أوباما يدعو للحفاظ على أفكار مانديلا في ذكرى ميلاده
كتب – سامي مجدي:
حث الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما شعوب العالم على احترام حقوق الإنسان والقيم الأخرى التي تواجه تهديدات، وذلك في أبرز خطاب له منذ مغادرته منصبه بمناسبة مرور 100 عام على ميلاد الزعيم الجنوب أفريقي، المناهض لسياسة التمييز العنصري، نيلسون مانديلا.
في حين أنه لم يشر مباشرة إلى خلفه، الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، كان خطاب أوباما بمثابة توبيخ للكثير من سياسات ترامب. حث أوباما الناس على الحفاظ على الأفكار التي ناضل من أجلها مانديلا، لاسيما الديمقراطية والتنوع وضمان التعليم الجيد للجميع.
استهل أوباما خطابه، الذي نقلته وسائل الإعلام العالمية، بوصف الأوقات التي تخيم على عالم اليوم بأنها "غريبة وغير مؤكدة". قال أول رئيس أسود البشرة للولايات المتحدة، إن "دورة الأخبار اليومية تجلب عناوين رئيسية أكثر إثارة للإزعاج والقلق".
وقال أوباما في هذه الأيام "نرى الكثير من العالم مهدد بالعودة إلى طريقة أكثر خطورة وأكثر وحشية في ممارسة الأعمال".
قوبلت كلماته بتهليل حشد من نحو 14 ألف شخص تجمعوا في ملعب للكريكيت في جوهانسبرغ للإصغاء للخطاب الذي تم بثه عبر الانترنت.
من جانبه، قال جون ستريماو أستاذ العلاقات الدولية بجامعة ويتواترسراند في جوهانسبرج "من خلال الوقوف على المنصة تكريما لنيلسون مانديلا يوجه أوباما توبيخا بليغا لترامب."
وصف ستريماو التوقيت بأنه مناسب، حيث تتعرض الالتزامات التي حددت حياة مانديلا "للاعتداء "في الولايات المتحدة وأماكن أخرى، بحسب وكالة أسوشيتد برس.
وقال "بالأمس كان لدينا ترامب وبوتين يقفان معا، والآن نحن نرى الفريق المنافس: أوباما ومانديلا."
وهذه هي أول زيارة يقوم بها أوباما إلى إفريقيا منذ تركه منصبه أوائل عام 2017. وتوقف في وقت سابق من هذا الأسبوع في كينيا، حيث زار مسقط رأس والده الراحل.
سلط خطاب أوباما الضوء على الطريقة التي حافظ بها مانديلا الفائز بجائزة نوبل للسلام، الذي سجن لمدة 27 عاما، على حملته ضد ما بدا أنه خلاف لا يمكن تجاوزه لإنهاء نظام الفصل العنصري، وهو نظام قاس لحكم الأقلية البيضاء في جنوب إفريقيا.
توفي مانديلا، الذي أطلق سراحه من السجن عام 1990 وأصبح أول رئيس أسود لجنوب إفريقيا بعد أربع سنوات، عام 2013، تاركا إرثا قويا من المصالحة والتنوع إلى جانب مقاومة عدم المساواة وغير ذلك.
ابتعد أوباما عن التعليق العام على ترامب، الذي تراجعت إدارته أو هاجمت إنجازات ملحوظة لأوباما. فقد انسحبت الولايات المتحدة في ظل رئاسة ترامب من اتفاقية المناخ في باريس عام 2015 والاتفاق النووي الإيراني.
بدلا من التعليق على السياسة، كان خطاب أوباما يتطرق إلى قضايا أوسع، وإعجابه بمانديلا، الذي يعتبره المرشد له باعتباره أول رئيس أسود للولايات المتحدة.
عندما كان أوباما عضوا بمجلس الشيوخ، التقطت صورته مع مانديلا. وبعد أن أصبح رئيسا، أرسل نسخة من الصورة إلى مانديلا، الذي احتفظ بها في مكتبه. كما لفت أوباما إلى زيارة زنزانة سجن مانديلا وألقى كلمة مؤثرة في حفل تأبين مانديلا في عام 2013، قائلاً إن حياة زعيم جنوب إفريقيا ألهمته.
ينظر العديد من سكان جنوب أفريقيا إلى أوباما على أنه خليفة لمنديلا بسبب دوره الرائد ودعمه للمساواة العرقية في الولايات المتحدة وحول العالم.
كان موسى مويو، وهو سائق لدى شركة اوبر يبلغ من العمر 32 عاما، من بين الآلاف الذين يصطفون للإصغاء إلى خطاب أوباما.
وقال لوكالة أسوشيتد برس "اعتقد انه سيتحدث عن كيف غير مانديلا النظام هنا في جنوب افريقيا وكيف أنهى سياسة الفصل العنصري وأعطى الأمل للفقراء وشجع التعليم."
وأضاف أن الكثير من الناس في جنوب أفريقيا يشعرون بالإحباط بسبب الفساد، في الوقت الذي يكافح فيه حزب المؤتمر الوطني الأفريقي الحاكم للحفاظ على الإرث الذي أنشأه مانديلا وآخرين.
فيديو قد يعجبك: