إعلان

نور الشريف..فنان لا ينطفئ بريقه (بروفايل)

06:34 ص الأربعاء 11 مارس 2015

كتبت- منى الموجي:

بجسد نحيل، ووجه شاحب، ودموع تتساقط، وصوت تحشرج، استقبل تكريمه في مهرجان الإسكندرية، واستعاد ذكريات أعوام طوال مضت ما بين الحلو والمر، ومع سماعه لصوت التقاء الكفوف لتنهال بالتصفيق، وتتعالى الأصوات معبرة عن حب صادق، يتأكد أن اختياره لأن يصبح الفن حياته كان اختيارا صحيحا، ليمنحنا بحضوره الدائم الذي لا ينطفئ نوره ألوانا من البهجة والسعادة، من الفن والإبداع، من الفكر والتحضر، ويسطر حروف اسمه بالنور هو الرائع نور الشريف.

لحظة بكاء نور الشريف في ندوة تكريمه بمهرجان الإسكندرية



وأيا كان من اختار له اسم نور الشريف فهو شخص أيقن أن محمد جابر سيصبح شهاب لامع في سماء الفن، ويشع بريق اسمه نورا يضئ وجهات دور العرض، لذلك أصبح نور الشريف اسما على مسمى، وبات نجم جيل ضم عمالقة الفن، واستاذ أجيال جاءت بعده وسيستمر أستاذا لأجيال مُقبلة تنهل من بحره الذي لا يندب، فجراب نور يحوي من الأدوار والأعمال ما يحتاج سنوات لدراستها، حيث استطاع أن يخلق بمفرداته وأدواته شخوص من لحم ودم، جسدها ببراعة وباتت كل منها لا تشبه الأخرى، وجميعها لا تشبه نور.

السيدة زينب

نشأ نور في حي السيدة زينب، يحيط ببيته خمس سينمات منها ايزيس والهلال، ومن خلالهم تكون وجدانه الفني حسب تعبيره، التحق في طفولته بفريق الأشبال في نادي الزمالك، لكن سحر التمثيل جعله يتخذ قرار بالابتعاد عن الساحرة المستديرة، ليلتحق بالمعهد العالي للفنون المسرحية ويتخرج فيه عام 1967 وهو أول دفعته.

جاءت بدايته الفنية أثناء اشتراكه في فريق التمثيل بمدرسة الإبراهيمية، ومنها اختاره المخرج سعد أردش لأداء دور صغير يقول من خلاله جملة واحدة فقط في مسرحية "الشوارع الخلفية"، وتقاضى 50 قرش في كل بروفة، وجنيه في كل ليلة عرض.

لحق بقرار التحاقه بالمعهد، قرار أخر من أعمامه ممن فشلوا في إثناءه عن طريق الفن، فمنعوا عنه المصروف، ومع استشعار أردش أن نور سيكون ذو مستقبل فني واعد، قرر تعيينه كممثل في المسرح العسكري، وكان وقتها مديرا له، ومنحه راتب شهري 15 جنيه.

مؤسسة

يؤمن نور بأن الفنان مؤسسة في حد ذاته، حزب مستقل، قلم يتحرك على قدميه، باحث دائم عن الحقيقة وناقد لسلبيات الحياة، ربما كان اقتناعه بأن هذا هو دور الفنان، هو السبب الذي جعله يُقدم على خطوة الإنتاج فيقدم للسينما العربية باقة من أجمل الأفلام من بينها "زمن حاتم زهران، اخر الرجال المحترمين، دائرة الانتقام، ضربة شمس، ناجي العلي"، والمتابع لهذه الأعمال سيجدها ترسم أمامه الطريق الذي اختار نور السير فيه.

لنور عدد من الأفلام التجارية، ربما دفعه لقبولها حماس الشباب، والرغبة في الانتشار والتواجد، أو طبيعة المرحلة التي كانت تمر بها السينما المصرية آنذاك، ففي البدايات تغيب البدائل عن الفنان.

حدوته مصرية

لنور رصيد ضخم من الأعمال الفنية، تجاوز عدد أفلامه الـ 170 فيلم، من بينها "حبيبي دائما"، "الصرخة"، "الكرنك"، "ضربة شمس"، "أهل القمة"، "العار"، "الحقونا"، "حدوته مصرية"، "المصير"، "كتيبة الإعدام"، "ليلة ساخنة"، "زمن حاتم زهران"، "قاهر الزمن"، "البحث عن سيد مرزوق"، وعاد للسينما مؤخرا بعد فترة غياب من خلال فيلم "بتوقيت القاهرة".

بينما قدم ما يزيد عن الـ 20 مسلسل، من أشهرها "عائلة الحاج متولي"، "لن أعيش في جلباب أبي"، "الدالي"، "مارد الجبل"، "عمر بن عبدالعزيز"، "هارون الرشيد"، "الحرافيش"، "حضرة المتهم أبي"، "الرحايا- حجر القلوب"، وكان أخر أعماله في الدراما التليفزيونية دوره في مسلسل "خلف الله".

لا يؤلمه في مشواره الذي اقترب من النصف قرن سوى عدم توثيق جل أعماله المسرحية، وهذا ليس حال نور وحده بل حال المسرح في مصر وعالمنا العربي، حيث يغيب الاهتمام بتاريخ المسرح فضاع تراث مسرحي عظيم في ظل عدم توثيقه.

أهم المحطات

وفي حوار له رأى نور أن أهم محطاته السينمائية تتمثل في "أرزاق يا دنيا، الأخوة الأعداء، العار، حدوته مصرية، حبيبي دائما، جري الوحوش، وسواق الأتوبيس"، وبالنسبة للتليفزيون فيعتبر أن "مارد الجبل، لسه بحلم بيوم، عمر بن عبدالعزيز، هارون الرشيد، الثعلب، الرجل الآخر"، من أهم الأعمال التي قدمها.

فيديو قد يعجبك: