بعد ثلاثة أيام من المعارك .. داعش يقترب من الهزيمة في "تلعفر"
كتبت – إيمان محمود
في إطار المعارك الضارية التي يشنها العراق بمساندة التحالف الدولي، تتقدم القوات العراقية باتجاه وسط مدينة تلعفر في محافظة نينوى، المعركة التي يعتبرها العراق "معركة الحسم" بعد معركة الموصل، والتي تهدف إلى القضاء على آخر مناطق الدعم اللوجستي لتنظيم داعش.
وفي إطار تقدم القوات العراقية؛ أعلنت قيادة العمليات المشتركة –عبر صفحتها الرسمية على فيسبوك- قائد عمليات قادمون يا تلعفر الفريق قوات خاصة الركن عن الأمير يار الله، اليوم الأربعاء، عن تحرير حي الكفاح الشمالي في القضاء ورفع العلم العراقي على أرضه.
وبدأت القوات العراقية، فجر الأحد، اقتحام مركز مدينة تلعفر من جهتي الشرق والغرب، ودخلت أول حيين في المدينة وهما حي الكفاح الجنوبي -الذي تم تحريره بالكامل اليوم- وحي السراي، بينما قُتل عشرات من مسلحي تنظيم داعش في الأيام الثلاثة الأولى لانطلاق معركة تحرير تلعفر التي حاول التنظيم إبطاءها بسيل من العربات المفخخة والانتحاريين، بحسب .ما أعلنته قيادة العمليات المشتركة عبر صفحتها.
وسيطرت القوات العراقية، أمس الثلاثاء، على ثلاثة أحياء تزامنا مع زيارة وزير الدفاع الأمريكي حيث دخلت قطعات الفرقة الذهبية التابعة لجهاز مكافحة الإرهاب إلى حي الكفاح الجنوبي، أول أحياء تلعفر من الجهة الغربية، بينما دخلت قطعات الفرقة المدرعة التاسعة من الجيش العراقي والحشد الشعبي إلى داخل حي السراي، أول أحياء المدينة من الجانب الشرقي.
ويشارك في عملية تحرير تلعفر، قوات الجيش والشرطة الاتحادية ومكافحة الإرهاب وكذلك الحشد الشعبي وهي فصائل مساندة للقوات العراقية ومعظم أفرادها من الشيعة، بحسب الصفحة الرسمية للقيادة.
وأفاد مصدر أمني في محافظة نينوى العراقية، اليوم الأربعاء، بأن "داعش" أمر عناصره بإحراق جميع مقراته في تلعفر وإخلائها، بحسب ما أفاد موقع "السومرية" العراقي.
وقال المصدر الأمني، إن "تنظيم داعش أمر قياداته في قضاء تلعفر غربي المحافظة بإحراق جميع مقراته والانسحاب منها الى أماكن أكثر أمنا"، مبينًا أن "التنظيم بدا فعليا بحرق مقراته وتفخيخ المنازل وسط القضاء".
وتواصل القوات العراقية المشاركة في معركة تلعفر، التقدم من جميع الاتجاهات نحو مدينة تلعفر، ويشير قادة عسكريون عراقيون إلى أن أعداد مسلحي داعش الموجودين وسط تلعفر، تبلغ نحو 1000 مسلح أغلبهم من المسلحين الأجانب والعرب والعراقيين، لكن تقديرات أخرى تضع هذا الرقم أعلى بكثير من ألف، ويؤكد القادة العراقيون أن معركة استعادة المدينة ليست بالصعبة، بحسب صحيفة "الشرق الأوسط".
وفي سياق آخر، أعلنت حركة عصائب أهل الحق انسحاب فصائل المقاومة من معركة تحرير تلعفر، بسبب مشاركة القوات الأمريكية في المعارك، مشيرة إلى أن "الأمريكيين يشاركون في المعركة بقوات برية وارتال كبيرة"، بحسب موقع "بغداد اليوم".
وأكد رئيس كتلة صادقون التابعة للحركة النائب حسن سالم، أن شهود عيان رصدوا ارتالا أمريكية وقوات برية في أطراف قضاء تلعفر وتحديدًا في منطقة تل عبطة، وذلك بخلاف المواقف الرسمية لرئيس الوزراء حيدر العبادي الذي ينفي مشاركة قوات اجنبية في معارك التحرير على حد تعبيره.
وحذر سالم من وجود محاولات أمريكية لإنشاء قاعدة عسكرية قرب تلعفر لافتا إلى أن ذلك دفع بفصائل المقاومة الإسلامية وعلى رأسها كتائب حزب الله وعصائب أهل الحق إلى الانسحاب من المعركة لأن الحركة لا تحسن الظن بالأميركي.
وأفاد بيان لعصائب أهل الحق، اليوم الأربعاء، بانسحاب فصيله وفصيلين آخرين من معارك تحرير تلعفر، إذ انسحبت كتائب حزب الله والخرساني، بسبب الأمريكان على حد تعبيرهم.
وفي نيويورك، أعربت مفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين عن قلقها إزاء حماية المدنيين، مؤكدة أن المفوضية تخشى من احتمال احتجاز المدنيين دروعا بشرية مرة أخرى، ومن أن تؤدي محاولات الفرار إلى عمليات إعدام وإطلاق نار عليهم.
وقالت المفوضية، إن الوكالات الإنسانية لم تتمكن من الوصول إلى تلعفر منذ عام 2014، ولكن يقدر أن الآلاف من الناس لا يزالون داخل المدينة، مضيفة "قيل إن الظروف صعبة للغاية، حيث ينفد الغذاء والماء، مع نقص الكهرباء وتدهور المرافق الصحية".
كما قالت المتحدثة باسم المنظمة الدولية للهجرة، أوليفيا هيدون، إن هناك تقارير تتحدث عن فرار آلاف الأشخاص من النزاع على أطراف تلعفر.
وأضافت أنه منذ 18 أغسطس، استقبل نحو ألف و500 شخص في موقع الحاج علي للطوارئ التابع للمنظمة، فيما تم استقبال أكثر من ألف و700 شخص في موقع الطوارئ في القيارة الذي شيدته المنظمة.
وفي جنيف، ذكرت وكالة الأنباء الفرنسية، أن الأمم المتحدة حثت العراق أمس الثلاثاء على بذل مزيد من الجهود لضمان الرعاية والحماية والعدالة لآلاف النساء والفتيات اللواتي وقعن ضحايا أعمال عنف جنسية ارتكبها تنظيم داعش.
وفي تقرير صدر أخيرًا، حذرت بعثة الأمم المتحدة لمساعدة العراق "يونامي" ومكتب حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة من أن الأطفال الذين ولدوا نتيجة أعمال عنف جنسي يواجهون خطر قضاء حياتهم وهم يعانون من التمييز وسوء المعاملة.
فيديو قد يعجبك: