جواسيس قطر واعتذار كندا والرد على ترامب.. أبرز تصريحات "بن سلمان" مع بلومبرج

كتب - هشام عبدالخالق:

أعلن ولي العهد السعودي أن ما قاله الرئيس الأمريكي دونالد ترامب من أن المملكة لن تصمد أسبوعين بدون الولايات المتحدة غير صحيح.

وقال بن سلمان، إن السعودية كانت متواجدة قبل الولايات المتحدة بأكثر من 30 عامًا، وأن الرئيس باراك أوباما عمل ضد أجندة المملكة في السنوات التي كان رئيسًا للولايات المتحدة، وحتى في تلك الفترة كانت المملكة قادرة على حماية مصالحها، وتحتاج السعودية إلى ما يقرب من ألفي عام لتواجه خطرًا حقيقيًا.

وأضاف بن سلمان، في حوار مع وكالة "بلومبرج" الأمريكية، أن ما قالته كندا أو ألمانيا مختلف عما قاله الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن والده الملك سلمان، مشيرًا إلى أن كندا أعطت أمرًا للسعودية بشأن القضايا الداخلية، وهذا لم يكن مجرد رأي بل كان إعطاء أمر لدولة أخرى.

وحول علاقة الولايات المتحدة بالسعودية، أكد بن سلمان أن العلاقات السعودية الأمريكية لا تزال جيدة كما هي كما كانت قبل تصريحات ترامب، وأنه يحب العمل مع الرئيس الأمريكي، وأنهما حققا الكثير في الشرق الأوسط خاصة في الحرب ضد الإرهاب والأيديولوجيات المتطرفة.

العلاقة مع الكويت

وعن الاجتماع الأخير مع الكويت؛ قال: "نعتقد أننا نقترب من تحقيق شيء مع الكويت، هناك فقط بعض المسائل التي كانت عالقة خلال الـ50 سنة الماضية، والجانب الكويتي يريد حلَّها الآن".

وأضاف بن سلمان، أن الأمور العالقة هي جزء من مسائل ذات علاقة بالسيادة، لم يتم حلّها بين المملكة والكويت خلال الـ50 سنة الماضية، وهم يريدون حلَّها الآن قبل أن نستمر في الإنتاج من تلك المنطقة، ونعتقد أن مسألة عالقة منذ 50 سنة يكاد يكون من المستحيل حلُّها في أسابيع قليلة. لذا فنحن نعمل للحصول على اتفاق مع الكويتيين لكي نستمر في الإنتاج للسنوات الـ5 إلى الـ10 القادمة وفي الوقت ذاته نعمل على حلِّ مسائل السيادة.

أموال الريتز كارلتون

وعن الأموال التي تم تحصيلها من الأمراء والأشخاص المقبوض عليهم بتهمة الفساد في الريتز كارلتون، قال ولي العهد إنه تم تحصيل أكثر من 35 مليار دولار، وأن الباقي سيتم تحصيله على مدار العامين القادمين، وسيتم إغلاق القضية حينها.

وحول المحاكمات التي تجرى الآن، أعلن بن سلمان، أنه لم يتبقَ سوى ثمانية أشخاص فقط، وأنهم مع محاميهم وسيواجهون النظام القضائي للسعودية.

عودة السفير إلى ألمانيا

وعن الأزمات التي تقابل السعودية مع جيرانها وقضية الريتز كارلتون وقطر وكندا وألمانيا وتأثير ذلك على الاسثتمار في السعودية، قال بن سلمان إن هذا شيء طبيعي أن يكون للدولة خلافات مع دول أخرى وأن يسعوا لإبرام الصفقات الجيدة وتحقيق التفاهم، وكل زعيم دولة يحاول تحقيق الأفضل لبلاده فهذه وظيفته.

وعن عودة السفير السعودي إلى ألمانيا، أكد بن سلمان عودة الأمير فيصل إلى منصبه كسفير للسعودية في ألمانيا، ومن ثم سيكون هناك سفير آخر جديد.

العلاقة مع كندا

وحول العلاقات مع كندا، أوضح ولي العهد أن الأمر متروك لهم، فهم من قاموا بخطوات ضد قوانين الأمم المتحدة وضد المبادئ الدبلوماسية وتدخلوا في قضايا ليست من اختصاصهم، مؤكدًا أن عليهم الاعتذار عما حدث.

وأضاف بن سلمان، يجب عليهم الاعتراف بخطأهم، وأعتقد أنهم يعرفون جيدًا ارتكابهم لخطأ، وسنرى كيف ستعود العلاقات إلى ما كانت عليه.

الاستثمار في السعودية

وحول الاستثمار في السعودية، سُئل بن سلمان عن القلق الذي يشعر به المستثمرون - الأجانب والسعوديين - بعد توتر العلاقات مع كندا وألمانيا والريتز.

وأجاب بن سلمان عن هذا قائلًا: "لقد تحدثنا عن ذلك كثيرًا في الماضي. في عام 2015، كان يجب علينا القيام بالكثير من المفاجآت، لم نكن نرغب في خسارة العديد من الفرص، لكن احتمالية حدوث المفاجآت الأن تقلص إلى 1%، والأمر الذي نركز عليه حاليًا بشكل كبير هو الرؤية، الآن برنامج 2020 ومن ثم سنعلن عن برنامج 2025. ولن يكون هناك أي فرض لضرائب جديدة حتى عام 2030 وسنبذل قصار جهدنا من أجل تعزيز الاقتصاد وتعزيز تطوير القطاع الخاص وجميع المجالات الصناعية".

وتابع بن سلمان، أن هذا سيكون عن طريق زيادة الإنفاق الرأسمالي، وزيادة حجم صندوق التنمية السعودي الجديد، والذي يضم تحته عدد من الصناديق الأخرى، وزيادة أموال صندوق الاستثمارات السعودي، من أجل الاستثمار داخل وخارج المملكة، وتسهيل القوانين، وإعادة هيكلة الصناعات الأخرى لخلق المزيد من الفرص للنمو، واستقطاب المزيد من الأنشطة التجارية.

الخصخصة

وحول الخصخصة، قال بن سلمان، في عام 2019، سيكون لدينا أكثر من 20 قطاع تجاري قد تم خصخصتها، والعديد منها ستكون في قطاع المياه والزراعة والطاقة وبعضها في الرياضة، ونقوم الآن بإجراء محادثات مع المستثمرين، وبعضهم هنا، والبعض الآخر في الخارج.

وأضاف ولي العهد السعودي، نريد أن نتأكد من كفاءة هؤلاء المستثمرين في إدارة الأعمال التجارية، وستتملك الحكومة السعودية القليل من تلك الشركات من أجل التأكد من جودة الأداء لفترة من الزمن، كما وأننا نسعى لأن تكون معظم تلك الشركات قد طرحت أسهمها في السوق أثناء تحولها إلى القطاع الخاص، ولذا سيتملك المستثمرون الحصة الأكبر فيها، وستتملك الحكومة السعودية الحصة الأقل، وسيتم طرح القليل من أسهم تلك الشركات في سوق الأسهم.

خاشقجي

وحول اختفاء الصحفي السعودي جمال خاشقي، أكد ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، أن خاشقجي ليس في القنصلية السعودية بتركيا، متابعًا أن خاشقجي مواطن سعودي وأنه سيستمر في الحوار مع الحكومة التركية لمعرفة ماذا حدث له هناك.

وأوضح ولي العهد السعودي، أنه يرحب بالحكومة التركية لدخول القنصلية والبحث في المبنى، على الرغم من أن مباني القنصلية تعتبر أرضًا أجنبية، ولكن لا يوجد لدينا ما نخفيه.

وعند سؤاله عن التهم التي يواجهها خاشقجي في السعودية، رد بن سلمان، يجب علينا أن نعرف أين هو قبل أي شيء.

جواسيس قطر وإيران

وحول بعض قضايا التجسس التي تم ضبط مرتكبيها مؤخرًا، قال بن سلمان: لم يتم اعتقال أحد بسبب مطالبته بقيادة النساء للسيارات كما صرح البعض، بل كان هذا بسبب تكوينهن علاقات مع وكالات لدولٍ أخرى، ولديهن شبكة واتصالات مع أشخاص حكوميين، ويسربن معلومات لمصلحة تلك الحكومات الأخرى.

وأضاف ولي العهد السعودي، أنه تم توجيه تهم تجسس لهؤلاء النساء بسبب تحدثهن لمخابرات دول أخرى، وتوجد لدينا مقاطع فيديو أدين بعضًا منهن، وأنه سيكون هناك قضايا رسمية بحقهن.

وحول الدول التي تحدثت معهن هؤلاء النسوة، قال بن سلمان، إن قطر إحدى تلك الدول التي جندتهن، بالإضافة إلى إيران بشكل غير مباشر، هاتان هما الدولتان الرئيسيتان اللتان كانتا تُجند هؤلاء الأشخاص، وأثبتت الأدلة والتحقيقات أنهم كانوا على دراية بأن ذلك كان عملًا استخباراتيًا ضد المملكة العربية السعودية.

قانون الوصاية

وعن قانون وصاية الرجل على المرأة وإمكانية إلغائه، أكد بن سلمان أن هذا القانون وُضع في السبعينيات من القرن الماضي، وأنه يتم حاليًا البحث في القوانين التي وضعت في تلك الفترة مع معظم أعضاء هيئة كبار العلماء لنرى ما هو إسلامياً منها، وما ليس بإسلامي، وأنا أعتقد أن هناك فرصة في هذا المجال.

الانتقادات

وحول الانتقادات التي يتم توجيهها لولي العهد، قال بن سلمان: "لم أدع نفسي مُصلحًا للمملكة العربية السعودية، فأنا ولي العهد وأحاول أن أبذل قصارى جهدي من خلال منصبي كولي عهد ونائب رئيس وزراء المملكة العربية السعودية، والأرقام لا تكذب، وعدد الذين تم القبض عليهم في السنوات الثلاث الأخيرة، هو 1500 شخص".

وتابع بقوله: "هذا خلال ثلاث سنوات، ولكن ماذا عن أعدادهم في تركيا؟ يقولون إنهم 50 ألف، والـ 1500 شخص، معظم قضاياهم ليست متعلقة بحرية التعبير، كما سيعود معظمهم إلى منازلهم عند انتهاء القضية".

الصراع في اليمن

وحول الصراع في اليمن والانتهاء منه، قال بن سلمان: "نأمل أن ينتهي ذلك في أقرب وقت ممكن، فنحن لا نريد صراعًا على حدودنا، ولكننا بالطبع لا نريد أن يكون لدينا حزب الله جديد في شبه الجزيرة العربية، وهذا خط أحمر ليس بالنسبة للسعودية فحسب، وإنما للعالم أجمع".

وأكد بن سلمان، لا أحد يريد وجود حزب الله في مضيقٍ يمر من خلاله حوالي 15% من التجارة العالمية، سوف نواصل الضغط عليهم، نحن نأمل بأن يكونوا مستعدين للتفاوض والتوصل إلى اتفاق في أقرب وقت ممكن.

تطوير "نيوم"

وحول مدينة "نيوم" التي قضى بها الملك سلمان إجازته الصيفية بها، قال بن سلمان: "أمضى خادم الحرمين إجازته هذا العام في نيوم، إنها إشارة على أن الملك، ولأول مرة خلال 40 عامًا أو أكثر، يمضي إجازته في بلاده السعودية، وتحت مظلة نيوم، أعتقد أن هناك أكثر من 12 مدينة أو بلدة صغيرة متاخمة للبحر، وغيرها ست أو سبع بلدات، بعضها في الوادي وبعضها في الجبال، ومنطقة صناعية ضخمة، وميناء ضخم، وثلاثة مطارات، ومطار دولي كبير، وهناك الكثير من المشاريع المختلفة الضخمة في نيوم.

وتابع بقوله: "نيوم بمثابة دولة صغيرة داخل دولة كبيرة، لذا فإن البلدة الأولى في المنطقة التي نسميها "نيوم ريفيرا" ستكون موجودة في 2020، معظم الموظفين سينتقلون هناك. أنا أحاول أن ننتهي منها في 2019، لا أعلم إذا كنت سأنجح في ذلك".

وأضاف أنه بعد ذلك، سيكون لدينا من اثنتين إلى ثلاثة بلدات في نيوم كل عام، ستكون مدينة نيوم مكتملة في 2025، ويوجد بعض الشركاء المهتمون في الشرق الأوسط والعالم، وأعتقد بأننا سنسمع الكثير من القصص الجيدة، سوف نسمع عن أولها في شهر فبراير من 2019.