إعلان

بعد مفاوضات إدلب.. كيف ستتعامل أمريكا مع الوضع في سوريا؟

09:39 م السبت 22 سبتمبر 2018

كيف ستتعامل أمريكا مع الوضع في سوريا؟

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتب - هشام عبد الخالق:
في الوقت الذي تدخل فيه الحرب السورية الممتدة لعامها السابع مرحلة خطيرة، تتصارع الإدارة الأمريكية في كيفية معالجة التحركات السياسية التي تنتج عن تلك الحرب، فالرئيس بشار الأسد استعاد السيطرة على أغلب المناطق السورية، ويقول الخبراء السياسيون إنه لا توجد فرصة أمام المعارضة في إزاحته عن السلطة أو تغيير مسار الحرب.

وتقول صحيفة "نيويورك تايمز" في مستهل تقرير لها اليوم السبت: إن "هذا الأسبوع اتفقت روسيا وتركيا على إنشاء منطقة منزوعة السلاح في إدلب وذلك بغرض إيقاف الهجوم العسكري الذي يودّ الأسد أن يشنه على المحافظة، التي تعتبر آخر معاقل المعارضة في سوريا، وتأخير مثل هذا الهجوم قد يوفر وقتًا للولايات المتحدة للمساعدة في وضع استراتيجيات جديدة للتعامل مع سوريا، إذا ما استعاد الأسد الحكم بشكل نهائي وقضى على المعارضة.

وتضيف الصحيفة، من المتوقع أن يناقش رؤساء الدول وكبار الدبلوماسيين في اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة بنيويورك هذا الأسبوع، كيفية حماية سكان إدلب من السيد الأسد وإنهاء الحرب الأهلية، ومن المقرر أن يتحدث الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، المعارض للأسد والذي نشر القوات التركية في إدلب، في الحديث السنوي يوم الثلاثاء، وكذلك الرئيس حسن روحاني، وهو أحد أكثر حلفاء الحكومة السورية المخلصين.

ومن المقرر أيضًا أن يلقي الرئيس دونالد ترامب بخطابه السنوي في هذا اليوم، وهو الذي هدد مرارًا وتكرارًا بسحب القوات الأمريكية من سوريا، بعد الانتهاء من قتال تنظيم داعش في شرق البلاد، لكن في أبريل الماضي، وجه ترامب - للمرة الثانية - بتنفيذ غارات جوية لمعاقبة الأسد لاستخدامه الأسلحة الكيميائية، وتحاول إدارة ترامب التمسك بعملية السلام المتوقفة والتي بدأت في عهد باراك أوباما.

ويقول خبراء لمعهد بروكينجز في واشنطن، إن الواقع على الأرض السورية يتغير، ولذلك يجب أن تتغير سياسة الولايات المتحدة كنتيجة لذلك".

وتقول الصحيفة، يمكن للولايات المتحدة أن تعرف كيفية تشكيل نهاية للحرب التي أودت بحياة مئات الآلاف على الأقل من السوريين ونزوح الملايين وتقسيم البلاد إلى مناطق سيطرة متنافسة، وفيما يلي بعض الأسئلة الرئيسية:

- هل يمكن للولايات المتحدة أن تجبر الأسد على التنحي؟

صورة 1

الإجابة ستكون دائمًا لا، وكتب الخبراء في معهد بروكينجز أنه يجب على الإدارة الأمريكية أن تعترف أن الأسد وطّد حكمه ولن يختفي في أي وقت قريب، ولكن يمكن للولايات المتحدة الاستمرار في محاولة دفع الأسد وحلفائه للموافقة على الشروط التي قد يمنح بها السلطة لاحقًا لخليفته، وخاصة أن معارضي الأسد اتهموا حكومته لسنوات - وعلى الأخص قوات الأمن ذات القبضة الحديدية - بتأجيج التطرف السُني والإسهام في انتشار الجماعات المتطرفة مثل تنظيم داعش.

وقال محللو المعهد أيضًا، بحسب الصحيفة، أن على الولايات المتحدة أن تفعل كل ما في وسعها لتفادي الهجوم على إدلب، وأن ترد بضربات جوية ضد جيش الأسد، إذا ما استخدم البراميل المتفجرة أو الأسلحة الكيميائية ضد السكان السوريين.

رانج آلادين، أحد محللي "بروكينجز" قال يوم الجمعة في مقابلة: "نظام الأسد أوضح نيته استعادة السيطرة على البلاد ككل، وهذا يشمل محافظات حيوية ذات طبيعة استراتيجية مثل إدلب بالطبع"، مضيفًا ان الإعلان عن المنطقة منزوعة السلاح كان على الأرجح طريقة لإعادة ترتيب الصفوف في نظام الأسد وحلفائه من أجل ضربة لاحقة، ولدى الولايات المتحدة الآن فرصة لضمان أنها مستعدة للرد إذا ما انهار الاتفاق على المنطقة منزوعة السلاح.

- هل يمكن التوصل لحل تفاوضي لإنهاء الحرب الأهلية في سوريا؟

صورة 2

وتقول الصحيفة، حتى الآن نعم، فإدارة ترامب لا تزال تدعو لعملية سلام اعتمادًا على مفاوضات جنيف بين حكومة الأسد، وقادة المعارضة المعتدلين، بوساطة ستفان دي ميستورا، مبعوث الأمم المتحدة.

ولكن الأسد، بحسب الصحيفة، ليس لديه الكثير من الحوافز لينخرط في تلك العملية، لأنه يفوز بالفعل، لكن ذلك قد يتغير إذا تمكنت الولايات المتحدة وروسيا وإيران وتركيا ودول أخرى من استخدام وقت السلم بعد سريان الاتفاق حول المنطقة منزوعة السلاح، للتفاوض والوصول إلى خطة نهائية يوافق عليها الأسد.

وقالت هيذر ناويرت، المتحدثة الرسمية باسم الخارجية الأمريكية، في مؤتمر صحفي الأسبوع الماضي: "أحد الأمور التي سترونها بشكل متزايد من حكومة الولايات المتحدة في الأسابيع والأشهر المقبلة هي إعادة الالتزام بعملية جنيف، نحن نرى أن هذا هو السبيل الوحيد في الفترة المقبلة".

الشهر الماضي، قال وزير الدفاع الأمريكي جيمس ماتيس، إن الهدف الأمريكي "هو نقل الحرب الأهلية السورية إلى مفاوضات جنيف، وبالتالي يمكن للشعب السوري أن ينشئ حكومة جديدة لا يقودها الأسد، وأن يمنحهم فرصة لمستقبل حرمهم الأسد منه".

ولكن، توقفت الولايات المتحدة عن التحدث عن محاولة إزاحة الأسد من منصبه، وعلى الرغم من أن الولايات المتحدة تسعى لدور قيادي في عملية السلام وتأمل أن تكون أحد الأطراف التي تشكل النتيجة، إلا أنها تملك نفوذًا أقل بكثير للقيام بذلك من منافسيها (إيران وروسيا).

أدى تدخل روسيا في الحرب الأهلية في سبتمبر 2015، إلى تحول دفة القتال لصالح الأسد بشكل حاسم، ويرجع ذلك جزئيًا إلى أن الولايات المتحدة لم تكن راغبة في موازنة دور موسكو العسكري في الحرب الأهلية، ورعت روسيا عملية سلام خاصة بها في أستانة العاصمة الكازاخستانية.

لعبت إيران أيضًا دورًا دبلوماسيًا وعسكريًا كبيرًا في سوريا، حيث استطاعت إحضار الآلاف من الميليشيات الشيعية من لبنان وأفغانستان والعراق وأماكن أخرى، وذلك بغرض تعزيز قوات الأسد المحاصرة، واستضافت هذا الشهر اجتماعًا مع روسيا وتركيا لمناقشة تسوية سياسية لإنهاء الحرب الأهلية.

- ماذا يمكن أن تفعل الولايات المتحدة بشأن التواجد الإيراني في سوريا؟

صورة 3

في هذه النقطة، بحسب الصحيفة، قد لا يكون هناك الكثير يمكن للولايات المتحدة القيام به، على الرغم من عداء إدارة ترامب غير المشروط تجاه إيران، فواشنطن قد تسعى لإقناع موسكو أن تقول الأسد أن يخبر إيران بسحب قواتها من سوريا، حيث يرى كلًا من ترامب ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن القوات الإيرانية وكذلك الميليشيا التي تدعمها إيران مثل حزب الله، يشكلان خطرًا حقيقيًا على أمن المنطقة، ولكن لا يرى الكثيرون أن مثل هذه الجهود الدبلوماسية ستنجح.

ويقول أندرو ميلر، الذي عمل على قضايا الشرق الأوسط في مجلس الأمن القومي بإدارة أوباما، "أعتقد أنهم (الأمريكيون) يرغبون في إخراج إيران من سوريا، لكنني لا أعتقد أنهم يسعون لتحقيق هذا على أرض الواقع، فهم يعتمدون على استراتيجية معينة، وهي التفريق بين الروس والإيرانيين، ويريدون أن تضغط روسيا على الأسد من أجل تحديد علاقاته مع إيران".

وتضيف الصحيفة، لا ينبغي للولايات المتحدة أن تتوقع أن ينقلب الأسد على إيران في أي وقت.

- كيف سيؤثر الوضع في إدلب على الحرب ضد تنظيم داعش؟

صورة 4

لن يكون هناك تأثير كبير، بحسب الصحيفة، فسوريا تشهد الآن حربين منفصلتين، الحرب الأهلية ضد المعارضة التي تتركز بشكل كبير في المحافظات الغربية لسوريا، والحرب ضد داعش في الشرق.

وتقول الصحيفة، يوجد ما يقدر بنحو 2000 جندي أمريكي في شرق سوريا، معظمهم من قوات العمليات الخاصة التي تقاتل مع الميليشيات التي يقودها الأكراد بقايا تنظيم داعش، ولا تظهر تلك المعركة أي علامات على قرب انتهائها، بعد أن توقف المسلحون عن محاولة السيطرة على الأراضي وتحولوا بدلًا من ذلك إلى جماعة متمردة داخلية.

وبما أن السوريين والروس والإيرانيين كلهم يعارضون تنظيم داعش، فمن غير المحتمل أن يحاولوا إعاقة الجهود الأمريكية هناك.

- هل ستحافظ الولايات المتحدة على وجودها العسكري في سوريا؟

صورة 5

ستكون الإجابة على هذا السؤال بـ "نعم"، بحسب وصف الصحيفة، أو على الأقل حتى المستقبل القريب، فهذا الشهر ذهب 1000 جندي من قوات المارينز إلى تنف، وهي نقطة صغيرة في شرق سوريا بالقرب من الحدود العراقية، وكان القصد من نشر القوات هو توجيه رسالة إلى الحكومة السورية وحلفائها الروس والإيرانيين أن الجيش الأمريكي موجود وسيظل هنا.

وعلى الرغم من أن تنف تبعد أكثر من 200 ميلًا (321 كيلومترًا) عن محافظة إدلب، إلا أن الجيش الروسي حذر البنتاجون مرتين هذا الشهر من أنه سيهاجم ما قال عنه إنهم مسلحون تابعون لتنظيم داعش، في المنطقة الصحراوية بالقرب من البؤرة الاستيطانية الصغيرة التي تدرب فيها القوات الأمريكية المليشيات المحلية.

وتضيف الصحيفة، سيكون على الأسد في مرحلة ما، أن يعلق على الوجود الأمريكي في شمال شرق سوريا، خاصة بعد أن قامت القوات الأمريكية ببناء قواعد ومطارات هناك.

وتختتم الصحيفة تقريرها بما قاله جيمس جيفري، مبعوث وزارة الخارجية الأمريكية، في بداية سبتمبر: "السياسة الجديدة للولايات المتحدة الآن أننا لن ننسحب من سوريا بحلول نهاية العام الجاري"، وأضاف، أنه "متأكد" من أن ترامب موافق على أن يتخذ الوجود العسكري في سوريا دورًا أكثر نشاطًا.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان