العام الأول لترامب في البيت الأبيض.. "انشقاقات وخلافات وجدالات"
كتب - هشام عبد الخالق:
سلطت وكالة الأنباء الصينية الرسمية "شينخوا"، الضوء على العام الأول للرئيس الأمريكي دونالد ترامب داخل البيت الأبيض، وقالت إن الشكوك والقلق مازال مستمرًا حتى بعد مُضي عام على رئاسته.
وتابعت الوكالة، في تقريرٍ لها، اليوم الأربعاء، في الوقت الذي يسعى فيه ترامب لتنفيذ وعود حملته الانتخابية، والتي تبدو مثيرة للجدل وغير مقبولة للكثيرين، سيطرت الانشقاقات والخلافات والجدالات على عامه الأول، ويبدو أن 2018 لن يكون مختلفًا كثيرًا.
واستعرضت الوكالة، أبرز اللحظات الخلافية لترامب في عامه الأول:
الانشقاقات
منذ أن تولى ترامب الرئاسة في 20 يناير من العام الماضي، ازداد الانقسام بين الجمهوريين والديمقراطيين، ولم يحاول أي من الحزبين أن يُوفق بين رغباته ورغبات الحزب الآخر.
وتابعت الوكالة، قال مركز "بيو للأبحاث" في تقرير، إن الانقسام بين الحزبين في الآراء السياسية، والذي وصل إلى أرقام قياسية في عهد أوباما، ارتفع أكثر وأكثر في عام ترامب الأول من الرئاسة.
وأضافت، كان الوضع أكثر إحباطًا بالنسبة للرئيس ترامب لأنه لم يستطع أن يرأب الصدع داخل حزبه، والذي فشل في إلغاء قانون أوباما كير للرعاية الصحية، وهو ما يعد أحد الوعود الرئيسية لحملة ترامب الانتخابية.
وظهر الانقسام الداخلي بين الحزبين أكثر عند تمرير قانون الضرائب الأخير وهو أكبر تعديل ضرائبي في تاريخ الولايات المتحدة منذ 30 عامًا، والذي- على الرغم من تمريره- لم يوافق عليه ديمقراطي واحد.
الرأي العام منقسم كذلك، وطبقًا لاستطلاع رأي أجرته مؤسسة جالوب، فإن معدلات قبول ترامب في عامه الأول بلغت 39% فقط، وهو أقل من أي رئيس سابق.
الخلافات
كانت كلمة "خلاف" هي المسيطرة على تعامل ترامب مع الآخرين في العام الأول، خاصة في تعامله مع المؤسسات الإعلامية الأمريكية الكبرى، ونتيجة لذلك ظهرت كلمة "أخبار زائفة" التي يستخدمها ترامب كثيرًا.
وهاجم ترامب- على موقع تويتر في الغالب- المنصات الإعلامية التي تنتقد شخصه أو رئاسته، واصفًا إياها بـ "الأخبار المزيفة"، ومشككًا في أوراق اعتماد المؤسسات التي تقف ورائها.
وردًا على ذلك، زادت وسائل الإعلام من انتقاد ترامب، مدققة أكثر في رئاسته، لتجبر بذلك البيت الأبيض على إظهار مزيد من الاهتمام بإنجازات الإدارة الحالية.
أحد مصادر الخلاف الأخرى بين ترامب ووسائل الإعلام، التدخل الروسي المزعوم في الانتخابات الرئاسية الأمريكية، وإمكانية التواطؤ بين حملة ترامب وموسكو.
وأنكر ترامب مرارًا وتكرارًا أي علاقات بينه وبين روسيا، قائلًا إن مثل هذا الادعاء "نكتة"، ومع تضييق التحقيق في الدوائر الداخلية لترامب من المتوقع استمرار هذا الخلاف بين ترامب ووسائل الإعلام، في الوقت الذي يثير فيه الجمهوريون- ومن ضمنهم الرئيس ترامب- الشكوك في مدى مصداقية التحقيق الذي يجريه المستشار الخاص روبرت مولر، ويطالب فيه الديمقراطيون بحمايته.
الجدالات
بجانب الانشقاقات الداخلية والخلافات مع وسائل الإعلام، حظى ترامب بجدالات كثيرة في عامه الرئاسي الأول.
طرد ترامب مدير مكتب التحقيقات الفيدرالي جيمس كومي على خلفية التحقيق في التدخل الروسي بالانتخابات، ولم يدن تصرفات المتطرفين البيض على خلفية أحداث العنف في شارلوتسفيل، ومنع تجنيد المتحولين جنسيًا، ودعّم المرشح الجمهوري روي مور لمجلس الشيوخ على الرغم من الفضائح التي تلاحقه، كل هذه نزاعات خاضها ترامب من ضمن عددٍ كبير آخر.
وكان أحد أكثر الجدالات في العام الماضي، موقفه المتشدد من الهجرة، والمقترح الذي قدمه حول هذا الموضوع، وتضمن المنع من السفر وترحيل الأشخاص، على برنامج "داكا" الذي حمى المهاجرين غير الشرعيين الذين قدموا للولايات المتحدة خلال طفولتهم من الترحيل سابقًا.
ودعا ترامب أيضًا إلى بناء جدار على الحدود الجنوبية مع المكسيك لإيقاف الهجرة غير الشرعية، وألقى باللوم على الديمقراطيين لعدم إحراز تقدم في قانون المهاجرين، مطالبًا بتطبيق نظام هجرة مبنيّ على أساس الجدارة، وإلغاء نظام التأشيرات المتنوعة.
وفي الوقت الذي يراه مؤيدوه كشخص يحافظ على وعوده، ويسعى لحماية المصالح الوطنية والشعب الأمريكي، يقول منتقدو ترامب إن الجدار الحدودي لن يوفر بيئة آمنة للولايات المتحدة في ظل تخبط النظام السياسي.
وقالت الوكالة الصينية: "يزرع منتقدو ترامب الكراهية والخلاف، مؤثرين بذلك على أمة اعتمد رخاؤها بشكل أساسي على عمل أجيال من المهاجرين".
ومؤخرًا- طبقًا للوكالة- أثار حديث ترامب- في اجتماع بالبيت الأبيض مع المشرعين عن قانون الهجرة- غضبًا دوليًا، بعد أن استخدم كلمات بذيئة في وصفه لهايتي ودولًا إفريقية، وتصبح تلك هي القضية الأكثر إثارة للجدل في 2018، في إشارة إلى أن هذا سوف يستمر طوال العام.
فيديو قد يعجبك: