كيف أضرّت عملية إسرائيل السرية بالمنظمات الإنسانية في غزة؟
كتبت – إيمان محمود
أثارت عملية إسرائيلية غامضة ضد حركة حماس الفلسطينية ارتباكًا للطرفين، بعد أن نشرت كتائب القسام -الذراع العسكرية لحماس- بيانًا تكشف فيه معلومات عن أفراد العملية الإسرائيلية الخاصة التي انفضح أمرها في قطاع غزة وأربكت الوضع الأمني هناك.
ففي الحادي عشر من نوفمبر الجاري، خاض مسلحون فلسطينيون اشتباكًا مع قوة إسرائيلية سرية متسللة من 7 أفراد يستقلون سيارة، ما أسفر عن قتل 7 من مقاتلي حماس، على رأسهم نور بركة عضو المجلس العسكري لكتائب القسام، الجناح العسكري للحركة، والقائد الميداني لمنطقة خان يونس، وضابط إسرائيلي كبير برتبة كولونيل، ولم تعرف المهمّة الحقيقيّة للقوّة المتسللة.
وفي القوت الذي قال فيه قائد جيش الاحتلال، الجنرال جادي آيزنكوت، إن قوة إسرائيلية خاصة نفذت عملية ذات أهمية كبيرة لأمن إسرائيل، أعلنت كتائب القسام أنها أحبطت خطّة إسرائيلية من العيار الثقيل هدفت إلى توجيه ضربة قاسية لحماس داخل قطاع غزة.
وفي يوم الخميس الماضي؛ نشرت كتائب القسام بيانًا أكدت فيه أنها تمكنت من الوصول إلى "مراحل متقدمة في كشف خيوط العملية الخاصة شرق خان يونس"، مُرفقة ببيانها صورا قالت إنها لعدد من أفراد القوة الإسرائيلية الخاصة وأخرى لمركبة وشاحنة استخدمتها القوة، خلال العملية في القطاع.
أما الاحتلال الإسرائيلي فطالب في بيان له بـ"الامتناع عن نشر الصور أو المعلومات الشخصية التي نشرتها حماس، لأن مشاركة هذه الصور من شأنها أن تعرض حياة أشخاص للخطر وتضر بأمن الدولة، بغض النظر عن مصداقية التفاصيل التي نشرتها حماس".
وفي تحليل لصحيفة "هآرتس" الإسرائيلية، أشار إلى أنه في حال كان أعضاء القوات الخاصة الذين شنّوا تلك العملية في القطاع، تخفوا في دور عاملين إغاثة –كما أفاد موقع "والا نيوز" الإسرائيلي- فإنها ستدعم وحتى شكوك حماس القديمة.
وفي وقت سابق، قالت حماس إن المنظمات الإنسانية الدولية -عن قصد أو لا- تساعد جهاز الأمن الإسرائيلي المعروف باسم "شين بيت" وجيش الاحتلال.
الأمر الذي يخشاه موظفو منظمات المساعدات الأجنبية، بحسب هآرتس، بالإضافة إلى الموظفين الفلسطينيين مع بعض الموظفين الأجانب.
ونقلت الصحيفة عن موظف كبير في إحدى هذه المنظمات، إنه "إذا أساءت إسرائيل لشبكة منظمات الإغاثة الدولية أو المحلية، فإنها قد تقوض الأنشطة الحرجة للمنظمات الكبيرة والصغيرة، وقد تتخذ حماس التي تسيطر على قطاع غزة احتياطات مع دخولهم إلى القطاع وعملهم".
وقال: "لن يستمع أحد إلى احتجاجات منظمة صغيرة على استغلال النشاط الإنساني .. المنظمات الكبيرة تحتاج لأن يكون صوتها مسموعًا".
وأفاد الأجانب الذين دخلوا قطاع غزة الأسبوع الماضي، بتعرضهم لمزيد من الاستجواب الدقيق "على غير المعتاد"، وذلك في أماكن مراقبة الحدود التابع لحماس، كما أجروا فحوصات صارمة في هويات الركاب عند نقاط التفتيش داخل القطاع.
ولفتت هآرتس إلى أن وسائل الإعلام الفلسطينية لم تنشر شيئًا عن الشكوك حول قوة إسرائيل الخاصة التي تنتحل هوية عمال الإغاثة، مضيفة "أي أن حماس لم تُعلن هذا الادعاء".
أما ما يدور في قطاع غزة عن أعضاء العملية –بحسب الصحيفة- فإنهم كانوا يحملون هويات فلسطينية مزورة، وقالوا إنهم يوزعون الطعام في القطاع، كما يبدو أنهم قضوا عدة أيام داخل غزة قبل أن يُفضح أمرهم، بحسب الصحيفة.
ووصفت هآرتس الإسرائيلية العمل مع منظمة إغاثة بـ"الحيلة المنطقية والملائمة؛ كجزء من القيود الصارمة المفروضة على الحركة من جانب إسرائيل، فإن الأجانب والفلسطينيين غير المقيمين في القطاع والذين يعملون في منظمات الإغاثة الدولية، والصحفيين الأجانب، هم من بين القلائل الذين يحصلون على تصاريح دخول إلى قطاع غزة".
كان دخول الوحدة العسكرية عبر معبر إيريز يتطلب من إسرائيل استخدام اسم منظمة إنسانية معروفة، الأمر الذي لا يثير أي شكوك –على حد قول الصحيفة- مُتسائلة "هل استخدم الجيش الإسرائيلي اسم منظمة مثل الأونروا أو مجموعة إغاثة إيطالية ممولة من الاتحاد الأوروبي، على سبيل المثال؟".
وأوضحت الصحيفة أنه عند الدخول إلى غزة، يمر أولئك الذين يحصلون على تصاريح بأربعة نقاط تفتيش: على الجانب الإسرائيلي من معبر بيت حانون "إيرز"، عند أول مركز تسجيل للسلطة الفلسطينية على الجانب الآخر من المعبر، عند نقطة تفتيش الشرطة الفلسطينية.
كما أثارت الانتباه إلى أن أفراد الوحدة العسكرية الإسرائيلية بالتأكيد ذهبوا إلى غزة حاملين الأسلحة.
فيديو قد يعجبك: