صحيفة: هل سقط ليبرمان بسبب التوغل الفاشل لجيش الاحتلال في غزة؟
كتب - محمد الصباغ
بدأ التصعيد الأخير في خان يونس بقطاع غزة مع إرسال قوات الاحتلال الإسرائيلي مجموعة من جنودها متسللين إلى داخل القطاع لتنفيذ عملية نوعية، لكن هذه المجموعة انكشفت لتندلع اشتباكات مع فصائل المقاومة الفلسطينية ما أسفر عن مقتل جندي إسرائيلي وتدخل الطيران لتأمين خروج المجموعة من غزة.
وأسفرت العملية أيضًا عن استشهاد قيادي بحركة حماس بجانب ستة فلسطينيين آخرين. ثم ردت المقاومة بمئات الصواريخ نحو المستوطنات الإسرائيلية المحاذية لغلاف غزة، فرد الاحتلال بقصف جوي عنيف على القطاع وُصف بأنه الأقوى منذ عام 2014.
توصل الطرفان إلى هدنة أمس بتدخل مصري، ولكنها خطوة لم ترض وزير الدفاع في حكومة الاحتلال أفيجدور ليبرمان، الذي أعلن استقالته صباح اليوم مشيرًا إلى أن قراره جاء بسبب موافقة إسرائيل على الهدنة، واعتبر ذلك "استسلام".
رغم تفسير ليبرمان لقراره بأنه جاء بسبب الموافقة على الهدنة، إلا أن صحيفة جيروزاليم بوست الإسرائيلية، ذكرت في تحليل لها أن السبب الفعلي ربما يكون العملية الفاشلة في خان يونس ليل الأحد، والتي بدأ بسببها كل ذلك التصعيد.
وأشار التقرير أنه بعد يومين من الأحداث الساخنة في القطاع والمستوطنات في غلافه، خشي الطرفان من نشوب حرب أخرى كانوا على وشك الدخول فيها، وتم توقيع اتفاق تهدئة بين حماس وإسرائيل.
وافقت الحكومة الإسرائيلية في اجتماعها الوزاري على التهدئة، رغم كونه خيارا غير محبب لعديد من نواب الكنيست الإسرائيلي ووزير الدفاع السابق ليبرمان.
اعتبر ليبرمان أن التفاوض مع حركة حماس هو اختيار لتهدئة قصيرة الأمد بدلا من "الأمن القومي الإسرائيلي" على المدى البعيد، مضيفًا أن التهدئة هو استسلام "للإرهابيين".
وأبرزت جيروزاليم بوست تصريح القيادي بحركة حماس حسام بدران، الثلاثاء، والذي قال فيه إن نتنياهو عليه أن يقيل ليبرمان لو أراد إنهاء التصعيد الأخير. وأضاف بدران أن ليبرمان "بتصرفه الغبي تسبب في التصعيد".
احتفل الفلسطينيون في شوارع غزة باستقالة وزير الدفاع الإسرائيلي، واعتبروا أنها اعترافا بهزيمة إسرائيل في المواجهة الأخيرة في غزة.
وفي وقت أشادت دولة الاحتلال بمنظومة القبة الصاروخية وزعموا أنها اعترضت 85% من بين أكثر من 400 صاروخا أطلقتهم المقاومة الفلسطينية، احتفلت الفصائل في غزة بفشل المنظومة في اعتراض الصواريخ.
كما تحدثت جيروزاليم بوست مع واحدة من مستوطني سديروت بغلاف غزة، والتي قالت إنها متأكدة من أنه لم يكن هناك بطاريات كافية من منظومة القبة الحديدية في المنطقة، لأن الحكومة تهتم أكثر بالجبهة الشمالية.
فيما قال مستوطن آخر للصحيفة إنه على تل أبيب أن تصل بشكل ما إلى اتفاق سلام مع غزة، أو "تعيد احتلالها. لا نستطيع العيش هكذا".
خلال خطاب الاستقالة لوزير الدفاع ليبرمان، اعترف أنه إذا كان قد ظل في منصبه فلن يكون قادرًا على رفع عينه في وجه أي من مستوطني الجنوب.
واختتمت جيروزاليم بوست تقريرها بأنه بعد 72 ساعة من العملية الفاشلة في قطاع غزة، وبعد 48 من أكبر تصعيد من العدوان على غزة في 2014، قرر ليبرمان الرحيل.
وأضافت أنه في نفس الوقت، يبقى قائد حماس إسماعيل هنية، رغم تهديدات ليبرمان السابقة باغتياله مع أول 48 ساعة له في منصبه كوزير للدفاع بدولة الاحتلال.
فيديو قد يعجبك: