إعلان

بعد عام.. كيف غير ترامب الرئاسة الأمريكية؟

01:00 م الخميس 18 يناير 2018

الرئيس الأمريكى دونالد ترامب

كتب - هشام عبد الخالق:

"تحل قريبًا ذكرى مرور عام على دونالد ترامب رئيسًا لأمريكا، وسواء أحببتُ هذا أم لا، فسوف يذكر التاريخ أن هناك خطًا فاصلًا بين الرئاسة والسياسة الأمريكيتين"، كانت هذه مقدمة لتحليل قام به رئيس وحدة التحليل السياسي في شبكة "آيه بي سي نيوز" ريك كلين.

وقال كلين إن هذا الخط الفاصل بين الاثنين، هو الحقيقة التي لا جدال فيها بعد مرور عام على دونالد ترامب في الرئاسة، التي تميزت بكونها "غير منطقية."

أضاف التحليل أن ترامب "غيّر من منصب الرئاسة وكيف يكون رئيس الولايات المتحدة، بطرق لا يستطيع أحد تنفيذها سواه، وأعادت غرائزه -التي تمثلت في الشجار، الانقسام، والإهانة -تعريف معنى أن تكون رئيسًا."

وقال إنه "بالطبع لن يكون هناك دونالد ترامب آخر، وكذلك لن يمكن إعادة منصب رئيس الولايات المتحدة إلى ما كان عليه قبل أن يتولى الرئاسة."

وقال جوليان زيليزر، أستاذ التاريخ في جامعة برينستون، "عندما تولّى ترامب الرئاسة، أصبح أسلوب الولايات المتحدة الهجوم دائمًا، وهذا لن ينمحي بسهولة".

وأضاف زليزر إن "ترامب مستمر في القيام بأشياء لم يقم بها رؤساء آخرون، وافترضنا نحن المؤرخون أنهم لا يقدروا على القيام بها، وليست هناك حاجة لافتراض أن الرئيس القادم سيكون مثل ترامب، ولكن كل شيء مطروح للنقاش الآن."

وشهد العام الأول من رئاسة ترامب -حسب المحلل كلين -تهديدات للاتفاقيات والانسحاب من بعضها، وكان الرئيس مهاجمًا وصادمًا للكثيرين، ولكنه استطاع إنجاز الكثير من الأمور أحيانًا في هدوء وأحيانًا أخرى بضوضاء كبيرة.

جون سنونو، حاكم ولاية نيو هامبشاير الأسبق، وكبير موظفي البيت الأبيض تحت قيادة جورج بوش الأب، كان من معارضي ترامب في الانتخابات التمهيدية، ولكنه يرى أن ترامب أنجز الكثير من أولويات المحافظين، ويغير من منصب الرئيس بطرق إيجابية، ويغير كذلك المناخ الإعلامي في الولايات المتحدة.

قال سنونو إن ما فعله ترامب في حملته هو إيجاد طريقة للتواصل مع كل شخص قلق، وما يفعله الآن كرئيس هو محاولة التعامل مع المؤسسات التي أثارت حفيظة الجميع.

ووفقا للتحليل، وافق مؤيدو ترامب على جميع قراراته، قائلين إن الشعب الأمريكي انتخبه لأنه سيحطم التقاليد القديمة.

أشار تحليل الشبكة إلى أن ترامب كان ترامب يقدم برنامج "المتدرب" على شبكة إن بي سي الأمريكية، مضيفا أنه لم ينس على ما يبدو عقلية رجل الترفيه، فكان يتفاخر بأدائه الرئاسي والنقد الإيجابي له.

واستطرد التحليل: "بمثل هذه الروح، استطاع ترامب إثارة النقاش السياسي بين ما هو خيالي وما ليس خيالي، حيث كان الرؤساء الآخرون كذبوا أو ضللوا الجمهور بشكل عام، ولكن ترامب كان غير مبال بالحقيقة من الأساس في سابقة ليس لها مثيل في الحياة العامة."

ويقول زيليزر إن ترامب مستعد لقول أشياء ليست حقيقية، وهو يقوم بهذا بالفعل، وعندما يخبره شخص ما بهذا، يستمر في قول تلك الأشياء.

أحصت صحيفة واشنطن بوست 2000 تصريح صحفي كاذب أو مضلل من الرئيس في عامه الأول، وتنوعت تلك التصريحات ما بين أشياء تافهة عن استطلاعات قبوله بين الشعب الأمريكي، وبين انتقادات خاطئة للتحقيق الذي أجراه المحامي الخاص روبرت مولر في التدخل الروسي في الانتخابات الرئاسية، وتصريحات أخرى عن خصمه في تلك الانتخابات هيلاري كلينتون، وعن الرئيس السابق باراك أوباما.

ويتابع كلين في تحليله أن هناك بعض الإهانات التي وجهها ترامب، حيث وصف أعدائه وبعض من حلفائه بـ "المجنون، والضعيف، وخارج عن السيطرة، والقصير السمين، والمعقوف"، وربما كان أحدث تلك الإهانات في اجتماع للبيت الأبيض الأسبوع الماضي عندما وصف بعض الدول من بينها هايتي ودول أفريقية بـ "الحثالة".

وفي محاولة لوصف طريقة ترامب في اتخاذ القرارات، قال كبير موظفي البيت الأبيض في مقابلة مع نيويورك تايمز، إنه لاحظ شيئًا واحدًا لا يفعله ترامب، وهو أنه لم يسأل مطلقًا عن كيف قام الرؤساء السابقين بهذا الأمر على سبيل المثال.

ولم يقتصر أسلوب ترامب الفج على الشأن الداخلي فقط، بل امتد في علاقاته الخارجية، حيث شهد موقع تويتر سخرية من زعيم كوريا الشمالية كيم جونج أون، استفزازات وُجهت لحلفاء أمريكا مثل بريطانيا والصين، وقرارات سريعة بنقل سفارات وإلغاء رحلات وانسحاب الولايات المتحدة من معاهدة دولية.

ويبدو أن ترامب استطاع في عام كسر علاقات ثنائية استمرت عقودًا، والنتائج التي ستترتب على الحرب كبيرة، ولكن لم يبدِ ترامب اهتمامًا كبيرًا بهذا أو بالطريقة التي سيستقبل بها العالم كلماته المولعة بالقتال، بحسب التحليل.

ولم يكتفِ ترامب بهذا فقط، بل دخل في حروب مع أشخاص أقوياء داخل حزبه الجمهوري خلال عام 2017، ليُنهي العام بقانون ضرائب جديد يُمكن لترامب وحده تحقيقه، طبقًا لسنونو.

حاول ترامب في هذا العام أن يعيد تعريف السياسة الأمريكية، جاعلًا منها انعكاسًا لشخصيته العنيفة غير المثقفة والفظة، ولكن نجاحه أو فشله في الرئاسة قد يتم الاعتداد به عن طريق ما لم يستطع تغييره.

ولكن - حسبما يقول المحلل - حتى القضاء والجيش عارضا جهود ترامب المضنية في إعادة كتابة القوانين وصنع عالمه الخاص، وعلى الرغم من تكرار ترامب لكلمة "أخبار كاذبة" عند وصف الإعلام، تبقى وسائل الإعلام قوة قوية ومستقلة، حتى في عصر "الحقائق البديلة".

ويتابع التحليل، على الرغم من أن النواب الجمهوريون يسيطرون على الكونجرس الآن، فقد بنوا حدودًا لما يستطيع ترامب تنفيذه في السياسات المحلية والخارجية، ويبدو أن سيطرة الجمهوريين على الكونجرس لن تدوم طوال فترة رئاسة ترامب، مع ظهور حركة من حركات "المقاومة" تغذي انتخابات 2018 القادمة.

ويضيف كلين، سوف يستغرق الأمر عقودًا لمعرفة التأثير الحقيقي لترامب على السياسة الأمريكية، مثله كأي رئيس آخر، ولكن أظهر ترامب بعض الحقائق الهامة عن الدولة التي اختارته رئيسًا.

ويختتم التحليل بقول المؤرخ زيليزر، يظهر ترامب حقيقة ما بنيناه والنظام الذي صنعناه، وبيّن كيف يمكن للرئيس أن يكون قويًا.

فيديو قد يعجبك: