قيادي كردي: نعتز بموقف السيسي من وحدة العراق
كتبت – إيمان محمود
قال ممثل الحزب الديمقراطي الكردستاني بالقاهرة شيركو حبيب، إن مصر كانت ولاتزال مع حقوق الشعوب، معبرًا عن تقديره واعتزازه بموقف الحكومة والرئيس عبدالفتاح السيسي من وحدة العراق وضمان الحقوق الدستورية للشعب الكردي.
وأضاف حبيب، خلال كلمته باحتفالية مكتب الحزب بالقاهرة، مساء الثلاثاء، بالذكرى 57 لثورة أيلول عام 1961، أن الأكراد ثاروا قبل 57 عامًا طلبًا للحرية والعدالة والديمقراطية للعراقيين كافة، مؤمنين بالعيش في عراق تعددي يحترم حقوق كافة مكوناته.
وأشار إلى مواقف الزعيم الراحل جمال عبدالناصر حول القضية الكردية، إذ اشترط بإرسال القوات العسكرية المصرية إلى العراق في منتصف الستينات من القرن الماضي بعدم اشتراك هذه القوات في القتال ضد الأكراد، وكذلك كانت للثورة في عهده ممثليها هنا في القاهرة.
وأكد حبيب، أن الأب الروحي للشعب الكردي مصطفى بارزاني الخالد، رفع خلال الثورة شعار "الديمقراطية للعراق والحكم الذاتي لكردستان"، وهذا الشعار الذي رفعه الحزب الديمقراطي الكردستاني يوم تأسيسه في 16 من أغسطس عام 1946، لإيمان مؤسس الحزب بالديمقراطية وتحقيق مطالب مكونات القومية في العراق في ظل دولة ديمقراطية.
واستطرد "لقد جاءت ثورة أيلول تلبية لمطالب الشعب العراقي، رغم أن الشرارة الأولى لهذه الثورة انطلقت على أراضي كردستان العراق، لكنها كانت مدعومة من أبناء الشعب العراقي باختلاف انتماءاتهم القومية والدينية والمذهبية، والتحق بها عدد كبير من الضباط والرتب العسكرية والشرطة العراقية، وامتزج الدم الكردي مع الدم العربي والقوميات الأخرى، من أجل نصرة الثورة بناء عراق ديمقراطي".
وشدد على أن الخيار العسكري لم يكن يومًا من الأيام لشعب كردستان ولا الحزب الديمقراطي، "بل نحن دائما مع حل الخلافات بطرق سلمية وديمقراطية بعيدة عن العنف والقوة، لكن تعنّت الأنظمة التي حكمت العراق آنذاك وعدم رضوخها للغة الحوار والتفاهم، اضطر الشعب الكردي لإعلان ثورة للدفاع عن الديمقراطية".
ولفت حبيب إلى أن مصطفى البارزاني وقيادة الحزب الديمقراطي، كانا يؤمنان بأن الديمقراطية للعراق هي الطريق الوحيد والصحيح لضمان الحقوق المشروعة لشعب كردستان والمكونات الأخرى للعراق.
واستكمل "هذه الظروف الدقيقة تتطلب منّا جميعًا العمل بروح وطنية عالية بعيدة عن الانتماءات الطائفية أو المذهبية، بل العمل بروح عراقية عالية والالتزام بالدستور والشراكة الحقيقة والتوافق والتوازن، لأن الدستور هو الضامن الوحيد لبقاء العراق موحدا قويا، والعمل على حل الخلافات العالقة بین إقلیم کردستان والحکومة الاتحادية في إطار الدستور العراقي، بغیّة الوصول إلى إحقاق الحقوق وإرساء دعائم الدیمقراطیة والتعددیة وتحقیق الاستقرار السیاسي".
وأشار إلى "ما نبّه الرئيس مسعود بارزاني في عام 2012 بأن علينا جميعا الالتزام بالدستور لبقاء العراق موحدا، لكن مع للأسف الآذان لم تكن صاغية، مما اضطر شعب كردستان في 25 سبتمبر من العام الماضي بإجراء الاستفتاء، وعلينا جميعا الإسراع بتشكيل حكومة وطنية على أسس الكفاءات والعمل من أجل بناء عراق جديد يسوده التآخي والمحبة والسلام، لأن الحكومة المقبلة ستكون حكومة التحدي و الإعمار وبناء العراق من جديد".
وطالب من الجميع عدم تصفية حساباتهم على الأراضي العراقية، وحل قضاياهم وخلافاتهم بالحوار والتفاهم لكي تستقر المنطقة، كما طالب "الأشقاء والأصدقاء لمساعدة العراق لإعادة إعمار ما دمره الإرهاب وخاصة مدن مثل مدينة الموصل مدينة الحدباء وأم الربيعين، وكذلك مدينة سنجار وباقي المدن الأخرى".
وفيما يتعلق بالانتخابات البرلمانية في الإقليم والتي تُجرى في نهاية الشهر الماضي؛ قال "نتمنى أن تكون الانتخابات بداية عهد جديد ونبذ الخلافات والعمل على بناء كردستان قوي وخدمة الجماهير وحل الخلافات مع المركز على أسس مواد الدستور العراقي، وانتخابات نزيهة وشفافة.
وتطرق حبيب للربط بين الماضي والمستقبل بقوله: "نستذكر بكل إجلاء واحترام الشهداء الخالدين الذين ضحّوا من أجل السلام والديمقراطية في ثورة أيلول وفي مقدمتهم البارزاني وإدريس الخالد، تحية اعتزاز لجميع شهداء العراق الذين ضحوا بدمائهم من أجل الحرية، وتحية اعتزاز وإجلال لشهداء مصر الذين ضحوا بحياتهم من أجل استقرارها، مؤكدًا أن استقرار مصر أمرًا مهما لأمن المنطقة برمتها".
فيديو قد يعجبك: