صحيفة أمريكية: ما الذي يمكن أن نتعلمه من روسيا في التعامل مع أردوغان؟
كتب - عبدالعظيم قنديل:
قالت صحيفة "ذا هيل" الأمريكية إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يدرك جيدًا كيفية التعامل مع أمثاله من القادة الاستبداديين، حيث يستخدم قوته وسلطته بلا هوادة لاستخراج التنازلات، وهذا درس ينبغي أن يضعه وزير الخارجية الأمريكي ريكس تيلرسون في اعتباره أثناء زيارته تركيا.
كان وزير الخارجية الأمريكية، ريكس تيلرسون، قد عقد الجمعة في العاصمة التركية أنقرة جولة محادثات مع الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، استمرت قرابة ثلاث ساعات.
ولم يتضمن البيان المشترك الذي صدر عقب تلك المحادثات، سوى تأكيد الاحترام المتبادل وأيضاً وعود بالحديث عن مجمل هذه القضايا.
وأوضحت الصحيفة الأمريكية أن الملف الأبرز على طاولة وزير الخارجية الأمريكي ريكس تيلرسون هو مضاعفات الهجوم العسكري التركي في أنقرة في شمال سوريا، منوهة أن تغيير النغمة الهادئة تجاه تركيا قد يكون مفتاح التغلب على حليف الناتو المارق.
وشنت تركيا حملة جوية وبرية الشهر الماضي في منطقة عفرين بشمال غرب سوريا لطرد الوحدات من حدودها الجنوبية. وقد أتت عملية "غصن الزيتون" العسكرية لتركيا في منطقة عفرين، بعد إعلان أمريكي بمنتصف يناير بتشكيل قوة كردية حدودية تحوي 30 ألفاً في شمال شرقي سوريا.
وأشار التقرير إلى أكراد سوريا، والتي تعد نقطة الخلاف بين أنقرة وواشنطن، حيث تزايدت الأصوات المعادية للولايات المتحدة الأمريكية داخل المجتمع التركي بسبب روايات أردوغان التآمرية، وبالتالي ترسخ مفهوم أن "أمريكا هي دولة مخادعة وترغب في تدمير الدولة التركية".
ووفقًا للتقرير، لم تتلق روسيا التي قوّضت الأمن التركي في جميع الجوانب- الاقتصادية والسياسية والعسكرية- على مدى السنوات القليلة الماضية، القدر نفسه من انتقادات الرئيس التركي. في حين أن أردوغان لا يفوت فرصة واحدة إلا وشن هجومًا ضاريًا على شراكة واشنطن مع وحدات حماية الشعب ضد تنظيم "داعش" الإرهابي في سوريا.
وتظهر العملية العسكرية التركية في منطقة عفرين ازدواجية المعايير التي تتبعها أنقرة تجاه موسكو وواشنطن، وفق التقرير الذي أوضح أن أولوية القيادة التركية تتمثل في الحفاظ على علاقات ودية مع موسكو- حتى لو تطلبت إفساد علاقته مع حلفائه في حلف شمال الأطلسي.
ووفق التقرير، فعلى مدى الأسابيع الثلاثة الماضية، استخدمت وحدات حماية الشعب الكردية مرارا الصواريخ الروسية المضادة للدبابات ضد الأهداف التركية في عفرين. بيد أن وسائل الإعلام التركية الموالية للحكومة قد حملت اللوم على الولايات المتحدة، علاوة على الدعوة إلى إغلاق قاعدة أنجرليك الجوية فى جنوبى تركيا ردا على الهجوم وتغطية الاتصالات الروسية بشكلٍ ملائم.
ولفتت الصحيفة الأمريكية إلى أن حميمية أردوغان تجاه روسيا والخطاب العدائي ضد الولايات المتحدة ينبع جزئيا من إدراك الرئيس التركي أنه يحتاج إلى نعمة موسكو من أجل التوغل العسكري في سوريا، وخاصة عفرين. عندما أغلقت روسيا لفترة وجيزة المجال الجوي السوري أمام الطائرات التركية بعد إسقاط طائراتها في عامي 2015 و2018، اضطرت أنقرة إلى الامتثال لقيود موسكو.
في 24 نوفمبر 2015، أسقطت طائرة مقاتلة تركية قاذفة سوخوي 24 روسية كانت عائدة من غارة جوية. وتم إطلاق النار على الطيار أثناء هبوطه بالمظلة فقُتل وهو في الجو، وردت روسيا حينها فرض عقوبات على تركيا حيث قطعت كل العلاقات الاقتصادية والتجارية مع أنقرة وفرضت التأشيرات على دخول الأتراك إلى روسيا وتراجعت الصادرات التركية لروسيا إلى 737 مليون دولار خلال عام 2016.
وذكر التقرير أنه من الواضح أن معاداة واشنطن أصبحت أداة جيدة في السياسة التركية، وسوف تظل حجر الزاوية في استراتيجية إعادة انتخاب أردوغان في الفترة المقبلة، ولذا ينبغي أن يتواجد مسؤول روسي في أنقرة أفضل من ممثل لحلف شمال الأطلسي "الناتو".
فيديو قد يعجبك: