لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

"من المساحات الخضراء إلى تبريد الملاعب".. كيف تستعد قطر لمونديال 2022؟

09:18 ص الثلاثاء 17 يوليه 2018

كتبت- رنا أسامة:

مع إسدال السِتار على مونديال 2018 بتتويج فرنسا بالبطولة للمرة الثانية في التاريخ، تُجري قطر- ذات الـ2,6 مليون نسمة- استعداداتها على قدمٍ وساق تأهّبًا لاستضافة البطولة التالية، وفتح أبوابها لنحو 1,5 مليون زائر محتمل من مُشجّعي كرة القدم الدوليين في شتاء 2022.

تسلّم أمير قطر، تميم بن حمد آل ثاني، راية كأس العالم من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الأحد، في حفل أُقيم بالقصر الرئاسي (الكرملين). كان الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا)، منح حق استضافة نهائيات بطولة مونديال 2022 إلى قطر بعد فوز ملفها بأعلى عدد من الأصوات في 2010.

وفي خِضم تلك الاستعدادات، فإن ثمة أسئلة تلوح في الأفق: إلى أي مدى سيُغيّر مونديال 2022 قطر؟ كيف سيتأهّب المجتمع القطري لاستيعاب الزائرين الحضور ليرقى إلى توقّعاتهم حول الطريقة التي تبدو بها أجواء كأس العالم؟ كيف ستُعالِج قطر بعض المشكلات- أبرزها ملف حقوق الإنسان- التي أثارت شكوكًا حول أحقيّتها في استضافة كأس العالم؟

مساحات خضراء

في حين وُجِدت إجابات لبعض الأسئلة وبقيت غيرها عالقة بدون إجابات إلى الآن، تقول صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية إن قطر تنمو بشكل مُتطرد وسريع لاستضافة نهائيات كأس العالم 2022، ماضية قُدمًا في بناء ناطحات سحاب ومراكز تسوّق وملاعب جديدة، وتدشين طرق وخطوط نقل عام جديدة، وزرع أشجار ونباتات في الصحراء.

"كل يوم يتغير شيء ما في الدوحة.. الأمر أشبه وكأن البلد كلها تستعد لحدث كبير"، يقول المهندس محمد أحمد، مدير مشروع استاد خليفة الدولي الذي يستضيف بطولة العالم لألعاب القوى عام 2019، وبعض مباريات مونديال 2022. وأضاف "قبل عامين، كل تلك المساحات الخضراء الآن كانت صحراء".

تقول الصحيفة إن النباتات لا تنمو بسهولة في الدوحة، التي تحصل على 3 بوصات من الأمطار سنويًا، لكن كأس العالم يتطلّب أن تُزيد البلاد من المساحات الخضراء. وتُشير النيويورك تايمز إلى أنه يجري اختبار 12 نوعًا من العُشب لإيجاد أفضل نوعية يُمكن أن تُغطّي أرض الملاعب التي ستُقام عليها البطولة.

تنمو هذه الأنواع من العشب في مركز الأبحاث والتطوير لإيجاد أفضل أرضية للملاعب التي ستستضيف نهائيات المونديال لمدة 28 يومًا بعد 6 سنوات. ويقع هذا المركز في منطقة مراخ، غرب الدوحة.

وفي وقت سابق، أعلن ياسر عبدالله الملا، مدير إدارة التجميل وأرضيات الملاعب الرياضية في اللجنة العليا للمشاريع والإرث، أن "العُشب مرفق فريد من نوعه ولا يوجد مثله في هذه المنطقة".

وتستقدم جميع أنواع العشب من الخارج، وعادة من الولايات المتحدة، ويتم نقلها كما تُنقل الأغصان بصناديق يسع كل منها إلى 40 كيلوجرامًا، ثم يزرع ويروى وينمو في الظل تمامًا، وفي ظل جزئي، أو يبقى مكشوفًا تحت رحمة المناخ الصحراوي القاسي في قطر.

ويُروى العشب مرة واحدة في اليوم، وتم زرعه على شكل ملعب كامل لكرة القدم أو على شكل مربعات صغيرة بطول متر لكل جهة، وفق ما يجري اختباره. ويُفحص ليس فقط لجهة تحمله للمناخ، بل أيضا لناحية امكانية اللعب وجمالياته، بالرغم من أن منافسات مونديال 2022 ستقام في نوفمبر وديسمبر حيث تصل درجات الحرارة إلى نحو 25 درجة مئوية.

يقول كارلوس سارتوريتو، مدير الأبحاث في مجمع "اسباير" الرياضي في قطر إن "إيجاد العُشب الأفضل أمر مُعقّد، كل ملعب يُمثّل بيئة مُتناهية الصِغر"، وفق الصحيفة.

في فبراير الماضي، دشّنت اللجنة العليا للمشاريع والإرث القطرية مشتلًا لزراعة الأشجار والأعشاب؛ لتلبية احتياجات ملاعب ومنشآت مونديال قطر 2022.

ويحتوي على أكثر من 16 ألف شجرة من 60 نوعًا مُختلفًا من الأشجار المعروفة في كل من قطر وتايلاند وإسبانيا، كما يضم أكثر من 679 ألف شُجيرة ونوعًا واحدًا من العشب، مزروعًا على أرض تقدر مساحتها بـ425 ألف متر مربع، وفقًا لوكالة الأنباء القطرية.

تبريد الملاعب

وفي إطار الاستعدادات للمونديال، ذكرت الصحيفة أن المُشرفين على تجهيز الملاعب ابتكروا نظامًا لتبريد الهواء داخل الملاعب يجعل "الهواء البارد يُدفع من أسفل الهواء الساخن"، في الوقت الذي تتسم درجات الحرارة في الدوحة بأنها قاسية للغاية.

وأشارت إلى أن ملعب استاد خليفة الدولي سيكون أول الملاعب الثمانية الجاهزة للمنافسة. ووعد المُنظّمون القطريون "الفيفا" بأن يصل تبريد الملاعب إلى 27 درجة مئوية خلال المباريات.

وبيّنت الصحيفة أن عُمال بناء الملاعب ينتشرون في كل مكان، بما في ذلك ملعب "الوكرة" حيث تتواجد 600 سيارة تحمل مواد البناء على الأرض في فترة ما بعد الظهيرة، ويتناوب 4 آلاف عامل مهاجر على العمل في هناجر البناء.

التبرع بالأشجار

تحت شعار "تبرّع بواحدة واحصل على واحدة"، دشّنت قطر تطبيقًا الكترونيًا للهواتف الذكية، في مارس من العام الماضي، يُمكّن المُقيمين فيها من التبرع بالأشجار التي يرغبون بإزالتها، لزراعتها في محيط ملاعب كأس العالم 2022.

وكانت أول شجرة يتم التبرع بها عمرها 40 عامًا، وتم بالفعل زرعها في محيط استاد "البيت" في مدينة الخور، وفق الموقع الرسمي للفيفا.

كذلك يتم نقل أشجار من مواقع مختلفة من جميع أنحاء قطر، وزرعها بشكل مؤقت في مزرعة أشجار واسعة تابعة للجنة العليا في شمال قطر، تمهيدًا لنقلها إلى المناطق الخضراء المحيطة بالاستادات التي ستستضيف مباريات أول بطولة لكأس العالم في الشرق الأوسط.

ومنذ فوز قطر بقُرعة استضافة مونديال 2022، شرعت في أعمال بناء ضخمة وإصلاح أو بناء ملاعب وفنادق ومنشآت رياضية واجتماعية لاستقبال مئات الآلاف الذين سيتوافدون للبلاد من أجل متابعة المونديال، حتى بات العرض يفوق الطلب الآن بمراحل كثيرة.

وتُمثّل المشاريع المُكلّف بها منظمو كأس العالم جزءًا ضئيلًا من إجمالي مشاريع البناء في البلاد. تقول السيدة ساراسواثي، التي عاشت في قطر في الفترة من 1999 إلى 2017، إن "كل شيء يجري بناؤه في قطر الآن يخدم مونديال 2022، من الطُرقات إلى الفنادق"، بحسب نيويورك تايمز.

يقول خبراء إن كأس العالم يُمثّل عنصرًا أساسيًا في خطة لا تستهدف فقط تطوير البِنية التحتية للبلاد، لكن أيضًا لزيادة الاعتراف بها على الساحة العالمية. وبعد 8 أعوام من الانتظار، ستُوجّه أنظار العالم صوب قطر، تقول الصحيفة.

احتواء الثقافات

وفيما يتعلّق باختلاف الثقافات الوافدة إلى قطر خلال البطولة القادمة، تقول النيويورك تايمز إن بين 2,6 مليون مُقيمين في قطر، هناك حوالي 300 ألف قطريين، إضافة إلى مليون أجنبي، سيُشجّعون مونديال 2022 في مزج ثقافي متنوع.

في مقابلة من مكتبه بقطر، قال ناصر الخاطر، مساعد الأمين العام لشئون البطولة باللجنة العليا للمشاريع والإرث، للنيويورك تايمز: "إننا أقليّة في بلدنا، لذلك نفهم جيدًا أن هناك أشخاصًا لم يألفوا ثقافتنا، ولم يقضوا في قطر ما يكفي لفهم معايير المجتمع والتمييز بين المسموح والممنوع. ومن واجبنا التأكد من إطلاع الآخرين على ثقافتنا، والتأكد أيضًا من حُسن ضيافتهم قدر الإمكان".

وبينما تمثّلت احتفالات جماهير مونديال روسيا 2018، بين المُقيمين والزائرين على السواء، في الرقص والغناء في الشوارع حتى الساعات الأولى من الصباح، إلى جانب شرب الكحول (في انتهاك للقانون في كثير من الحالات)، أكّد الخاطر صعوبة تحقيق الأمر ذاته في مونديال قطر 2022. وأعلن أنه "قد يُفكر" في تخصيص مناطق للشرب، مع تقييد السماح بـ"الكحول" مقارنة بالبطولات السابقة لكأس العالم.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان