إعلان

كيف تابع سكان المهندسين مباراة منتخب مصر والكونغو؟ (صور وفيديو)

10:18 م الأحد 08 أكتوبر 2017

كتبت- مها صلاح الدين وعادل توماس:
تصوير – محمد حسام الدين:

مع انطلاق صافرة الشوط الأول؛ تحررت شوارع المهندسين من زحامها المعتاد، تركزت الجموع على مقاعدهم في المقاهي، يحملون نظرات الأمل والترقب في هدوء. كسره وجوه أحمد وحنان ببشاشة، يحملون على وجنتيهم علم مصر صغير، يقفون بجانب دراجة بخارية تحمل كرتونة بداخلها علب ألوان وفرش خشبية، يلونون وجوه الأطفال في الشوارع بسعادة. فالزوجان اللذان أتما عقدًا من العمر، يقولون إنهم نزلوا في حب مصر لإسعاد من بالشوارع أثناء المباراة بدون مقابل.

ظلت الأجواء هادئة في الدقائق الأولى، شباب وفتيات وكبار سن لم تُبد منهم أي انفعالات، ارتفعت أصوات الجماهير المنبعثة من الشاشات المختلطة بالتعليق الصوتي للكابتن مدحت شلبي عن أصواتهم، ومع كل هجمة أو شبه هجمة لم يزد رد الفعل عن صفقة واحدة، أو شهقة على استحياء.

وبشوارع المهندسين، تستطيع أن تستمع لخطى أصحاب الوجوه المتوجسة، الذين لم يتمكنوا لظروف قهرية من مشاهدة المباراة، إلا أن بعضهم احتال على ذلك الوضع، بوقوفه ضمن العشرات، أمام الكافيهات ذات النوافذ الزجاجية في ترقب، وانفعال أكثر مما هم بالداخل، بينما وقف العاملون بالمحال من الداخل في حذر، تكسو ملامحهم علامات الغضب من ذلك السلوك.

لم تخل تلك التجمعات من ثنائيات وقف الشباب منهم في ترقب، بينما الفتيات وقفن غير مكترثات بما يحدث بالمباراة، بينما كانت صافرات وطبول بائعو الأعلام في حالة تأهب انتظارًا لإحراز هدف.

أحمد وحنان زوجان تبرعا برسم  علم مصر على وجوه متابعي المباراة


أمام نادي الزمالك

كسر المشهد من الحين للآخر صافرات السيارات في تشجيع، أما أمام بوابات نادي الزمالك فخيم صمت مُطبق لم يكسره سوى صوت التليفزيونات في الكافيهات المجاورة، كلما لاحت هجمة في الأفق.

وفي دقائق البدل الضائع ارتفعت شهقات الجماهير وأطلق البعض الصافرات حينما جاء "الفاول"، أعقبها صمت مترقب للحظات، وشهقة خسارة حينما لم يحقق مبتغاه.

مع نهاية الشوط الأول؛ انفضت الجموع بملامح يكسوها خيبة الأمل والإحباط، وفسر ذلك شاب عشريني يدعى محمود بالأداء الدفاعي أو الذى لا يقابله هجوم من الفرقة الأخرى، وبدأت حركة السيارات تتسارع من جديد.

الشوط الثاني
تكررت المشاهد مع بداية الشوط الثاني ولكن بمزيد من القلق، وظلت الجماهير المتعلقة عيونهم بالشاشات داخل نوافذ الكافيهات تطلق الشهقات من الحين للآخر مع كل هجمة للمنتخب الوطني أو للكونغو، بينما تزداد عليها في الحالة الثانية عبارة الحمد لله، كلما ضاعت فرصة للفرقة المنافسة، وتنخلع قلوبهم حينما يمسك حارس مرمى منتخب الكونغو الكرة، ويصد هدف، بينما ينطلق أحد المارة بعبارة متسائلة ومستنكرة في آن واحد "عايزين نفرح.. مش هيفرحونا ولا إيه؟!".

الهدف الأول

تبدو ملامح الملل على الجموع، ويبدأ بعدهم بتبادل الحديث والتقاط صور الـ"سيلفي"، التي يقطعها رابع ضربة حرة مباشرة في المباراة، ليعود الترقب من جديد، وتنطلق صيحات الخسارة بعد أن أضاع "النني" فرصتها، ومع إضاعة هجمة "تريزيجه" ثار الجميع، ولم يخمد ثورتهم سوى هدف محمد صلاح في منتصف الشوط الثاني، الذي أشغل الاحتفالات، ودقت الطبول والهتافات، قائلين: "الله حي التاني جي"، التي خفقت لها القلوب، وارتفعت صافرات السيارات مرتفعة، ومن ثم عاد الترقب من جديد، ولكن بمزيد من الأمل.



بدى المشهد أكثر حماسة، وصفقت الجموع كلما أفشل عصام الحضري هجمة من الهجمات القليلة لمنتخب الكونغو، واشتعلت مظاهر التشجيع من جديد كلما جاء بالشاشة ملوحًا بيده يطالب الجمهور بالمزيد.

وبعد دقائق ليست بقليلة من الصمت أعادت هجمة جديدة قرابة الدقيقة 80 من المباراة للمنتخب الوطني الصوت لحنجرة الحشود بالشوارع، أعقب ضياعها تعليقات الغضب.

الأمل

وفي الدقائق الأخيرة تأجج الغضب والوجوم، حينما نجح منتخب الكونغو في إحراز هدف التعادل، وعاود الإحباط طريقه إلى الوجوه، ونكس البائعون أعلامهم في صمت وأخذوا يزفرون دخان سجائرهم، حتى جاءت ضربة الجزاء لتُعيد الأمل وترتفع الهتافات بمحيط شارع جامعة الدول العربية "ياااارب"، ويأتي الهدف الثاني ليحسم المباراة، ويطلق مظاهر الاحتفالات في كل مكان.

فيديو قد يعجبك: