بعد ساعات من حادثة الإسكندرية.. ماذا يحدث في محطة مصر؟
-
عرض 5 صورة
-
عرض 5 صورة
-
عرض 5 صورة
-
عرض 5 صورة
-
عرض 5 صورة
كتبت- إشراق أحمد ودعاء الفولي:
أكثر من ثماني ساعات مرت على تصادم قطارين في منطقة خورشيد بالإسكندرية، وفيما أسفر الحادث عن مقتل ٣٧ شخصا وعشرات المصابين، توقفت حركة القطارات من وإلى الإسكندرية ثم عادت للعمل منذ ساعتين، لتدب الحياة مرة أخرى في محطة مصر التي مازالت تحاول تلافي أزمة التأخر.
منذ ٣٣ عاما يعمل عادل فرج، كمضيف قطار على خط إسكندرية- القاهرة. خطّ الشيب في رأسه. وقف مستندا لأحد أبواب القطار رقم 1907 المتجه إلى الإسكندرية أخيرا، بعد انقطاع دام حوالي ست ساعات. لم يبدُ فرج متوترا مما حدث "إحنا معرضين لده طول الوقت". أخذ يدل الراكبين على مقاعدهم، يشير لأحدهم في اتجاه العربة المكيفة، ويرد على شاب جاءه عابسا بسبب نفاذ التذاكر، قائلا: "اركب يا عم وابقى ادفع جوه".
حين وقع الحادث وتحديدا في الثانية ونصف ظهرا، كان فرج على متن قطار آخر في طنطا، يستعد للتوجه إلى القاهرة "واحنا بتتحرك عرفنا باللي حصل، جينا المحطة وفضلنا مستنيين من وقتها التعليمات اللي هتجيلنا عشان نتحرك".
قبل أن يفهم المضيف الخمسيني طبيعة الحادث، اتصلت ابنته، سألته بصوت مفزوع "انت فين؟ انت كويس؟". طمأنها الأب أنه في الطريق للقاهرة، خاتما حديثه بعبارة "يا عالم هنرجع من مصر انهارد ولا لأ"، إذ أن فرج يعيش مع عائلته في طنطا.
في ذلك الوقت من الظهيرة كانت سارة عادل على متن القطار المتجه من دمنهور إلى القاهرة، حجزت تذكرة العودة في طريقها إلى العمل، الذي استقبلت فيه هي الأخرى اتصالات صديقاتها للاطمئنان عليها، فتحبرهم "خورشيد بين كفر الدوار والإسكندرية والإسكندرية لكن في طريق المراكز ده قطر داخلي". من حينها لم تعلم سوى وقوع حادثة دون تفاصيل أكثر.
وكذلك لم تلحظ سارة فارق كبيرفي حركة القطارات، إذ يصعب الحصول على تذكرة في مثل تلك الأوقات لتوافد المصيفين على القطار حسب قولها.
ذلك الحادث ليس الأول الذي يعايشه فرج، مضيف القطار، لكنه أسوأهم "وعموما خط الصعيد هو اللي فيه حوادث أكتر". لا يتعامل المضيف مع السائقين كثيرا، إلا أن ما يُقال عن السكك الحديدية عقب كل أزمة يضايقه "احنا بنحاول نشيل الركاب فوق دماغنا قد ما بنقدر".
علي رصيف الإسكندرية، أفضى حمولته من حقائب وضعها في القطار الموشك على الانطلاق، وانتظر استقبال أخرى، الأقدام خفيفة الوطأ على رصيف رقم 3، الساعة الثامنة مساء علم مرزوق بواقعة تصادم القطارين، حين قدم لاستلام ورديته كحامل حقائب في محطة مصر.
"أي حادثة بتأثر علينا كلنا لأنها بتأثر على الناس" يقول مرزوق موضحا أن تأخر القطارات نتيجة وقائع التصادم يلقي بصداه على عمله.
تلمس مرزوق الأخبار تباعا "القطارات اللي طلعت بعد الحادثة كان في منها فيرجع" حسب قوله، يذكر ما تداول عن قطار القاهرة- الاسكندرية الذي انطلق بعد الظهيرة وعاد بركابه في غضون السابعة مساء.
تمر الأنباء على الرجل الثلاثيني، يبدو وقعها عاديا " المكتوب هنشوفه" فلم تعدل سيرة أي حادثة من تفكيره في استقلال القطار يوما ما.
أما على رصيف 11 الخاص بقطار الصعيد، جلس إبراهيم إمام داخل كشك لبيع الجرائد والكتب. سمع الرجل الأربعيني عن الحادث وقت وقوعه "مكنش في ارتباك في مواعيد القطارات هنا على الرصيف هنا غير اللي حصل في رصيف إسكندرية".
اعتقد صاحب المكتبة أن الناس الموجودين على الرصيف سيصيبهم الخوف "بس لقيتهم مستنيين القطر حتى اما بيتأخر"، لم يستشعر إمام فضول من قبل المواطنين "اللي بيسألني بيبقى عن القطر بس مش الحادثة"، وذلك على عكس موظفي المحطة "كانوا مترقبين يشوفوا هيحصل إيه وبيتابعوا علطول".
عادت الحياة شبة طبيعية لساحة القطارات، ينتظر الركاب قطارهم، يتمنون أن ينطلق في ميعاده دون تأخير، تحضر سيرة الحادث في كلمات عابرة بين المنتظرين على الأرصفة، فيما يتدلى البعض من القطارات الشعبية، ويمرق العاملون بين الأرصفة استمرارا ليوم أخر في محطة مصر.
فيديو قد يعجبك: