سامي العدل.. "حمامة السلام" - (بروفايل)

كتب - محمد صالح

 برحيل الفنان سامي العدل، لم نخسر فقط واحدا من أبرز فنانين مصر في الثلاث عقود الأخيرة، بل أن الأمر يتعدى ذلك بكثير، حيث يعد العدل واحداً من أهم فناني الأدوار الثانية الذين تركوا علامات مميزة في تاريخ السينما والدراما المصرية.

ولم يكن سامي العدل مجرد فنانا كبيرا أثرى الفن المصري بالعديد من الأعمال التي نحفظها عن ظهر قلب، ولكنه واحدا من الذين اكتشفوا العديد من النجوم وقدموهم للسينما المصرية، عن طريق شركته الإنتاجية.

كما عُرف الراحل الكبير بدور "حمامة السلام" داخل الوسط، وكثيرا ما تدخل لحل خلافات بين صناع المهنة من زملاءه، بل أن الأمر تعدى الوسط الفني أحيانا، ليمارس الدور ذاته في الوسط الرياضي، وتحديدا مع نادي الزمالك الذي يعشقه كثيرا، والذي له فضل كبير في جلب الكثير من نجومه على مدار سنوات عديدة.

ويعتبر سامي العدل من الحالات الفريدة في السينما المصرية، فالفنان الراحل كان يستطيع بسهولة أن يظهر بطلا لأفلام سينمائية كثيرة عن طريق شركته الإنتاجية، ولكنه لم يفعل ذلك، وكأنه لإنه يعلم جيدا أن البطولة والنجومية لا علاقة لها بترتيب الأسماء على التترات، بل أن الأمر يختلف عن ذلك كثيرا.

وقدم سامي العدل عن طريق شركته "العدل جروب" الكثير من الأسماء اللامعة الذين يصفهم الجميع حاليا بالأبطال، وظل لأكثر من 20 عاما يعمل معهم في أدوار جانبية، فخورا هم، سعيدا بما وصله إليه من نجومية، وآملا أن يظل يخدم الفن المصري طالما الدماءء تسير في عروقه.

الفنان الراحل الذي وُلد عام 1946 ويحمل اسم "سامي توفيق محمد العدل" بالكامل، كان يعلم من طفولته أنه مكانه موجودا في مجال الفن، وأنه لن يستطيع أن يكون شيئا آخرا بعيدا عن الفن، لذلك حرص على الدراسة في المعهد العالي للفنون المسرحية، قبلة الانطلاقة الحقيقية.

وبدأ سامي مشواره في عام 1972 مع الفنان الراحل فريد شوقي من خلال فيلم "كلمة شرف"، قبل أن يقدم العديد من الأعمال الهامة بأدوار ثانوية، وكان أبرزها مسلسل "السمان والخريف".

وشهد عام 1987 بداية سامي العدل في مجال الإنتاج، عن طريق الشركة التي أسسها، والتي حملت اسم "العدل فيلم"، وقدم من خلالها في نفس العام فيلم "حق امرأة"، لتتوالى أفلام الشركة ومن أشهرها "امراة للأسف"، "حرب الفراولة"، و"مجانينو".

وللفنان الراحل الكثير من الأعمال السينمائية التي يحفظها الجمهور جيدا، أبرزها "شورت وفانلة وكاب"، "جالا جالا"، "رشة جريئة"، "العاصفة"، "شباب على الهوا"، "اللي بالي بالك"، "عوكل"، "فرحان ملازم آدم"، "وأريد خلعا".

كما قدم سامي العدل الكثير من الأعمال التليفزيونية، أبرزها "محمود المصري"، "ريا وسكينة"، "كلمة حق"، "قضية رأي عام"، و"الداعية".

آخر أعمال الفنان الراحل كان مسلسل "حارة اليهود"، الذي لم يستطع استكماله بسبب مرضه الذي أقبعه بالمستشفى حتى وفاته، ليضطر مخرج المسلسل لحذف مشاهده والاكتفاء بالمشاهد التي صورها، دون أن يعلم أحد أنها مشاهده الأخيرة على الإطلاق.

وكان الفنان سامي العدل قد انتقل إلى جوار ربه في الساعات الأولى من صباح اليوم الجمعة عن 68 عاما بعد صراع شديد مع المرض.