إعلان

الجانب المشرق في العداء السعودي الإيراني: المرأة الرابح من كيد الحكومات

04:54 م الخميس 28 ديسمبر 2017

كتبت - رنا أسامة:

أبرزت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، في تقرير نشرته عبر موقعها الإلكتروني، ما وصفته بـ"الجانب المُشرق" في علاقة الخصومة والتناحُر بين إيران والمملكة العربية السعودية.

وكتبت الصحيفة تقول إن "المنافسة المُحتدمة بين إيران والسعودية أثارت قلق الخبراء الذين يعتقدون أنها قد تُزيد من زعزعة استقرار المنطقة. لكن ثمّة ما يدخل على الحركات النسوية بعض السرور رغم هذه المخاوف. ففي ظل المنافسة بين النظامين لاقتناص عباءة البديل الإسلامي الأكثر اعتدالًا، النساء كُن المُستفيدات".

وأشارت الصحيفة إلى أن الإيرانيات أصبحن ينظرن بعين الحسد إلى السعوديات، بفضل الإصلاحات الاجتماعية التي تشهدها المملكة، ومُنِحن على أثرها حقوق كافحن على مدى عقود للحصول عليها، كما الحق في التصويت في الانتخابات وقيادة السيارات.

بيد أن المرأة الإيرانية لم تُعِر الكثير من الانتباه إلى ما بدأت تحظى به نظيرتها السعودية حتى سُمح للأخيرة بحضور المباريات في الملاعب في الوقت الذي تُحرم فيه الإيرانيات من هذا الحق، ما جعلهن يشتطن غضبًا تجاه حكومتهن.

واعتبرت الصحيفة أن توقيت الإعلان عن السماح للسعوديات بدخول الملاعب، في نهاية سبتمبر، جاء "مثاليًا"، في حال كان الهدف من ورائه تأجيج مشاعر المجتمع المدني في إيران.

وقبل قرار السلطات السعودية رفع الحظر على دخول السعوديات الملاعب لكرة القدم، في نهاية أكتوبر الماضي، سُمِح للسعوديات بحضور احتفالات اليوم الوطني الـ87 للسعودية في استاد الملك فهد الدولي، 23 سبتمبر، في خطوة أولى من نوعها بعد قيود منعت دخولهن وحضور المباريات، تفاديًا للاختلاط مع الذكور.

وقبل أسابيع قليلة، مُنِعت الإيرانيات من دخول الملعب لمشاهدة المباراة المؤهّلة لكأس العالم لكرة القدم في طهران بين المنتخبين الإيراني والسوري، في حين سُمِح للمُشجّعات السوريات بدخول الملعب ومشاهدة المباراة؛ وهو ما عدّه العديد من المواطنين في إيران وخارجها أمرًا مضحكًا وسخيفًا.

ونقلت الصحيفة عن مريم معمار صادقي، مؤسِّسة موقع إلكتروني للتربية البدنية في إيران، قولها "حين أرى الإصلاحات في السعودية أشعر بمشاعر مزدوجة، أفرح من أجل المجتمع السعودي؛ لاسيما المرأة، وفي الوقت نفسه أغضب من أجل المرأة الإيرانية. وكل ما يحدث لها يكشف الاستعلاء الأخلاقي الزائف للنظام الإيراني، وإجراءاته المناهضة لحقوق المرأة التي أصبحت تبدو متخلفة في بلدها الذي بات أكثر البلدان تخلفًا في العالم".

وذكرت أن العديد من الناشطات الإيرانيات تتطلّعن إلى مساعدات من جانب الغرب للضغط على طهران لاحترام حقوق الإنسان، لكن يبدو أن ظهور ولي العهد الأمير محمد بن سلمان على المشهد من شأنه أن يُحيد الأنظار عن إيران ويوجّهها صوب السعودية.

وأيًا كانت نواياه طويلة الأمد، تقول "نيويورك تايمز" إن بن سلمان بدأ يُجرّد طهران من الُحجج التي طالما عمدت إيران إلى استغلالها لتأليب الغرب ضد السعودية منذ زمن طويل، بما في ذلك الإشارة إلى "السجل السعودي الضعيف في إشراك النساء في المجتمع وتعليمهن".

وتُضيف الصحيفة أن "الأمير السعودي يسير على خُطى الشاه الإيراني. وهذا التشابه لا يخفى على القيادة الإيرانية، التي تزعم أن الأمير محمد بن سلمان (سيفشل) بسبب طموحات الحداثة التي تتعارض مع تقاليد شعبه".

فيما ترى الحركات النسوية الإيرانية أن "خصومة بلادهن للسعودية تخدم المرأة أكثر من كافة القوانين الإيرانية الرامية للنهوض بالمرأة، التي أعقبت ثورة 1979"، بحسب نيويورك تايمز.

وأوضحت أن علامات "حسد السعوديات" تبدأ في الظهور بين الإيرانيات جراء الإصلاحات والحقوق التي باتت تنالها نساء المملكة.

وفي هذا الصدد لفتت الصحيفة إلى توزيع ناشطة إيرانية، تُدعى ماسيه علي نجاد، منشورات لأعمال فنية رسمتها "إيرانيات حسودات" مستوحاة من نظرائهن السعوديات، تُظهِر ايرانيات بدون أوشحة تغطي رؤوسهن، بينما يتجوّلن في شوارع طهران ويُسجّلن رسائل فيديو.

ولامتصاص غضب الإيرانيات، أعلنت حكومة طهران مؤخرًا أنه سيتم السماح للاعبات الوزن الثقيل بالدخول في مسابقات دولية، في قرار هو الأول من نوعه بالنسبة لإيران.

واختتمت الصحيفة تقريرها قائلة "وبينما يُثير العداء السعودي الإيراني قلق العالم، عاد على المرأة بفائدة. والعِبرة الأبدية تصدُق مُجددًا: (قد تكون الحكومات أعداء، لكن تبقى الأخوة عالمية).

 

فيديو قد يعجبك: