ما الفرق بين صلاة التراويح والتهجد وقيام الليل؟
كتب-محمد قادوس:
هذا السؤال يتكرر كل عام، وخاصة حين تقترب العشر الأواخر من رمضان، والتي كان يجتهد فيها رسول الله- صلَّى الله عليه وسلم- ما لا يجتهد في غيرها، والتي كان له فيه حال خاص، فكان إذا دخل العشر أحيا ليله، وأيقظ أهله، وجد وشد المئزر.
ولكن السؤال المتكرر: ما الفرق بين صلاة التراويح والتهجد وقيام الليل؟.. أجاب على ذلك الدكتور محمود الهواري، الأمين العام المساعد للدعوة والإعلام الديني بالأزهر الشريف، قائلاً:
أولا: كلمة قيام الليل تشمل كل صلاة يؤديها المسلم بعد صلاة فريضة العشاء ليلا، وسواء كان اسمه تراويح، أو كان تهجدا أو كان قياما مطلقا في غير رمضان.
وثانيا: إن شهر رمضان خص بصلاة التراويح، التي لم تشرع في غير رمضان، ومن فضل الله على المسلمين أنهم يسارعون إلى صلاة التراويح بمجرد دخول رمضان؛ إيمان بالله واحتسابا للأجر منه سبحانه وتعالى، واتباعا واقتداء برسول الله صلى الله عليه وسلم الذي قال: «مَنْ قَامَ رَمَضَانَ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ»، وهذا القيام يتحقق بصلاة التراويح التي اختص بها شهر رمضان.
والثابت في الصحيحين أنه صلى الله عليه وسلم لم يزِد في رمضان أو غيره عن إحدى عشرة ركعة أو ثلاثة عشرة ركعة، فعن أم المؤمنين السيدة عائشة رضي الله تعالى عنها قالت: «ما كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يزيدُ في رمضان ولا غيره على إحدى عشرة ركعة منها الوتر».
وأضاف الهواري في رده لمصراوي: ثبت من فعل الصحابة في عهد عمر رضي الله تعالى عنه أنهم كانوا يجتمعون في التراويح على عشرين ركعة.
وقد أمرنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أن نقتدي بهذا الجيل المتفرد؛ حيث قال صلوات الله وسلامه عليه: «عَلَيْكُمْ بِسُنَّتِي وَسُنَّةِ الْخُلَفَاءِ الرَّاشِدِينَ الْمَهْدِيِّينَ مِنْ بَعْدِي عَضُّوا عَلَيْهَا بِالنَّوَاجِذِ».
وهنا يجب التفريق بين قيام الليل المطلق والتراويح، قالتراويح جزء من قيام الليل، وقيام الليل أعم من التراويح، فقد يكون في رمضان أو في غيره.
وأوضح الأمين العام المساعد للدعوه، أن صلاة التراويح تختلف في بعض الصفات والقيود عن قيام الليل المطلق؛ فصلاة التراويح تطلق على قيام أول الليل في رمضان خاصة، فهي قيام يختص برمضان، أما القيام في غير رمضان فمن النفل المطلق.
كذلك صلاة التراويح يستحب فيها الجماعة في المسجد، بخلاف صلاة القيام، حيث لا يستحب لها الجماعة، بل تصل. في البيت، وتصلى التراويح بنية قيام رمضان، أو بنية التراويح، بينما النية في القيام مطلقة.
وأما التهجدفقهال الهواري أن هذا اللقب أطلق على ما يُصلى بعد التراويح سواء كانت الثماني ركعات أو العشرين ركعة، وغالبا ما يصلى التهجد بدءا من منتصف الليل إلى الفجر، وغالبا ما يكون بعد راحة أو نوم.
والخلاصة أن قيام الليل يطلق على كل صلاة بعد الفريضة، فتشمل التراويح والتهجد، وغيرهما.
والتراويح هو ما يصلى بعد العشاء مباشرة ثمان ركعات أو عشرين ركعة في شهر رمضان خاصة.
والتهجد هو ما يصليه المسلم بعد أن يأخذ قسطًا من النوم والراحة ثم يترك فراشه ليصلي.
وكلاهما من قيام الليل الذي هو أعم منهما.
فيديو قد يعجبك: