي الأولوية للمواطنين الأمريكيين، وأن "أمريكا تقود مجددا على الساحة الدولية".
ومن ناحية أخرى، تراجعت الاستراتيجية الأمريكية عن التركيز على المناخ كجزء أساسي من السياسة الخارجية الأمريكية - على عكس استراتيجية الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما - إذ استبعدت التغير المناخي من قائمة الولايات المتحدة للعوامل التي تمثل تهديدا لأمنها القومي، وفقا لتعبير صحيفة "هافنجتون بوست" الأمريكية.
وذكرت الإدارة الأمريكية - في وثيقة استراتيجية الأمن القومي الجديدة - أنها ملتزمة بالتعاون مع حلفائها وشركائها لكبح جماح البرنامج النووي لكوريا الشمالية، ومواجهة النفوذ الإيراني في الشرق الأوسط وإيقاف الإرهابيين حول العالم.
وذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" أن استراتيجية ترامب تحوي تلميحات غير قليلة حول العودة إلى رؤية الحرب الباردة للعالم؛ فبينما استخدم أوباما استراتيجياته للتقليل من شأن الأسلحة النووية كعامل أساسي للدفاع الأمريكي، يقول ترامب حول هذه الأسلحة: "أساس استراتيجيتنا لحفظ السلام والاستقرار يأتي عن طريق ردع العدوان ضد الولايات المتحدة وضد حلفائنا وشركائنا"، كما تتحدث الوثيقة عن عالم "كان في عطلة لثلاثة عقود من تنافس القوى العظمى" وأن هذه العطلة قد انتهت الآن.
ورغم وضع الوثيقة خطة مفصلة لمواجهة الطموحات الاقتصادية العالمية للصين -وهي إحدى أبرز محاور الخلاف بين واشنطن وبكين- إلا أنها لم تعطِ التركيز نفسه على كيفية التعامل مع تقنيات الحروب الإلكترونية وحروب المعلومات، والتي تشير وكالات استخباراتية وجهات تحقيق أمريكية إلى أن موسكو استخدمتها لمحاولة التأثير على نتائج انتخابات الرئاسة الأمريكية الأخيرة.
واعتبرت الصحيفة أن الاستراتيجية هي أول جهد شامل من جانب إدارة ترامب، والتي تصفها بأنها "رؤية استراتيجية عالمية تشمل الجميع"، مشيرة - نقلا عن مسئولين بالإدارة الأمريكية - إلى أن تلك الرؤية مستقاة من الخطابات التي ألقاها ترامب خلال حملته الانتخابية فيما يخص أوروبا وآسيا والأمم المتحدة.
هذا المحتوى من
فيديو قد يعجبك: