إعلان

فورين بوليسي: هذا ما تريده إيران من سوريا

02:25 م الجمعة 11 مايو 2018

إيران

كتبت- إيمان محمود:

في أعقاب الضربات الجوية الإسرائيلية الأخيرة ضد قاعدة تي فور الجوية في سوريا وإسقاط طائرة إف- 16 الإسرائيلية في فبراير الماضي، تصاعدت التوترات الدائرة بين إسرائيل وإيران في المنطقة.

وأشار وزير الدفاع الأمريكي جيمس ماتيس إلى احتمالية حدوث اشتباكات مباشرة بين الجانبين في أبريل الماضي، أطلقت إيران عدد من الصواريخ من الأراضي السورية، لتستهدف مواقع إسرائيلية في مرتفعات الجولان وفي ليلة 9 مايو، قبل أن ترد عليها إسرائيل في صبيحة اليوم التالي.

وفي هذا الشأن، تقول مجلة "فورين بوليسي" الأمريكية، إنه من الضروري أن يدرك صانعو السياسة في واشنطن بشكل أوضح أهداف إيران في سوريا، وهي ليست هجومية ولكنها تركز على ردع إسرائيل وغيرها من الأطراف الأجنبية الرئيسية في سوريا.

وبحسب المجلة، فإن سوء فهم النوايا الاستراتيجية لإيران، سيؤدي إلى تصاعد المواجهة العسكرية، خاصة في أعقاب قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بالانسحاب من الاتفاق النووي الإيراني.

وقالت المجلة إن الهدف الرئيسي الإيران ليس إثارة مواجهات عسكرية مع إسرائيل، فإنها قبل كل شيء متواجدة في سوريا من أجل الحفاظ على الحكومة السورية كجزء من "محور المقاومة" - وهو تحالف قديم بين إيران وسوريا وحزب الله.

وأضافت المجلة، أن إيران تسعى إلى إحداث توازن في السلطة، مع جهات إقليمية ودولية أخرى لها مصالح في سوريا، وتصف المجلة الأعمال الإيرانية الأخيرة بـ"الاستفزازية"، مثل الطائرة الإيرانية التي قيل أنها خرقت المجال الجوي الإسرائيلي.

وبالنسبة لإسرائيل؛ أكدت المجلة أنها لا يمكن أن تتسامح مع التعزيزات العسكرية الإيرانية، لأنها تتجاوز الخطوط الحمراء لمنع إقامة قواعد عسكرية إيرانية دائمة في سوريا، ووفقًا لهذا التفسير، فإن الهدف من حملة إيران في سوريا هو توسيع إسقاطاتها التقليدية للطاقة ومنشآتها العسكرية خارج حدودها بهدف تدمير إسرائيل.

وأشارت المجلة، إلى أن هناك تردد حقيقي من دمشق وموسكو بشأن السماح لإيران بإنشاء منشآت عسكرية رسمية لها داخل سوريا، لكن إيران تفترض أن سوريا ضعيفة وليس لها رأي في كيفية إدارة علاقاتها معها، بسبب موقفها المُعقد على الأرض.

وأكدت المجلة الامريكية، أنه في حين أن إيران وحلفاؤها معادون لإسرائيل بشدة، فإن إثارة مواجهة عسكرية مع إسرائيل ليست أولوية إيرانية، فإن سوريا تزوّد إيران بعمق استراتيجي حيوي، يسمح لها استعراض قوتها عبر بلاد الشام، وتمهد لها الطريق إلى حزب الله اللبناني.

وترى المجلة أن انهيار نظام الاسد يعني لإيران فقدان أحد شركاءها الأساسيين في الشرق الأوسط، وبالتالي فإن إيران هي التي تتعرض للتهديد في سوريا وليس الحكومة السورية، وأصبح هذا الرأي متجذرًا بين النخب الإيرانية في بداية الصراع السوري، ليتم وضع إيران في موقف دفاعي، إذ اعتقدت أن الانتفاضة ضد الأسد كانت مؤامرة أجنبية تهدف إلى تقويض إيران، حتى قال البعض أن "إذا خسرنا سوريا، فلن نكون قادرين على الحفاظ على طهران".

لذلك كان الهدف من دخول إيران في الحرب هو تقديم الدعم لشريكها المكافح ومحاولة تقليل خسائره عن طريق تقوية الميليشيات الحليفة داخل سوريا، مع التركيز على خطة طوارئ منطقية ومحدودة في حال سقوط الأسد، وهو ما تم تفسيره بشكل غير صحيح على أنه توسعة إيرانية، على حد قول المجلة.

قررت إيران أن أفضل طريقة للحفاظ على استمرار سوريا، هو التأكد من أن الدولة السورية تحقق سيطرتها الكاملة على أراضيها، لكن المجلة لفتت إلى أنه بالنظر إلى التحديات الخطيرة التي تواجهها الحكومة السورية مع الجماعات المسلحة المعارضة، ورغم أن إيران والميليشيات المتحالفة معها والحكومة السورية وروسيا لهم اليد العليا على الأرض، إلا أنه لا يوجد ما يضمن انتصار الأسد النهائي وتمكنه من السيطرة على كامل الأراضي السورية، خاصة بسبب التدخل العسكري التركي والأمريكي.

وفي حين أن محاربة داعش جعلت معظم الأطراف الخارجية في الصراع السوري يركزون على هدف محدد، لكن المنافسة جعلت أصحاب المصلحة هم الآن في صدارة المشهد، وهم تركيا وحلفاؤها، والنظام السوري وحليفيه الإيراني والروسي، والولايات المتحدة، وهم ثلاث قوى أساسية متصارعة في الأزمة السورية.

وشددت المجلة على أن الصراع مع إيران ليس من الأولويات الاستراتيجية بالنسبة لإيران إذ أنها تمتلك بالفعل موارد محدودة، لكنها أيضًا لا تزال حريصة على إرساء قوة ردع ضد إسرائيل، الأمر الذي سيدفعها للرد على أي هجوم إسرائيلي.

وقد ذكر المرشد الأعلى الإيراني ، آية الله علي خامنئي ، مرارًا وتكرارًا أن وقت "الجري والفرار" قد انتهى، وهو ما يعني أنه إذا تصاعدت الأمور، فإن أي ضربة على إيران سيتبعها انتقام إيراني، وبالتالي فإن الدولة السورية المستقرة هي الخيار الأفضل لأمن إسرائيل.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان