هل السيارات ذاتية القيادة يجب أن تتحلى بـ"الأخلاق" قبل السير بالشوارع؟
(د ب ا):
أثناء سير السيارة قد تظهر عقبة مفاجأة أمامها، ويكون على السيارة الانحراف يمينا أو يسارا لتفادي الاصطدام بها، لكن على يسار السيارة توجد سيدة تدفع أمامها عربة طفل رضيع، وعلى يمين السيارة يسير رجل مسن، في هذه الحال يجب أن يكون هناك شخص ما أو شيء ما يتخذ قرارا إما الضغط على المكابح فورا أو الانحراف بالسيارة يمينا أو يسارا لتفادي التصادم مع إمكانية موت أحد المشاة نتيجة انحراف السيارة.
هذه معضلة أخلاقية نظرية تجريبية قديمة، لكنها الآن أصبحت وبصورة متزايدة موضوعا عمليا يجب على شركات منتجي السيارات ذاتية القيادة اتخاذ قرار بشأنها.
يفضل مسئولو صناعة السيارات الحديثة هذا النوع من السيناريوهات، التي تطرح سؤالا حساسا: ما هو القرار الذي يمكن لسيارة يقودها جهاز كمبيوتر اتخاذه وما هي القرارات لا يجب اتخاذها؟
يسعى السياسيون في ألمانيا في إلى وضع قواعد أخلاقية لهذا الموضوع في ظل تزايد اهتمام شركات السيارات الكبرى نحو تطوير سيارات ذاتية القيادة التي تعمل بدون سائق.
اقرأ أيضًا:
مايا دياب تكشف عن عدد السيارات التي تمتلكها.. فيديو
ستروين تعلن سعر سيارتها C3 الجديدة.. صور
وفي النهاية، فإنه لا توجد إجابات سهلة لهذه المعضلة، وهذا سيتضح خلال أول اجتماع للجنة خبراء أمر وزير النقل الألماني ألكسندر دوبرندت بتشكيلها لمناقشة الموضوع.
ومن الأسئلة الرئيسية التي سيتم طرحها، مدى قبول المجتمع فعليا للسيارات ذاتية القيادة، بحسب أودو دي فابيو القاضي السابق بالمحكمة الدستورية الألمانية والذي يرأس هذه اللجنة، كما سيكون على اللجنة تحديد إلى أي مدى سيتم الإبقاء على احتمالات تدخل الإنسان للسيطرة على السيارة ذاتية القيادة.
وقد حدد الوزير مبدأين رئيسيين للخبراء وممثلي الاتحادات والجمعيات المشاركين في اللجنة وهي أن الحفاظ على البشر مقدم على الحفاظ على الممتلكات في حالة حوادث السيارات، وانه لا يوجد "تصنيف" للبشر بحسب السن أو النوع بالنسبة لحقهم في الحفاظ على حياتهم من الحوادث.
وتعمل الحكومة الألمانية حاليا على وضع إطار تشريعي للسيارات ذاتية القيادة والتي ستسمح للسائقين بعدم الالتزام بإمساك عجلة القيادة والانتباه للطريق طوال الوقت، بحيث يمكنهم قراءة صحيفة أو كتابة رسالة بريد إلكتروني أو مشاهدة فيلم أثناء سير السيارة.
ورغم ذلك يجب أن يظل السائقين منتبهين ومستعدين للتدخل في حالة طلب نظام القيادة الذاتية أو تطلب ذلك التدخل. كما يجب تحديد حدود المسئولية عن الحوادث والأضرار الناجمة بوضوح مع تزايد قدرة السيارة على التحكم في نفسها ذاتيا.
ويتوقع دي فابيو ظهور معضلات أخلاقية كبرى مع نزول السيارات ذاتية القيادة إلى الشوارع ومنها، ما هي الأولوية الأخلاقية التي يجب برمجتها في كمبيوتر قيادة السيارة "إذا كان عليك الاختيار بين أنواع مختلفة من حوادث التصادم؟"
وكما أوضح المحامي الدستوري دي فابيو فإن بعض الجدل كان يعتبر المبدأ الأساسي للكرامة الإنسانية هو ببساطة أمر "غريب".
وأضاف أنه تم طرح أسئلة من نوعية " إذا كانت السيارة ذاتية القيادة ستختار بين صدم شخص مشرد أو صدم شخص آخر يسير في الشارع، فهل سيتم تقييم البشر حسب وضعهم الاجتماعي؟، أنا لا اعتقد أن لجنة الأخلاقيات ستكون قادرة على مناقشة هذا الأمر".
وكانت المحكمة الدستورية الألمانية قد واجهت موقفا مشابها في بداية العام الحالي عندما ناقشت احتمال إسقاط طائرة ركاب في الجو إذا كان قد اختطفها إرهابيون لتنفيذ هجوم إرهابي بها. وانتهت المحكمة إلى القول إنه لا يجب المفاضلة بين حياة شخص وحياة شخص آخر عند اتخاذ أي قرار.
كما ألزمت شركات صناعة السيارات نفسها ببحث المواقف المميتة المحتملة.
يقول توماس فيبر عضو مجلس إدارة شركة دايملر الألمانية لصناعة السيارات إن "المعضلة ستأتي .. ولذلك من الأفضل طرح هذه الأسئلة في أقرب وقت ممكن".
وعندما يتعلق الأمر بالسؤال عمن سيتخذ القرار عندما يتعلق الأمر بالمفاضلة بين تصادمات حتمية ستؤدي إلى وفاة محتملة، فإن الشركات تعرب عن أراء متباينة، والنقطة الوحيدة المتفق عليها هو أن أنظمة القيادة الذاتية يمكن أن تكون فعلا قادرة على تفادي الحوادث.
فيديو قد يعجبك: