إعلان

أمين بوحافة: أتنفس الموسيقى.. وهذه كواليس "ونوس والميزان وجراند أوتيل" (حوار)

04:04 م السبت 02 يوليه 2016

حوار- محمد مهدي ورنا الجميعي:

من تونس، شق المؤلف الموسيقى "أمين بوحافة" طريقه بخطوات واثقة منذ أكثر من 3 سنوات في دنيا الدراما المصرية بأعمال فنية مميزة من بينها "باب الخلق" و"السيدة الأولى" و"طريقي"، ورغم قصر المدة التي ظهر فيها، إلا أن موهبته الجمة وضعته سريعًا بين الكبار، منحته علاقة ودية مع الجمهور المصري والعربي، وصار محط اهتمام صناع المسلسلات لوضع بصمته الخاصة على أعمالهم لتزداد تألقًا..

في هذا العام، بث "بوحافة" بموسيقاه روحًا لأحداث وشخصيات 3 مسلسلات وجدت صدى لدى الجمهور ، "ونوس"، "جراند أوتيل" و" الميزان".. عن تلك الأعمال وسيرته الفنية أجرى "مصراوي" حوارا للتعرف على كواليسها وتفاصيل العمل بها وكيفية إدارته لموهبته ووقته، والشرارة الأولى لتواجده في الدراما المصرية.

شاركت بأعمال هامة هذا العام.. حدثنا عن الخطوات الأولى لهذا التعاون.

أولًا وصلتني الأعمال مبكرًا، تواصلت مع صناع العمل أثناء تحضيرهم للمسلسلات وكتابتها، طرحت كافة الأسئلة حول النقاط التي توقفت عندها، دارت نقاشات كثيرة مع المخرجين لكي أفهم الخطوط الدرامية للعمل والشخصيات، ثم مرحلة البحث عن لون موسيقى لكل مسلسل منهم.

ماذا دار في عقلك عند البدء في تنفيذ دورك بالأعمال الثلاثة؟

كنت مشغولًا بعدم التكرار "مهم معيدش نفسي"، لابد أن أقدم موسيقى مختلف في كل عمل فضلا عن جودة عالية "يعني اللي يشوف الأعمال التلاتة يتشدلها بس ميحسش إنه سمع حاجة متشابهة بينهم".

-وكيف تعاملت مع موسيقى كل عمل منهم؟

في جراند أوتيل، المكان بطلًا رئيسيًا في الأحداث، لذلك وضعت ذلك نصب عيني أثناء تأليف الموسيقى، فضلا عن وضع موسيقى لكل خط درامي على حده بناءً على توجيه المخرج "كل خط درامي يكون عنده موسيقى خاصة، نازلي وعلي مثلًا موسيقى لونها أبيض ناصع".

أما ونوس.. أردت أن أعبر بالموسيقى عن الصراع بين الشيطان المتمثل في شخصية ونوس للفنان الكبير "يحيى الفخراني"، والإنسان في شخصية ياقوت التي يؤديها الفنان "نبيل الحلفاوي".

وفي الميزان، بذلت مجهود كبير للوصول إلى تيمة تعبر عن محاولة الوصول إلى العدالة وكون القانون فوق الجميع.

ماذا بعد تأليف الموسيقى للأعمال الثلاثة؟

ننتقل إلى المرحلة الأخيرة وهي كتابة الموسيقى على الأحداث والمشاهد والخطوط الدرامية للشخصيات، ثم توزيعها وتسجيلها.

ما الفترة الزمنية التي استغرقتها في الانتهاء من الموسيقى التصويرية لكل عمل منهم؟

لنقل إن المدة هي خمسة أشهر منذ قراءة السيناريو ومعرفة الشخصيات والقصة حتى وضع الموسيقى على العمل الدرامي، والتسليم النهائي.

undefined

ما هي أهم الأسئلة التي تضعها بذهنك عند الاجتماع بصناع الأعمال التي تشارك فيها ؟

مهم جدًا معرفة رؤية المُخرج دراميًا، قبل مناقشة الموسيقى، وما هي الخطوط الدرامية، وتخيله للشخصيات، حتى الكادر وألوان التصوير، والأماكن "أنا بحب جدا أروح اللوكيشن"، يُعطيني الكثير من الإلهام، خاصة بعد مشاهدة تفاعل الممثلين مع النص، بعدها يأتي الحديث عن الموسيقى التصويرية ودورها؛ هل ستكون مرتبطة بشخصيات معينة أم أمكنة، أو بخط درامي "فيه موسيقى بعملها على شيء، زي المفتاح في جراند أوتيل، الميزان في الميزان".

هل تواجدك في أعمال عدة خلال موسم واحد أمر شاق؟

بالتأكيد هناك تعب إذا فيه حرص على الجودة، والشكل النهائي للعمل، لكن أشعر بفرحة لا توصف عندما أرى كيف خدمت الموسيقى العمل الدرامي "وتساعد المشاهد يحب المسلسل"، وكانت ردود الأفعال هذا العام مهمة على الثلاثة أعمال "وقتها بنسى كل السهر، وهو دا سحر الفن".

ما العمل الأصعب الذي شاركت فيه هذا العام؟

لا أريد أن تبدو إجابتي تقليدية، لكن بالفعل الأعمال جميعها صعبة بحق، وكان لدي تحدي خاص في كل مسلسل منهم، في الميزان الموسيقى سريعة لا تعتمد على المقدمات لأن الأحداث سريعة، وفي ونوس أردت أن يحب الناس الموسيقى رغم تعبيرها عن الشخصية الشيطانية.. أنا في جراند أوتيل، هناك خطوط درامية كثيرة ومختلفة ومعقدة.

ما هي الأسس التي تختار بها المشاركة في عملا ما؟

أول شيء فريق العمل "المخرج وكاتب السيناريو ومدير التصوير والمونتير"، مؤمن جدًا أن العمل الدرامي وحدة متكاملة، لا يمكن أن تنفصل عن بعضها. أيضًا أحاول اختيار أعمال متنوعة "متبقاش استايل واحد.. ممكن أكشن أو تاريخي أو رومانسي أو كوميدي" هذا اختيار صعب لكني أحب التحدث ومفاجأة نفسي والجمهور.

بدأت كمؤلف موسيقي بمسلسل "باب الخلق"، كيف جاءك العرض؟

البداية كانت مع الأستاذ "عادل أديب"، هو من أعطاني الفرصة وثقة كبيرة، كنت محظوظ جدًا بالعمل معه ومع الممثل محمود عبد العزيز، ثُم تعاونت معهما أيضًا بمسلسل "جبل الحلال"، بعدها عملت مع شركة "بي لينك" في "السيدة الأولى"، وتواصل العمل معها بمسلسلات "طريقي"، "ونوس"، و"جراند أوتيل"، وهي تجربة ثرية جدًا، وهذا هو تسلسل تجربتي بالدراما المصرية.

إلى ماذا يرجع اشتراكك بالمسلسلات المصرية تحديدًا، هل هو حبك لها أم ماذا؟

بالطبع أحب الدراما والسينما المصرية "اتربيت عليها كأي مشاهد بالعالم العربي"، مصر هي المؤثرة دراميًا وسنيمائيًا، كما أنني أحببت موسيقى المسلسلات "حتى كنت بعزفها بالبيانو أو أكتبها"، من أكثر من أحببتهم بالتأليف؛ عمار الشريعي وعمر خيرت و"كل الناس اللي عملت ثورة في الموسيقى التصويرية".

هل تضع جدول زمني لنفسك تنتهي فيه من كل عمل درامي، هل يجب أن تشاهد جزء من العمل أم تعتمد على معرفتك بمضمونه ؟

بالطبع هناك جزء زمني محدد بالساعة واليوم، حتى يكون فيه نظام دقيق في كل عمل درامي أشترك فيه، ومن الضروري أن أرى المشاهد المُتاحة منه، أعتقد أن هناك ثلاث حيوات للعمل أولها حياة الكتابة "لما أقرا النص"، ثُم مرحلة التصوير التي تُخوّل لي "البحث عن نغمة المسلسل الأساسية"، والحياة الثالثة هي المونتاج "اللي بتدي الإيقاع والألوان المستخدمة، وبتخليني ازاي هعبر عنها" وأتمكن من توزيع الآلات الموسيقية والأوركسترا، كما أنني حساس جدًا بصريًا، لذا يجب مشاهدة أجزاء من العمل لأنه يلهمني.

undefined

ما هو روتين يومك حينما تشترك بعمل يحتاج لموسيقاك ؟

التمرين أولًا.. أخصص ساعة أو ساعتين كل يوم للتدرب على البيانو أو الكتابة والقراءة الموسيقية "زي أي رياضي بيتدرب ويحافظ على لياقته عشان عنده بطولة"، قبل أن انهمك في المشروع الذي أعمل به لنحو 14 ساعة في اليوم، ما بين الإلمام بتفاصيل العمل والكتابة ومتابعة الأوركسترا، حتى عمليات المكساج (شريط الصوت للعمل الفني)، أقوم بالإشراف على كافة التفاصيل للخروج بأفضل جودة ممكنة.

تعتبر أصغر الطلاب الذين تخرجوا من الكونسرفتوار، حيث تخرجت بعمر ال12 ثم أكملت دراستك الموسيقية بفرنسا، فما الذي جعلك تدرس الموسيقى؟

الشرارة الأولى مع عالم الموسيقى، منذ طفولتي "كان عندي 3 سنين ونص وبدأت أعزف على البيانو"، والدتي اكتشفت مبكرًا حبي واهتمامي الزائد بالبيانو، وانضممت إلى معهد الموسيقى بتونس في سن السادسة، تعلمت البيانو بشكل احترافي، ونظريات الموسيقى "كان دخولي معهد الموسيقى حاجة طبيعية لأني مكنتش بحب أعمل حاجة غير المزيكا". 

كما تعلمت الموسيقى درست أيضًا هندسة الاتصالات، فكيف تعاملت مع المجالين؟

درست بالمعهد النموذجي بتونس، الذي يضم الطلاب المتفوقين في المواد العلمية، وتخرجت من الثانوية العامة بمجموع جيد "كنت من الـ 30 طالب الأوائل في الجمهورية التونسية"، ودق في عقلي سؤال هام، ما الذي أريد أن أدرسه؟. وكانت إجابتي "الموسيقى" في فرنسا. وكنت سأواجه معارضة للأمر، خاصة بعد حصولي على منحة للدراسة في باريس نتيجة لتفوقي.. فقررت السفر لدراسة الهندسة والموسيقى أيضًا في الوقت ذاته "الهندسة هي اللي فتحت لي المجال".

undefined

بدأت التأليف موسيقى الأفلام بعمر ال 15 ، مع فيلم قصير، كيف حدث ذلك؟

في سن مبكر كنت قد أيقنت مدى حبي للموسيقى وغرامي بالسينما، وكان اكتشاف عظيم معرفتي بالموسيقى التصويري "حسيت إنها جسر بين الموسيقى والسينما"، قلت هذا حلمي أن أعمل في هذا الأمر، حتى جاءتني الفرصة لعمل موسيقى فيلم قصير في سن الـ 15.

ألفت موسيقى فيلم "تمبكتو" الذي رشح للأوسكار، وحصلت من خلاله على جائزة سيزار الفرنسية لأفضل موسيقى أصلية، احك لنا عن شعورك وقتها، وكواليس العمل على موسيقى الفيلم؟

هي نفس الفكرة التي حكيت عنها من قبل، التشبع بالفيلم وخدمة رسالته الكلية بالسلام العالمي، وهو فيلم موضوعه ساخن جدًا بالوقت الحالي، وحين حصلت على الجائزة شعرت بسعادة طفولية، كانت لحظة سحرية تتعدى الفرحة الشخصية، فأنا فخور جدًا بكوني أصغر ملحن يحصل على جائزة سيزار، وأول الملحنين العرب، وتحول هذا الشعور لديّ باعتزاز كبير.

لأي موسيقي لحظات الهام تأتي فجأة مُحملة بموسيقى مدهشة.. هل مررت بتلك اللحظات من قَبل؟

لا يوجد تحضير لتلك اللحظات، كل "التيمات" قُدمت في لحظات إلهام "لما بكون على البيانو أو وقت المشي"، المشي هو من أكثر اللحظات التي تصل لي خلالها أفكار، وأحيانًا تأتي أوقات أثناء التأليف بلا أية فكرة، وهو ما يؤدي إلى "الخوف من الصفحة البيضا" والمسئولية التي يُحملها لك فريق العمل، كذلك أذهب إلى القاعات الفنية والمتاحف، أشاهد لوحات الفن التشكيلي أو الصور، وهو ما يُلهمني أيضًا.

تعاملت مع مطربين مثل لطفي بوشناق، اذكر لنا أعمالك الموسيقية مع المغنيين؟ -

قبل العمل بمجال الدراما، عملت بالأغنية العربية وهي التي فتحت لي بعد ذلك مجال الموسيقى التصويرية، ومما افتخر به الأعمال التي اشتركت فيها مع لطفي بوشناق، الذي أعتبره من أكبر الأصوات العربية، تعاملت أيضًا مع محمد الجبالي من تونس، فاتوما دياورا من أكبر المطربين الافريقيين، أومن أن الموسيقى لغة عالمية، وأحب حالة التنوع التي تُضيفها لي.

من هم المؤلفين الموسيقيين الذي تعتبرهم قدوة لك ؟

من المفضلين لديّ من عملوا كثنائيات بالسينما، مثل المخرج ستيفين سبيلبرج والمؤلف جون ويليامز، بيرنار هرمان والمخرج هتشكوك، كذلك المخرج سيرجيو ليون والمؤلف الموسيقي موريكوني، أو أعمال موريكوني مع المخرج الإيطالي تورناتوري، كما أحب المخرج والكاتب تيم بورتون والملحن داني إلفمان، لكن أعتبر جون ويليامز مثلي الأعلى.

ما أهم ردود الفعل التي قدمت إليك تعبيرًا عن موسيقاك ؟

ردود الفعل جميعا كانت فوق توقعاتي، أشعر بالسعادة عندما يصل فني للناس "الناس بتعبر عن إعجابها وتتفاعل لما تحس بقيمة وصدق الرسالة الفنية اللي اتقدمت لها".

undefined

لكل موسيقي بصمة أو روح خاصة به، فما هي بصمتك؟

أعتقد أن بصمة الفنان تُخلق من تكوينه الموسيقي والبيئة التي نشأ فيها، الكتب التي يفضلها، والأفلام التي تعجبه، والمسرحيات التي يشاهدها، واللوحات التي تؤثر فيه، هو خليط فني متكامل يبعث الروح في بصمة أي مبدع. وفي ظني أن البصمة التي أريد تركها هي الجمع بين الموسيقى السيمفونية الكلاسيكية والموسيقى العربية المُحملة بالمشاعر والصدق والعمق في الوقت نفسه.

هل يمكن لك أن تشارك في أفلام مستقلة بميزانيات ضعيفة، أم تشترط الاشتراك في عمل انتاجه ضخم؟

لا أهتم بالميزانيات بقدر قيمة وأهمية المشروع الفني، لقد عملت في أفلام مستقلة بميزانيات ضعيفة جدًا، بنفس الطاقة التي عملت بها في أعمال ضخمة. ما يعنيني هو الرسالة والخط الدرامي والفريق الذي أعمل معه.

ماذا تعني الموسيقى لـ "أمين بوحافة"؟

الموسيقى هي "النفس اللي بتنفسه"، هي من تعطيني الدافع المعنوي لكل شيء، لا يمكن العيش بدونها "ينفع نعيش من غير أوكسجين؟".

undefined

هل لديك مشاركات جديدة من موسيقاك في أعمال مصرية خلال الفترة القادمة؟

لم ينتهِ العمل بَعد في جراند أوتيل، لازلنا نعمل. وتلقيت عدة عروض جادة لأعمال مصرية "مفيش حاجة أكيدة حتى الآن بس هيكون فيه بالتأكيد أعمال الفترة الجاية".

- ما هي الأحلام التي تريد تحقيقها في عالم الموسيقى؟

أعتقد أن الموسيقى كلها حلم، أتمنى الاستمرار في الحلم دومًا، مازلت في بداية حياتي المهنية، وأحبّ عمل موسيقى كارتونية، وأخرى لفيلم رعب، ورغبتي الكبرى هي الاستمرار في عمل موسيقى للسينما العربية أولًا ثم الأجنبية ثانيًا، وأهم شيء هو مواصلة عمل الفن الذي أحبه بكل صدق.

جاوب واكسب مع فوازير مصراوي , للمشاركة أضغط هنا سارع بخروج زكاة الفطر _ زكاتك هتوصل للمستحقين مصراوي هيساعدك أضغط هنا

فيديو قد يعجبك: