لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

صُناع السينما: لهذه الأسباب نفتقر لأفلام الخيال العلمي

01:39 م الأحد 11 يناير 2015

فيلم سر طاقية الاخفاء

كتبت- هدى الشيمي ومنى الموجي:

رغم أن مصر من أوائل الدول في العالم التي عرفت السينما، واهتمت بهذه الصناعة وأدركت أهميتها وخطورتها في ذات الوقت، وكان نتاج هذا الإدراك عدد ضخم من الأعمال السينمائية الكوميدية والتراجيدية والرومانسية، التي ودون مبالغة لن تُمحى من تاريخ صناعة السينما في العالم، إلا أن هذه البداية القوية، والرصيد الضخم من الأفلام، عجز عن مواكبة أنواع أخرى كأفلام الخيال العلمي...

وعن سبب نُدرة هذه النوعية من الأفلام في السينما المصرية ''مصراوي'' استطلع آراء عدد من صُناع السينما..

تقنيات متقدمة

يقول المؤلف إيهاب ناصر ''اعتقد الأمر يرجع إلى الإنتاج، فأفلام الخيال العلمي وكذلك الأفلام التاريخية تحتاج إلى إنتاج عالي جدا، ولكي نضمن نجاحها يحتاج الأمر لتقنيات متقدمة، وهو ما يقلق المنتجين خوفا من الانفاق على الأفلام دون الحصول على العائد المادي المطلوب''.

وأكد ناصر أن في مصر مؤلفين، قادرين على تقديم أفلام خيال علمي، وكذلك هناك أدب للخيال العلمي في مصر، وكلها أعمال يمكن تحويلها إلى أعمال سينمائية، وفقا لقوله، معتبرا أن فيلم الفنان أحمد مكي ''سينما علي بابا'' في جزءه الخاص بالفضاء، قد يُصنف كفيلم خيال علمي، ولكنه أقرب في تصنيفه لنوعية الأفلام الكوميدية الساركيزم.

ويفرق ناصر بين أفلام الخيال العلمي وأفلام الفانتازيا، موضحا أن افلام الخيال العلمي هي تلك التي لها علاقة بالفضاء، أو الكائنات الغريبة، أو فيروس ينتشر ويغير شكل الناس بصورة ما، لافتا إلى أن الجمهور لديه استعداد، لتقبل مثل هذه النوعية من الأفلام .

ورفض ناصر تصنيف فيلمه ''خطة جيمي'' على أنه خيال علمي، مؤكدا أن الفيلم رومانسي وكوميدي لايت.

الإنتاج المستقل هو الحل

أرجع المؤلف الليبي أنيس بوجواري، عدم وجود أفلام خيال علمي مصرية إلى عدة أسباب، أولها المقارنة بين الأفلام المصرية والأفلام الغربية، مشيرا إلى دخول الجمهور للفيلم المصري، من أجل السخرية، والعثور على السلبيات قبل الايجابيات، والمميزات.

وأشار بوجواري إلى وجود عدد من أفلام الخيال العلمي الموجودة والمكتوبة، ولكنها على حد قوله ''في الدرج''، ترفض شركات الانتاج المجازفة والقيام بانتاجها وتنفيذها على أرض الواقع.

وطرح مثالا، وهو ''ألف ليلة وليلة'' والذي كان في البداية عمل سينمائي، تم تحويله إلى مسلسل، ولكن التجربة لم تكتمل، بسبب المشاكل الإنتاجية.

وقال الكاتب الليبي إن أعمال الخيال العلمي إن تم تنفيذها يكون بطريقة سطحية جدا، على الرغم من وجود سيناريو جيد، وخير دليل على ذلك فيلم ''سيما على بابا''.

ورأى بوجواري أن الحل الأمثل لتلك المشكلة هو ''الإنتاج المستقل''، فعندما يقوم مجموعة من الممثلين والمصوريين وغيرهم من صنّاع السينما، بعمل فيلم خيال علمي ''مظبوط''، ستتحمس شركات الإنتاج لعمل المزيد من تلك الأفلام.

ثقافة أفلام الرعب

وبرر السيناريست محمد علام عدم وجود أفلام خيال علمي بقلة الإمكانيات، مقارنة بالسينما الغربية.

ويقول علام ''عندنا في مصر كتّاب مهرة وخيالهم خصب، لكن لا يوجد امكانيات، ففي أوروبا وأمريكا، يوجد امكانيات وأجهزة عظيمة جدا، ولكن الاجهزة التي نستخدمها في مصر عفا عليها الزمن''، مشيرا إلى الفروق الموجودة في الكاميرات، وفي المساحات التي تستخدم فيها تقنية ''الكروما''، والإمكانيات الانتاجية، التي تبعد المنتجين عن هذه النوعية من الأفلام، التي تبلغ تكلفة أبسطها لأربعين مليون جنيه.

وبجانب الإمكانيات، يؤكد علام على أن المجتمع المصري لا توجد به ثقافة أفلام الخيال العلمي، فلا يستطيعون تقبل أفلام تدور في هذه المنطقة، مشيرا إلى أن ذلك قد يحدث بالتدريج، بعرض أفلام تحمل لمحة بسيطة من الخيال العلمي أو الفانتازيا، ثم يتم تكبير تلك اللمحة لتتحول إلى فيلم سينمائي كامل حول الخيال العلمي.

التقنيات والمادة

واتفق رأي المخرج والسينارست أمير رمسيس مع علام وبوجواري، حيث أشار إلى أن طريقة الانتاج في مصر لا تسمح بظهور هذه النوعية من الأفلام، بالإضافة إلى غياب الامكانيات التي تساعد على خروج الفيلم بالطريقة البصرية المناسبة، معتبرا أن الفيلم الوحيد الذي استطاع الاقتراب من هذه النوعية فيلم ''سيما على بابا''.

وأضاف رمسيس ''الجزء الأكبر من ميزانية الأفلام يذهب إلى الممثل، فإذا تم إنتاج فيلم ميزانيته عشرة مليون جنيه، تكون ثمانية ملايين لصالح الممثل، وهو ما يؤثر على الاهتمام بعناصر الفيلم الأخرى''.

وختم حديثه إلى ''مصراوي'' مؤكدا أن مصري تحوي امكانيات تقنية تساعد على خروج أفلام جيدة، ولكنها تحتاج لامكانيات مادية.

المنافسة الأجنبية

لم يتفق المنتج محسن علم الدين مع الآراء السابقة، مؤكدا أن السبب في نُدرة أفلام الخيال العلمي في السينما المصرية، تعود إلى فقر خيال المؤلفين، وعدم وجود نصوص تصلح لتقديمها سينمائيا.

وأضاف محسن ''لا توجد إمكانيات لتنفيذ مثل هذه الأفلام، إلى جانب المنافسة الأجنبية، والتي تتمتع بإنتاج ضخم وإمكانيات وتقنية عالية، الأمر الذي سيجعل الجمهور لن يُقبل على الأفلام المصرية، مثل إقباله على نظيرتها الأجنبية''.

ورفض محسن فكرة أن يكون العائق في وجودها هو اعتقاد البعض أن مثل هذه الأفلام وما تتناوله من أفكار، يمثل تضاد مع الدين.

 

لمتابعة أهم وأحدث الأخبار اشترك الآن في خدمة مصراوي للرسائل القصيرة للاشتراك ...اضغط هنا

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان