كاتب إسرائيلي: هل سيحصل ترامب على "صفقته النهائية" حول فلسطين؟
كتب - هشام عبد الخالق:
"لن يكون أحد سعيد بشكل كامل من خطتنا للسلام، ولكن هذه الطريقة التي يجب تنفيذها بها إذا ما أردنا تحقيق السلام الحقيقي، حيث يمكن تحقيق السلام فقط إذا بُني على حقائق"، كانت هذه كلمات البيان المشترك الذي صدر عن فريق الرئيس الأمريكي دونالد ترامب المتخصص في شؤون الشرق الأوسط، والذي يشمل كلًا من مندوبة واشنطن للأمم المتحدة نيكي هايلي، وسفير أمريكا في إسرائيل ديفيد فريدمان، ومستشار ترامب وصهره جاريد كوشنر، ومبعوث ترامب الخاص للشرق الأوسط جيسون جرينبلات.
ويقول مدير الشين بيت الإسرائيلي السابق عامي أيالون، في مقال بصحيفة "هآرتس": "يبدو أن فريق ترامب للشرق الأوسط ما زال يعمل على مقترحه الخاص بـ "الصفقة النهائية" إلا أنها لن تكون الصفقة التي أرادها ترامب وتحدث عنها منذ بداية فترته الرئاسية، بل ستكون بمثابة خطة قوية تتمثل في دعم اقتصادي لقطاع غزة".
وساهمت الأعمال العدائية عبر الحدود بين إسرائيل وقطاع غزة خلال الأشهر الأخيرة، في تسريع جهود مصر للتوسط في وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس، وإجراءات الإغاثة الاقتصادية لغزة، كما أبرز التصعيد العنيف في الفترة الأخيرة الحاجة إلى تلبية مطالب الطرفين على المدى القصير، فبالنسبة لإسرائيل، وقف فوري وكامل للاعتداءات التي تأتي من قطاع غزة، وللفلسطينيين يتمثل الحل في وضع حد للأزمة الإنسانية في القطاع.
وسيشكل ترك مسألة الحدود الإسرائيلية والدولة الفلسطينية إلى تاريخ غير محدد في المستقبل، تكرارًا قاتلًا لأخطاء الماضي، وهذه حقيقة يجب على الفريق الأمريكي مواجهتها، ففي اتفاقيات أوسلو 1993 و1995، أدى عدم وجود رؤية مستقبلية متفق عليها إلى جانب التنفيذ غير السليم، لانهيار الثقة المتبادلة بين الطرفين.
ويتابع الكاتب، أدى الانفصال الإسرائيلي من جانب واحد عن غزة عام 2005، لصعود حماس وسيطرتها على القطاع، مما أدى إلى الأزمة الإنسانية والسياسية والأمنية التي يواجهها القطاع اليوم.
وبالتالي، يجب ألا تتجاهل خطة الإدارة الأمريكية الحالية، التي رفض الرئيس الفلسطيني محمود عباس التعاون فيها، المصالح طويلة الأمد لكلا الطرفين، وتكمن مصلحة إسرائيل في أن تكون دولة ديمقراطية وموطن للشعب اليهودي ضمن حدود آمنة ومعترف بها، فيما يتمثل هدف الفلسطينيين على المدى الطويل الحصول على حق تقرير مصيرهم وإنهاء الاحتلال الذي عاشوا فيه طيلة نصف قرن.
ويقول الكاتب، إنه لتلبية المصالح قصيرة الأجل للطرفين، وتمهيد الطريق نحو معالجة مصالحهما طويلة الأمد، يجب على خطة الولايات المتحدة حول غزة أن تشمل إدخال مشاريع إعادة التأهيل والمشاريع الاقتصادية واسعة النطاق التي ستعزز القطاعات الواقعية في المجتمع الفلسطيني، يجب أن يشارك الفلسطينيون وأن يصبحوا شركاء رئيسيين في مثل هذه المشاريع، كما يجب أن تتضمن الخطة هدنة مراقبة دوليًا وإقليميًا للقضاء على العنف العنف وإتاحة فترات أطول من الهدوء.
ولذلك، يجب أن تحتوي الخطة التي يعدها فريق ترامب على ما يلي: "دولة فلسطينية ذات قابلية للعيش بها وديمقراطية، تعيش بسلام جنبًا إلى جنب مع إسرائيل، على أساس حدود 1967 مع مقايضات إقليمية عادلة، وترتيبات أمنية مضمونة منزوعة السلاح بين إسرائيل وفلسطين، وإنهاء وضع اللاجئين الفلسطينيين عن طريق التعويضات وكذلك رد الاعتبار، وأن تكون القدس عاصمة لإسرائيل والأحياء العربية في القدس الشرقية عاصمة لفلسطين، ووجود نظام خاص يحكم المدينة القديمة، حرية الوصول والعبادة في الأماكن المقدسة"، بحسب الكاتب.
ويجب أيضًا تضمين الحوافز الأخرى مثل: "العلاقات الكاملة بين إسرائيل والدول العربية، تعويض اليهود الذين هاجروا من الدول العربية بحرية التجارة والتنقلات، إنشاء صندوق سلام يتم بواسطته الترتيب لعملية نقل المستوطنين المقيمين خارج المستوطنات وضرورة الاعتذار المتبادل عن المعاناة التي نتجت عن تلك المستوطنات.
وبحسب الكاتب، ستجعل تلك المعادلات وغيرها من إسرائيل الدولة الديمقراطية التي أرادت أن تكونها، وستوفر الحرية وإقامة دولة عادلة للفلسطينيين، وستعطي سياقًا سياسيًا للمشاريع الاقتصادية بقطاع غزة، وتولد دعمًا قويًا من التيار المعتدل الفلسطيني، وبدون هذه الرؤية طويلة الأمد، من غير ممكن الوصول لاتفاق دائم.
ويتطلب الأمر (الوصول لاتفاق سلام دائم) التزام الولايات المتحدة بقوة بهذه الشروط، من أجل الاستمرار في عملية مستمرة وملزمة والالتزام بحل الدولتين لصالح الشعبين.
ويقول الكاتب في ختام مقاله: "هذه هي النتيجة الوحيدة التي تلبي احتياجات وطموحات الإسرائيليين والفلسطينيين على المدى الطويل، وهذه هي الحقيقة الأكثر أهمية التي يجب على فريق سلام الشرق الأوسط التابع لترامب أن يعترف بها".
فيديو قد يعجبك: