لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

بالصور- قصة نجاة خطيب مسجد الروضة من حادث العريش

09:03 م الجمعة 24 نوفمبر 2017

خطيب مسجد الروضة

كتب - محمد مهدي:
لأكثر من 7 ساعات اختفى الشيخ محمد عبدالفتاح رزيق، خطيب وإمام مسجد الروضة، عن الأنظار، لم يُعثر عليه في مكان الحادث، بين 235 شهيدًا، و109 مصابًا، نتيجة العملية الإرهابية التي وقعت خلال صلاة الجمعة. ظن الكثير أنه توفى، قبل أن تُعلن أسرته -عبر مصراوي- نجاته من الحادث الأليم.

مصراوي تواصل مع أقارب الشيخ، وأحد جيرانه، الذين اتصلوا به بعد العملية الإرهابية مباشرة، والتقوا به عقب الخروج من العريش، للتعرف على ما جرى له خلال ساعات اختفائه.

كعادته، توجه الشيخ "عبدالفتاح" الذي يبلغ من العمر 26 عاما إلى مسجد الروضة لإلقاء الخطبة، رغم وجود تحذيرات سابقة وصلت إليه من ضرورة توقف الصلاة في المكان "الكلام دا اتقال لعدد من المصلين وهما بلغوه" لكنه لم يكترث كما يقول " عبدالفتاح محمد" أحد أقاربه "افتكر إن الموضوع مجرد تهويش".

صدح صوت الآذان الأول، خطى الخطيب نحو المنبر، صعد إلى أعلى نقطة، انتظر الآذان الثاني إيذانًا ببدء خُطبته، لكن لم يمهله الإرهابيين "قالنا حصل انفجار والدنيا اتشقلبت بيا" سقط الإمام على الأرض، شعر بألم في قدمه ليجدها مصابة بإحدى الشظايا.

لم ينتبه إليه أحد في بداية الأمر، حالة من الهرج داخل المسجد، فرار في كل اتجاه، وصوت إطلاق نيران يصم الأذان "والناس وهي بتجري داست عليه"وفق علاء رشدي، جاره وأحد من التقى بهم الشيخ- كانت النجاة بعيدة في تلك اللحظة عن الخطيب، لكنها حضرت بغتة "ناس من شالوه ونقلوه بعيد عن الضرب".

خوفًا عليه من التصفية "بدلوا الجبة والقفطان بلبس عادي وخرجوه من المسجد"، إلى منزل أحد أصدقائه القريب من المسجد "اختبىء هناك لحد ما الموضوع هدي شوية"، كانت الأخبار قد وصلت إلى أسرته في مسقط رأسه بالشرقية، على الفور هاتفه قريبه عبدالفتاح محمد "قالي أنا بخير اطمنوا" ثم أُغلق هاتفه.

قلق زلزل كيان أسرته، يحاولون الاتصال به دون فائدة، وسائل الإعلام تكتب عبر مصادر مُجهلة وأخرى في وزارة الأوقاف عن استشهاده ضمن الأعداد الكبيرة للقتلى "دورنا عليه في كل حتة، مستشفى بير العبد وفي العريش والإسماعيلية"، لكن اسمه لم يكن موجودًا ضمن القتلى والمصابين.

في هذا الوقت المار ببطء على ذويه، كان الخطيب ينتظر استقرار الأوضاع بالمنطقة وسيطرة قوات الشرطة على المكان "ثم بلغ الأمن بوجوده"، فتم الإعداد لخروجه من منطقة الروضة إلى قريته بالشرقية "جابوله عربية إسعاف وطلع في لِبس عادي عشان الإرهابين بيستهدفوه".

علمت أسرته بأنه في طريقه إلى الشرقية، قريته "الحسينية" على بُكرة أبيها-كما يؤكد قريبه وجاره- خرجت إلى منزله في انتظار، هو شيخهم العزيز على قلوبهم رغم صغر سنه "هو من أوائل دفعته، واتنقل لسينا من سنة ونص، فيما قرر "عبدالفتاح محمد" والجار "علاء رشدي" استقباله في منتصف الطريق لعلاج إصابة قدمه.

حينما التقيا بالشيخ "عبدالفتاح"، وجداه في حالة نفسية سيئة، يروي ما جرى في كلمات قليلة وحزن جاثم على قَلبه لا ينقشع "بيقول إن اللي شافه كان صعب أوي" مشهد القتلى والمصابين لا يغادره، رائحة الدم تزكم أنفه رغم آلاف الكيلومترات التي قطعها بعيدًا عن الحادث.

إلى عيادة أحد الأطباء بالشرقية انطلقوا به لعلاج قدمه، هناك أبلغه الطبيب بضرورة الانتقال لمستشفى كبير لإتمام التعامل مع إصابته على أكمل وجه "رايحين على مستشفى حكومي عشان نعالجه هناك"، يتلقوا اتصالات من وسائل الإعلام لمعرفة مدى صحة ما أُشيع حول وفاته، ليردوا عليهم بأن الخطيب لا يمكنه الحديث "لكنه بخير وأول ما يبقى كويس هيطلع يطمن الناس عليه".

لا يُعرف متى يعود الخطيب إلى مسجده، هل يمكنه العود من جديد، وتخطى ما جرى، أم لا، لكن وفق رواية -عبدالفتاح محمد- فإنه سبق وأن حاول عدة مرات الرحيل من الروضة لكن طلباته قوبلت بالرفض.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان