تقرير.. "قطار الخليج" يربط أواصل المحبة وينطلق في 2018

إعداد - أيمن صبري:

خطوة جديدة نحو ربط أواصل المحبة والأخوة والتعاون الاقتصادي، اتخذتها الدول الأعضاء بمجلس التعاون الخليجي، وتمثلت في مشروع قطار الخليج الذي سيربط الدول الأعضاء ببعضها، وسيخدم المنطقة بكاملها لإضفاء مزيد من الشراكة في مناحي الحياة المختلفة.

وكانت دول مجلس التعاون الخليجي قد بدأت في تنفيذ المراحل الأولية من المشروع العملاق المنتظر، ذلك بعدما أقرت في ديسمبر من عام 2015 كراسة المواصفات الفنية الشاملة لتنفيذ المشروع لمرحلة إعداد التصاميم الهندسية التفصيلية.

ويمثل المشروع فرصة مواتية لإنعاش الاقتصاد في كل دول الخليج، حيث يقدر المسئولين في مجلس التعاون حجم الاستثمارات ما قيمته 250 مليار دولار من التبادل التجاري وذلك فقط في السنوات العشر الأولى من التشغيل.

واتفقت الدول الأعضاء أن يتم تشغيل القطار في مرحلته الأولى لنقل البضائع فقط، على أن يتم في مراحل أخرى لاحقة تشغيل قطارات لنقل الركاب، ليصبح بعد ذلك قادرًا على تسيير رحلات نقل بضائع وركاب في آن واحد.

ويرى الخبراء أن هذا المشروع سيكون بمثابة بوابة عملاقة لتوفير فرص عمل تقدر بالآلاف، سواء بشكل مباشر بالعمل في قطاع النقل الذي سيرسيه "قطار الخليج"، أو بشكل غير مباشر من خلال رفع معدل التبادل التجاري وزيادة الحصص الإنتاجية من المواد المصدرة والمستوردة.

وتعتبر كل من المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة هما الدولتين المبادرتين بإرساء دعائم هذا المشروع، فيما لحقت بهما باقي الدول الخليجية، وذلك من أجل دفع ركب التطور الخليجي والتعاون المشترك.

وفي تصريح سابق لجريدة "الرياض" السعودية قال المهندس محمد بن خالد السويكت الرئيس العام للخطوط الحديدية إن قرار قادة دول مجلس التعاون الخليجي بإنشاء خط حديدي يربط دول المجلس هو قرار استراتيجي سيساهم في تعزيز العلاقات، كما سيساهم في رفع وتطوير التبادل التجاري بين دول الخليج.

وأكد السويكت أن طول مشروع قطار دول مجلس التعاون يبلغ نحو 2177 كيلومتراً، ويربط مسقط جنوبا بالكويت شمالا، مرورا بالإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية وبقطر من جهة مركز سلوى الحدودي السعودي وبالبحرين محاذيا للجسر السعودي البحريني الجديد، والذي يبدأ من شاطىء نصف القمر.

أما الإمارات فقد استكملت إنشاء أجزاء من مشاريع سكك حديد وطنية، وستبدأ في إنشاء مشروع سكك حديد دول المجلس، في حين وقّعت كل من دولة قطر وعمان عقوداً استشارية لإعداد التصاميم الهندسية لمشروع سكك حديد دول المجلس، ومشاريع سكك حديد وطنية فيها، وكذلك عقوداً استشارية لإدارة المشروع.

وعن بدء العمل الفعلي للمشروع، فقد أكد عبد اللطيف بن راشد الزياني رئيس مجلس التعاون الخليجي أن تدشين العمل بالمرحلة الأولى من "قطار الخليج" سيكون في منتصف عام 2018، على أن يتم تدشين المراحل الأخرى تباعًا.

ويرى خبراء الاقتصاد ورجال المال، أن قطار الخليج سيكون له دور كبير في مرحلة ما بعد النفط الخليجي، وهي الحقبة الزمنية التي بدأ عدد من دول المنطقة لا سيما المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة التحضير الفعلي لها.