انسحاب واشنطن من الاتفاق النووي انتصار لإسرائيل وقفزة الى المجهول
(إ ف ب)
يمثل قرار الولايات المتحدة الانسحاب من الاتفاق النووي الايراني انتصارا شخصيا لرئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو الذي بذل جهودا ضده على مدى سنوات، لكن بلاده باتت الان تترقب الرد الايراني.
غداة اعلان ترامب، توجه نتانياهو الى موسكو للقاء الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، ومن المتوقع ان يكون الاتفاق النووي الايراني على طاولة المباحثات بين الرجلين.
وبالاضافة الى النووي، سيبحث نتانياهو الوضع في سوريا، التي تشكل ساحة للنفوذ الايراني المتزايد في المنطقة، وابرز محاور التوتر الايراني - الاسرائيلي.
وتقول اميلي لانداو، الباحثة في معهد دراسات الامن القومي ان نتانياهو قد يدعو موسكو لممارسة نفوذها على طهران لكبح جماح الحماس الايراني.
وليل الثلاثاء الاربعاء تم استهداف مخزن اسلحة يعود للحرس الثوري الايراني في منطقة الكسوة في ريف دمشق الجنوبي الشرقي ما ادى الى مقتل 15 مقاتلاً موالياً لقوات النظام بينهم ثمانية ايرانيين بحسب ما اعلن المرصد السوري لحقوق الانسان. ونسب النظام السوري هذه الضربة، الثالثة خلال شهر، مجددا الى اسرائيل.
وقبل هذا القصف، وقبيل اعلان ترامب، اعلن الجيش الاسرائيلي انه طلب من السلطات المحلية في هضبة الجولان المحتلة ان تفتح وتحضر الملاجىء المضادة للصواريخ بسبب "انشطة غير مألوفة للقوات الايرانية في سوريا" في الجهة الاخرى من خط التماس.
"انتصار لنتنياهو"
يثير التواجد الايراني في سوريا حيث تدعم طهران على غرار موسكو نظام الرئيس بشار الأسد قلق اسرائيل.
وأقامت روسيا "خطا ساخنا" مع اسرائيل لتفادي حوادث اصطدام طائراتهما الحربية في سوريا.
وكان نتانياهو تعهد مرارا عدم السماح لايران بترسيخ تواجدها العسكري في سوريا المجاورة حيث يعتقد أن اسرائيل شنت عدة ضربات عسكرية أشارت تقارير إلى أنها أسفرت في بعض الحالات عن مقتل عناصر ايرانيين.
وسرت مخاوف في اسرائيل من أن ترد طهران.
ولطالما ادعت اسرائيل انها ستكون الهدف المحدد في حال حيازة إيران لسلاح نووي، وشنت في السنوات الاخيرة سلسلة عمليات عسكرية وحملة ضد الاتفاق النووي على جميع الجبهات.
وبذل نتانياهو شخصيا جهودا ضد الاتفاق. وفي عام 2015، تحدى ادارة الرئيس الاميركي باراك اوباما بذهابه امام الكونغرس الاميركي والقائه خطابا هناك داعيا اياه لمعارضة الصفقة.
وقبل اسبوع، ألقى نتانياهو خطابا وقدم عرضاً مفصلاً مباشرة على الهواء، وقال ان عشرات الاف الوثائق تم الحصول عليها "قبل بضعة أسابيع في عملية ناجحة بشكل مذهل في مجال الاستخبارات".
وقال نتانياهو ان هذه الوثائق تثبت ان ايران كان لديها برنامج نووي سري.
وكتب المحلل الاسرائيلي بن كاسبيت في صحيفة معاريف ان "الرئيس الاميركي دونالد ترامب قرأ ملخصا لخطاب رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو، كلمة بكلمة، دون اخطاء".
وبحسب كاسبيت فأن "اي اسرائيلي عاقل يجب عليه ان يحيي ترامب ويعترف بكل صراحة، دون اي علاقة بالانتماء السياسي، ان هذا ايضا انتصار مدو لبنيامين نتانياهو".
وذكر ترامب ان الوثائق التي حصل عليها جواسيس اسرائيليون في طهران هي "الدليل القاطع" على سوء نية ايران.
" تغيير النظام"
ينقسم الخبراء حول التأثير الفعلي لهذه الوثائق على قرار الرئيس الاميركي.
ويقول ياكوف ناغيل، الذي شغل في السابق منصب مستشار الامن القومي الخاص بنتانياهو، انه يعطي علامة "اكثر من عشرة على عشر" لترامب.
وقال للصحافيين ان ترامب استخدم جملا "لم يكن بامكانني قولها بشكل افضل" حول الاتفاق النووي الايراني.
وأكد ناغيل "لا تنسوا ان هناك ثلاث مستويات : هناك اتفاق جيد و اتفاق سيء، ولا اتفاق على الاطلاق (..) وهذا كان الخلاف الكبير بين الرئيس اوباما ورئيس الوزراء نتانياهو. اعتقدنا ان لا اتفاق هو افضل من اتفاق سيء".
واضاف "الان نحن بحاجة لاتفاق افضل".
ويتحدث العديد من الخبراء عن المخاطر الامنية التي تحدق باسرائيل وامكانية ان تجد اسرائيل نفسها وحدها في مواجهتها.
ويرى عاموس يادلين، مدير معهد الامن القومي ان الايرانيين قد يقومون باستئناف تخصيب اليورانيوم، والانسحاب من معاهدة عدم انتشار الاسلحة النووية، والبدء بسرعة في انتاج قنبلة نووية.
وكتب يادلين في صحيفة يديعوت احرونوت انه في ظل غياب منظومة دولية من العقوبات الصارمة، فأن "الخيار الوحيد لوقف ايران سيكون العمل العسكري" لكنه اوضح بان "الرئيس ترامب لا يريد حربا اخرى في الشرق الاوسط". واضاف "بالتاكيد هو لن يوقف عملا اسرائيليا، خلافا لسلفه، لكن في نهاية المطاف فان المهمة ملقاة على الارجح على عاتقنا".
هذا المحتوى من
فيديو قد يعجبك: