ماذا لو كان النبي معك في متجرك أو السوق؟!
بقلم – هاني ضوَّه :
من منا لم يتعرض للغش عند شراءه لسلعة ما؟! .. من منا لم يتعرض لجشع تاجر لا يخشى الله أو احتكاره لسلعة أو انتقاصه من الميزان؟! .. وعندما تعاتبه يتحجج ويتهرب، فقد غفلوا عن الأخلاق والتحذيرات النبوية الشريفة من غش الناس وخداعهم، ولعلهم لم يستحضروا النبي صلى الله عليه وآله وسيرته الحسنة في البيع والتجارة.
فإذا تعرضت لكل هذا اسأل التاجر: ماذا لو كان النبي صلى الله عليه وآله وسلم معك في متجرك أو في السوق؟! .. ماذا كنت ستفعل؟! .. واقصص عليه مواقف النبي صلى الله عليه وآله وسلم مع التجار في الأسواق .. فتعال لنتعرف عليها.
عمل النبي صلى الله عليه وآله وسلم ضمن ما عمل في التجارة قبل بعثته صلوات ربي وسلامه عليه وعلى آله مع عمه أبي طالب، ثم عمل في تجارة أم المؤمنين السيدة خديجة رضي الله عنها فكان يسافر في رحالات تجارية إلى الشام ويرتاد الأسواق فأصبح لديه من الخبرة والفطنة ما يعرف به الصالح من الطالح.
وخرج النبي صلى الله عليه وآله وسلم مرة إلى المصلى فرأى الناس يتبايعون فقال: "يا معشر التجار"، فاستجابوا لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ورفعوا أعناقهم وأبصارهم إليه، فقال: "إن التجار يبعثون يوم القيامة فجارًا إلا من اتقى الله وبر وصدق".
وفي ذلك تحذير شديد للتجار الذي لا يتقون الله في بيعهم وشراءهم ويكذب على الناس في مواصفات السلع وجودتها وأسعارها.
كما اعتبر النبي صلى الله عليه وآله وسلم من يغش في مواصفات السلع وجودتها بأنه ليس منه، كأن يعرض سلعته ويزينها ويخفي عيوبها عن المشتري فينخدع فيها، فمرَّ النبي صلى الله عليه وآله وسلم على صبرة طعام فأدخل يده فيها، فنالت أصابعه بللًا فقال للبائع: "ما هذا يا صاحب الطعام؟، قال الرجل أصابته السماء يا رسول الله، قال: "أفلا جعلته فوق الطعام كي يراه الناس، من غش فليس مني".
وقال عليه الصلاة والسلام وعلى آله: "لا يحلّ لامرئ مسلم يبيع سلعة يعلَم أن بها داء إلا أخبر به". وحينها يكون المشتري مخير في شراءها أو تركها.
وعن الذين يسرقون في الوزن جاء التحذير والوعيد الشديد من رب العالمين، يقول تعالى: {وَيْلٌ لِلْمُطَفِّفِينَ * الَّذِينَ إِذَا اكْتَالُوا عَلَى النَّاسِ يَسْتَوْفـُونَ * وَإِذَا كَـالُوهُمْ أَوْ وَزَنُوهُمْ يُخْسـِرُونَ * أَلا يَظُـنُّ أُولَئِـكَ أَنَّهُمْ مَبْعُوثُونَ * لِيَوْمٍ عَظِيمٍ}.
وقد مدح الحبيب صلى الله عليه وآله وسلم التاجر الذي يقبل من المشتري ارجاع السلعة التي ابتاعها منه إذا وجدها لا تناسبه أو ندم على شراءها، فقال صلى الله عليه وآله وسلم: "من أقال أخاه المسلم صفقةً كرهها , أقال اللَّه عثرته يوم القيامة"، وإقالة المسلم تعني يوافق البائع أن يرجع المشتري في البيع إذا ندم على شراء السلعة أو وجد أنها غير مناسبة.
فعليك أيها التاجر أن تتخلق بتلك الأخلاق النبوية في البيع والشراء، وأن تستحضر وجود الحبيب المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم معك في متجرك أو في السوق، وحينها اسأل نفسك ماذا ستفعل؟!، وفي ذلك رادعًا لك عن كل ذنب إن أخلصت.
للتواصل مع الكاتب ومتابعته:
https://www.facebook.com/Dawaea
موضوعات متعلقة:
فيديو قد يعجبك: