إعلان

"عدو الشعب".. كيف يقضي ترامب على "الديمقراطية" في أمريكا؟

11:35 م الجمعة 05 أكتوبر 2018

دونالد ترامب

كتب – محمد عطايا:

نشر المستشار بمركز بوليتزر للإبلاغ عن الأزمات، ومؤلف كتاب "عدو الشعب: حرب ترامب على الصحافة"، مارفين كالب، مقالًا في صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، أكد فيه أن رئيس الولايات المتحدة، دونالد ترامب، هو نفسه "عدو الشعب".

وأكد أن كل شيء يبدو طبيعيًا في الولايات المتحدة، ولكن الأمور ليست كما تبدو إطلاقًا، فبينما ينصب نظر الشعب الأمريكي على قضايا الاعتداء الجنسي المثارة ضد مرشح ترامب للمحكمة العليا بريت كافانو، يروج الرئيس لسياسته "الحكيمة"، في غرب فيريجينا، بحديثه عن "حبه لديكتاتور كوريا الشمالية".

وأضاف كالب، أن الرئيس ترامب لم يغفل مهاجمة الإعلام مؤخرًا، بعدما قال في وجه الصحافيين "أنتم أعداء هذا الشعب"، وجعل بعض من مؤيديه ينشدون "سي إن إن مقززة.. أعملوا على إغلاقها".

واستطرد أنه من الواضح، استمتاع ترامب بجمع المؤيدين حوله، مشيرًا إلى أنه بذلك تمكن من توجيه الرأي العام الأمريكي ضد الإعلام، حيث كشف الاحصائيات أن مواطنًا من كل ثلاثة يؤيدون آراء الرئيس ضد الصحافة في بلاده، ويرونها "عدوة الشعب".

وأكد كالب، أن خطته لتشويه صورة الإعلام ناجحة للغاية حتى الآن، نتيجة لما قام به من انتقاد وإهانة الصحافة، مثلما أخبر مراسلة قناة "سي بي إس"، ليسلي ستاهل، في وقت سابق من العام الحالي: "أنا أفعل ذلك لتشويه سمعتكم جميعًا، وأقلل من قدركم، حتى عندما تكتبون قصصًا سلبية عني، لن يصدقك أحد".

لطالما كان لدى ترامب –بحسب مقال الكاتب الأمريكي في واشنطن بوست- علاقة حب- كراهية مع وسائل الإعلام، فمثلًا؛ في كثير من الأحيان يصف صحيفة نيويورك تايمز بأنها "فاشلة"؛ ومع ذلك، فإنه بصفته أحد سكان نيويورك الأصليين، فإنه يقدّر قوة ونفوذ التايمز.

واستكمل أن "ترامب يلعب بالنار" باستخدامه عبارة زائفة مثل "عدو الشعب"، حيث يربط نفسه عن غير قصد بأبشع الدكتاتوريين في القرن العشرين، مثل أدولف هتلر من ألمانيا النازية، وجوزيف ستالين من الاتحاد السوفيتي، وماو تسي تونج من الصين الشيوعية.

لم يشعر ترامب أبدًا بالحاجة لدراسة التاريخ، لذا فإنه لا يعرف شيئًا عن استخدام هؤلاء الدكتاتوريين -السابق ذكرهم- المتكرر لتلك العبارات لدحر خصومهم السياسيين.

لم يدفع ترامب حتى الآن أي ثمن سياسي لهذا الارتباط الطائش مع هؤلاء الديكتاتوريين.

وأكد كابل، أنه في الوقت الحالي، يسعد الرئيس بجمع مكاسبه السياسية، أينما تمكن من الحصول عليها، لكنه قد يتعلم في يوم من الأيام أنه بهجومه على وسائل الإعلام فسيقضي على ما يميز الولايات المتحدة، ألا وهي الديمقراطية.

واستطرد أنه منذ بداية التجربة الأمريكية مع الديمقراطية، كان المفهوم دائمًا أن "الديمقراطية" ليست سوى كلمة واحدة، تستمد قوتها من فهم الجمهور وقبول معناه الأساسي، وتربط بين عنصرين رئيسيين: قدسية القانون و حرية الصحافة، مشيرًا إلى أن إضعاف واحدة من هذه المفاهيم التأسيسية وهي الصحافة، يبدأ هيكل الديمقراطية برمته قريبًا في الاهتزاز، ثم الانهيار.

واختتم: "وهكذا، سيدي الرئيس، مع كل الاحترام الواجب لمكتبك، فإن وسائل الإعلام ليست "عدو الشعب". بالنظر إلى كلماتك وأفعالك، ربما يكون الوقت مناسبًا لك للنظر في المرآة".

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان