ساعات القصف والانتصار.. كيف اشتعلت الأحداث في غزة؟
كتب – محمد الصباغ:
يعيش الفلسطينيون في قطاع غزة ساعات من الرعب جراء القصف الإسرائيلي الذي بدأ منذ ليلة أمس الأحد، ما جعل حركة حماس ترد بموجة من الصواريخ على المستوطنات في غلاف القطاع المحاصر، وأسفرت عن إصابات في صفوف المستوطنين الإسرائيليين.
قالت وزارة الصحة في غزة، إن فلسطينيين اثنين استشهدا جراء القصف الجوي الإسرائيلي على القطاع خلال الساعات الأخيرة.
وأعلن المتحدث باسم الوزارة، أشرف القدرة، استشهاد اثنين من المواطنين واصابة 3 آخرين جراء استهداف قوات الاحتلال لمجموعة من المواطنين شمالي القطاع.
وأضاف القدرة أن الشهيدين هما محمد زكريا إسماعيل التتري 27 عاما، ومحمد زهدي حسن عودة 22 عاما.
وطلبت تل أبيب من الإسرائيليين المقيمين بالمستوطنات القريبة من قطاع غزة، البقاء في الملاجئ بعدما أطلقت حركة حماس عشرات الصواريخ نحو تلك المستوطنات.
فيما أعلن الناطق باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي أفيخاي أدرعي، أن طيران الاحتلال بدأ في ضرب أهداف في القطاع. وذكرت وكالة معا الفلسطينية أن الطيران الإسرائيلي قصف الشريط الحدودي لقطاع غزة مع مصر بصاروخين على الأقل.
#المقاومة_الفلسطينية ترد: إطلاق أكثر من 100 صاروخ وقذيفة تجاه مستوطنات غلاف #غزةhttps://t.co/ulT8X7WPox#غزة_تقاوم #غزة_تحت_القصف pic.twitter.com/M528EMBFKj
— nbnlebanon (@nbntweets) November 12, 2018
وأطلقت حماس عشرات الصواريخ باتجاه المستوطنات المحاذية لغزة، سقط أحدها على حافلة للمستوطنين ما أسفر عن إصابة شخص بجروح خطيرة.
ونقلت وكالة "معا" الفلسطينية أن قذيفة الهاون سقطت على الحافلة في "المجلس الإقليمي" أشكول، ما أدى إلى إصابة خمسة إسرائيليين بجروح أحدهم وصفت جروحه بالخطيرة وأربعة آخرين بالطفيفة.
كيف بدأ التصعيد؟
في ظل التقارير عن المحادثات غير المباشرة بين إسرائيل وحركة حماس من أجل الوصول إلى تهدئة طويلة الأمد، تسللت فرقة من جيش الاحتلال داخل القطاع وتحديدا في خان يونس جنوبي القطاع في مهمة غير معلنة، لتكتشفهما المقاومة الفلسطينية وتتبادل الأطراف القتال.
لقي ضابط كبير من الفرقة الإسرائيلية مصرعه، فيما تدخل طيران الاحتلال لمساعدة جنوده بالقطاع ما أسفر عن استشهاد سبعة فلسطينيين بينهم قياديان في حركة حماس.
استمرت العملية داخل القطاع لساعات، وخلّفت دمارا كبيرًا في موقع الاشتباك جنوبي قطاع غزة، وبحسب شهود عيان لوكالة "معا" الفلسطينية، هبطت طائرة مروحية في المنطقة الشرقية لبلدة عبسان بعد اشتباك مسلح في المكان.
هدف المروحية كان إجلاء القوة الإسرائيلية التي توغلت واشتبك معها مسلحون فلسطينيون، وذلك وسط قصف جوي مكثف وتحليق للطائرات الحربية وطائرات الاستطلاع، حيث أقامت عمليات القصف حزاما ناريا استهدفت من خلاله أي جسم متحرك في المكان.
ذكرت الوكالة الفلسطينية أن الاحتلال حاول من خلال القصف "طمس كافة المعالم التي استخدمها في عملية التوغل من أجل إخفاء المهمة الحقيقية لعملية التوغل".
فيما أكد شهود عيان أن العملية تمت بعدة مركبات مدنية استخدمت في عملية التوغل شرق خان يونس.
وفي بيان لكتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، تسلل مساء أمس الأحد، قوةٌ خاصةٌ تابعة لجيش الاحتلال في سيارة مدنية في منطقة مسجد الشهيد إسماعيل أبو شنب، بعمق 3 كم شرقي خانيونس. وأضافت، أن تلك القوى باغتيال القائد القسامي نور بركة، ما أدى إلى ملاحقتها من قبل عناصر الحركة.
الضحايا
أعلنت وزارة الصحة في قطاع غزة استشهاد سبعة فلسطينيين بينهم القيادي في حماس نور الدين محمد سلامة بركة 37 عاما، ومحمد ماجد موسى القرا 23 عاما.
وفي الصباح، شيعت محافظة خان يونس الشهداء السبعة الذين سقطوا خلال عملية التوغل الإسرائيلي والقصف العنيف، وانطلقت مواكب التشييع من المستشفى الأوروبي في خان يونس إلى مسجد حمزة في خزاعة شرق مدينة خان يونس، بعد أن ألقت عليهم عائلاتهم نظرة الوداع الأخيرة.
بينما قال المتحدث باسم جيش الاحتلال أفيخاي أدرعي على حسابه الرسمي على فيسبوك باللغة العربية: "خلال عملية تشغيلية لوحدة خاصة بقطاع غزة، تم تبادل إطلاق النار، وقُتل في الحادث ضابط من جيش الدفاع وأصيب ضابط آخر بشكل متوسط وتم تبليغ عائلاتهم بالخبر"، مشيرًا إلى "انتهاء العملية في القطاع".
هدف العملية
قالت حركة حماس إن الهدف من العملية تم إخفاؤه عبر القصف الذي أتبع استهداف المقاومة الفلسطينية للقوة الإسرائيلية المتوغلة بقطاع غزة، فيما لم تعلن تل أبيب عن طبيعة المهمة الموكلة إلى الفريق الذي كان يقوده أحد كبار وحدة جولاني الشهيرة بالجيش الإسرائيلي.
بينما نقل مراسل القناة العاشرة العبرية، أور هيلر، إن العملية التي شهدها القطاع أمس، كانت تهدف إلى الحصول على معلومات من مسؤول رفيع في حماس عن منظومة الصواريخ في غزة، إلا أنه تم اكتشاف القوة.
وأعلنت الإذاعة العبرية أن القائد هو يوسي أمير، 44 عاما، قائد وحدة جولاني وهو من سكان تل أبيب.
وقام رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بقطع زيارته إلى باريس وعاد إلى تل أبيب من أجل متابعة التطورات بالقطاع. وقالت زعيمة المعارضة الإسرائيلية تسيبي ليفني، في تصريح لها أمس: "نتألم لمقتل الضابط في عملية غزة".
وبعد تقارير أمس عن اختطاف جنود إسرائيليين خلال العملية بعد اكتشاف أمر القوة بغزة، قال المتحدث باسم رئيس الوزراء الإسرائيلي أوفير جندلمان، إنه لم يتم اختطاف أي جندي إسرائيلي خلال العملية بقطاع غزة. ولم يذكر أيضا طبيعة العملية أو الهدف منها.
من جانبها، حملت حركة حماس الاحتلال الإسرائيلي مسؤولية ما جرى بالقطاع وما تبعه من أحداث، قائلة في بيان: "إن الدخول لغزة ليس نزهة، والداخل إليها إما قتيلا أو أسيرا، والتمكين الوحيد في غزة هو للمقاومة الفلسطينية".
فيديو قد يعجبك: