لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

حوار- نجل توفيق الدقن: والدي أجاد ترتيل القرآن بصوت عذب.. وهكذا نصحني (3-3)

05:55 م الأحد 27 نوفمبر 2016

حوار- منى الموجي:

أب طيب عطوف، رغم انشغاله بعمله الفني، كان حريص على تخصيص وقت لرعاية ابناءه، وتوجيههم. منحهم قدر من الحرية، لإيمانه أنه قد يتعلم أشياء لا يعرفها من الجيل الجديد، فاختار أن يكون صديقا لا أب، هو الفنان توفيق الدقن، الذي نحتفل في شهر نوفمبر الجاري بذكرى رحيله. 

في الحلقة الثالثة من حوار "مصراوي" مع المستشار ماضي نجل الفنان الراحل توفيق الدقن، يتحدث عن علاقته بوالده، كيف استقبل رغبته في الدخول لعالم الفن، وكيف كان يتعامل هو وأشقاءه مع شهرة والدهم، وكان ماضي تحدث في الحلقتين السابقتين عن مشوار والده، بداية من دخوله لعالم التمثيل، والتحاقه بالمعهد، ونجاحه في امتلاك شخصية فنية مميزة، رغم تقديمه أدوار الشر التي برع فيها عدد كبير من نجوم تلك الفترة.

المستشار ماضي توفيق الدقن

"الفهم والثقافة والوعي كانت سمات غالبة على علاقتنا بوالدنا، كان يؤمن أن كل جيل له عطاء، وأن الزمن تغير وتطور، إحنا بنعلمهم وهما بيعلمونا، في البيت كان شديد الاحترام، لما يقعد يتكلم ويهزر خفة دمه متناهية بعيد كل البعد عن الاسفاف، شخصيته مش هي الموجودة في السينما أو المسرح، يحب سماع النكتة لكنه لا يلقيها، شخصية مثقفة جدا كان لديه مكتبة كبيرة يقضي معظم وقته في قراءة كتبها"، هكذا يحكي ماضي عن علاقة والده به وبأشقائه فخر الدين وهالة داخل جدران منزلهم.

لم يشعر الأطفال الثلاثة في البداية بالحفاوة البالغة التي يُستقبل بها والدهم، ولم يستطيعوا تفسير الأمر، حتى تقدموا في العمر، وعرفوا أن والدهم فنان معروف ومحبوب، "لما كبرنا عرفنا أنه فنان كبير ومشهور وله إنجازاته على مستوى الفن العربي، ابتدى ده يسعدنا ويدينا ثقة في التعامل مع الناس، شيء جميل ان الواحد يكون من صغره محبوب ومشهور"، وما أن يعرف المدرسون أن ماضي وهالة وفخر الدين ابناء توفيق الدقن، يسارعون في طلب تذاكر لحضور مسرحياته في المسرح القومي، أو مسرح القطاع الخاص، ولأنه لا يحب المجاملات ويراها مدخلًا للنفاق، كان يضطر لشراء التذاكر على حسابه الخاص حتى لا يشعر ابناءه بالحرج.

ماضي نجل الفنان توفيق الدقن

لم يرفض الدقن رغبة نجله في الانضمام لعالم الفن، وتحديدا الموسيقى، كان يعرف أن الفن لا يورث فإما أن يكون نجله موهوبا أو لا، وفي هذا الوقت سيتركه يخوض المشوار بمفرده تقوده موهبته، يضيف "الأسرة التي بها فنان بتبقى فيه بيئة فنية وثقافية للأبناء تدفعهم لو عندهم موهبة ليحلقوا في سماء الفن بثقة"، مشيرا إلى أن والده نصحه باستكمال دراسته في البداية، وبعد حصوله على شهادته الجامعية يدرس الفن، ويأخذ خطواته في هذه المجال دون الاستناد على انه ابن توفيق الدقن، "نصحني بدراسة الفن كنوع من الثقافة، قائلا: لن اتحدث إلى أي منتج، لقيت فرصة أهلا وسهلا لكن أنا لن أتدخل".

خشى الدقن على نجله من عدم استقرار الفن، لذلك كان يحثه على امتلاك وظيفة تؤمن له دخلا يكفيه، "والدي كان موظفا في المسرح القومي، تابع لوزارة الثقافة، عشان لو قعد في بيته ميتقفلش لأن الفن مواسم". امتثل الابن لرغبة والده ودرس في كلية الحقوق، وبعدها حقق حلمه وأصبح مؤلف موسيقي معتمد لدى الإذاعة عام 1981، وبات له مؤلفات في البرنامج الثقافي وشبكة الإذاعات الإقليمية وصوت العرب، بالإضافة لعدد من الأعمال في السينما والتليفزيون.

يعود ماضي للحديث عن ذكرياته مع والده، يتذكر كيف كانا يجلسان سويا للغناء، وخاصة أغاني موسيقار الأجيال محمد عبدالوهاب والمطرب الشعبي محمد عبدالمطلب، والفنان عبدالعزيز محمود والفنان عبدالغني السيد، "جزء من مفردات شخصيته وأدواته كممثل صوته، كان بيربي صوته ويجيد تجويد وترتيل القرآن الكريم بصوت عذب إلى أبعد الحدود، وهذا ما شاهده الجمهور في مسرحية بداية ونهاية، عندما كان يؤدي دور حسن أبو الرووس، نفس الدور الذي جسده الفنان فريد شوقي في السينما".

يشير ماضي إلى حصول والده على عدة تكريمات منها، وسام العلوم والفنون عام 1965 من الرئيس الراحل جمال عبدالناصر، كما تم تكريمه في عيد الفن الأول مع الفنانين "محمود المليجي، فريد شوقي، محمد عبدالوهاب وأم كلثوم"، وكرمه مهرجان القاهرة السينمائي الدولي في دوراته الأولى، ولكنه يشعر بالضيق من غياب الاحتفاء بوالده وهذا الجيل كاملا، فيقول "فيه محاولة لإخفاء جهد هذا الجيل، فيه بعض البرامج لا تستضيف ابناء الناس دي تتكلم عليهم، أو يعملوا فقرات خاصة يعرفوا الناس ان عندهم تراث محترم وفنانين كانوا ملء السمع والبصر، الاهتمام بجيل السبعينات والثمانينات اكثر".

الحلقة الأولى من حوار المستشار ماضي نجل الفنان الراحل توفيق الدقن مع "مصراوي"...

الحلقة الثانية من حوار المستشار ماضي نجل الفنان توفيق الدقن مع "مصراوي"..

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان