إعلان

افتتاحية الجارديان عن كارثة إندونيسيا: "كيف نستعد للأسوأ؟"

07:33 م الخميس 04 أكتوبر 2018

كتب - هشام عبدالخالق:
"قُتل أكثر من 1400 شخص في زلزالي وتسونامي إندونيسيا في الأيام الماضية، وعلى الرغم من وصول فرق الإنقاذ والإمدادات إلى الناجين في مدينة بالو، إلا أن الكثيرين في المناطق المحيطة ما زالوا بحاجة ماسة للحصول على المياه النظيفة والغذاء".

بهذه الكلمات بدأت صحيفة "الجارديان" البريطانية افتتاحيتها حول الوضع في إندونيسيا التي شهدت في أيام قليلة زلزالين وتسونامي، تسببا في مقتل آلاف الأشخاص ونزوح مئات الآلاف غيرهم، وقالت الصحيفة: "تقع إندونيسيا في منطقة الحزام الناري (التي تمتد على سواحل المحيط الهادي وتنشط فيها الزلازل والبراكين)، وللأسف اعتادت إندونيسيا على مثل هذه الكوارث على الرغم من كونها رابع أكبر الدول من حيث عدد السكان".

وتابعت الصحيفة، بسبب هذا أصبح التخطيط للتخلص من الكوارث أو إيجاد حل لها أمر ضروري للغاية، بما في ذلك إعداد وصيانة المباني والبنى التحتية وأنظمة الإنذار المقاومة للزلازل، وتفيد بعض التقارير أن أجزاء من نظام الإنذار للتحذير من التسونامي لم تكن تعمل؛ وبعض المناطق لم تعمل صفارات الإنذار بها، وتسبب الزلزال في إيقاف عمل أبراج تقوية الإرسال، لذلك لم يتم إرسال التحذير عن طريق الرسائل النصية، والأكثر أهمية من ذلك أن الناس أنفسهم لم يكونوا مستعدين لمثل هذه الكارثة.

أحد المفارقات غير الطبيعية للعقل البشري، والتي حدثت في كارثة إندونيسيا هو أننا قد نشعر بالقلق حول أشياء قد لا تحدث، ومع ذلك، عندما نواجه الخطر الوشيك نصبح غير قادرين على تفهم طبيعة الخطر والتصرف طبقًا لها، وعانت إندونيسيا بشدة من أمواج تسونامي، وفقدت أكثر من 150 ألف مواطن في مدينة باندا آتشيه عندما ضربت كارثة تسونامي المدمرة في عام 2004، ومات مئات آخرون في كوارث في جاوا وجزر مينتاواي في عامي 2006 و2010.

وتقول الصحيفة: "في اليابان، وبعد عام واحد من كارثة إندونيسيا، عندما ضرب تسونامي الدولة قُتل أكثر من 18 ألف شخص آخرين، ولكن كان سيموت أضعاف هذا العدد لولا الخطط التي اتبعتها الدولة، فكل طالب في اليابان يعرف جيدًا كيفية التصرف عندما يضرب زلزال أو عندما تكون هناك صافرات للتحذير من تسونامي، والهدف في إندونيسيا ليس نسخ تجربة اليابان بحذافيرها، ولكن استخدامها كنموذج للاحتذاء به".

ويجب أن يكون الهدف في هذه التجربة، بحسب الصحيفة، التأكد من أن المدنيين والمسؤولين يفهمون علامات التحذير ويعرفون كيف يتصرفون بشكل حاسم، وذلك بهدف الوصول إلى الدرجة التي تجعل التفاعل مع الكارثة روتينًا يوميًا كما لو كانوا ينظرون إلى السيارات عند عبور الشارع.

وتابعت الصحيفة، وضع هذا موضع التطبيق ليس سهلًا، فحكومة إندونيسيا تتمتع بدرجة عالية من اللامركزية، ويشير الخبراء في مبادرة تنمية القدرة على التكيف التي تتخذ من إندونيسيا مقرًا لها، إلى أن الحد من مخاطر الكوارث لم يتم إدراجه كواجب إلزامي على حكومات المقاطعات حتى وقتٍ قريب، ولا يزال تطبيق قوانين البناء غير قائم حتى الآن.

الميزانيات المحلية مشكلة أيضًا تواجه الحكومة الإندونيسية، ويدعم التمويل الياباني مسعى برنامج الأمم المتحدة للتنمية لتعزيز استعداد المدارس والطلاب لمواجهة التسونامي في جميع أنحاء منطقة آسيا والمحيط الهادئ، ويوجد في إندونيسيا وحدها، 3900 شخص في المناطق المعرضة للتسونامي.

وتقول الصحيفة في ختام افتتاحيتها: "تذكرنا كارثة إندونيسيا الماضية، بأن البلاد تحتاج إلى المزيد من الدعم للمساعدة في إعداد شعبها لما قد يحدث مستقبلًا، ويجب أن تذكرنا أيضًا أن معرفتنا بالخطر لا تعني أننا مستعدون للأسوأ".

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان