يوميات شاب مسلم: يوم مات صديقى
بقلم - أحمد حمدى :
كان اليوم طبيعيا جدا، الكل غارق فى مشاغله حتى جاء خبر موت صديق. جاء الخبر صادما، فصديقنا الشاب مات فجأة دون علة أو مرض، لم تصدمه سيارة ولم يصب فى حادث، فقد مات فى بيته فجأة.
مات ليوقذنا مما نحن فيه.. لم أدرك بان للموت هذه القدرة على الغسل الروحى والقلبى، جاء خبر موته فلا أدرى أأبكى عليه أم أبكى على نفسى التى أسرفت. نعم بكيت على ضعفى وذلى وقلة حيلتى. أبكى لانه لا حول لى ولا قوة، فأنا لا أملك من أمرى إلا الدعاء بالنجاة. صدق سيدنا على أبن أبى طالب حين قال "الناس نيام فإذا ماتوا أنتبهوا" وأضيف قائلا "وأنتبه من حولهم". يرينا الموت بان الحياة حقا لا تساوى شىء فهى تنتهى فجاءة، الموت حقا كالمرءاة نرى فى مشهد موتنا ملخصا لحياتنا.
تعلمت من قصة صديقى هذا كيف للموت أن يكون جميلا، جميلا للحد الذى يدفعك للبكاء، فصلاة الصالحين ووقوف الالاف للصلاة على أحدهم والترحم عليه، مشهد جميل. مشهد دفع الكثير للدعاء بأن يحظوا بموت كهذا يجتمع فيه هذا الحشد من أهل الخير. لماذا نحصر الموت فى هذه الخانة الضيقة التى يعتريها الحزن، لماذا لا نتذكر قول الله تعالى {فرحين بما أتاهم ربهم} أو قوله {إن للمتقين مفازا * حدائق و أعنابا} أو {وهم من فزع يوم أذ أمنون} أو {أصحاب الجنة اليوم فى شغل فاكهون}.
لماذا لا نتذكرحديث رسول الله بان السموات تفتح لروح العبد الصالح ويستقبله أهل كل سماء، لماذا لا نتذكر بأن العبد يرى مقعده من الجنة فى قبره ويدعو الله ليقيم الساعة. والله لا يحب البكاء على من قضى حياته فى طاعة الله، على من قضى حياته فى قضاء حوائج المسلمين، فى من نشر العلم، فى من سعى إلى إعمار الارض. ولا يسعنى إلا أن أذكر قول سيدنا بلال حين تبسم لحظة موته وقال "غدا القى الاحبه محمدا و صحبه"....اللهم أوعدنا هذا اللقاء وأجعلنا رفقاء النبى فى الجنة.
لحظات كهذه تدفعك للسؤال عن حياتك وكيف تحياها ولماذا؟ وقد صدق رسول الله حين قال "كفى بالموت واعظا"، ففى مشهد الموت الذى لا يستمر إلا لساعات عظات وعبر يتغير لها ويتعظ بها الكثير. فالموت يذكر المرء بأخرته وأن مأله إلى حفره وأن مصيره إلى جنة عرضها السموات والارض أو إلى نار فيها مقامع من حديد.
وختاما، فلا نملك من أمرنا إلا الدعاء... اللهم أحينا على خير، وأمتنا على خير، اللهم أطل أعمارنا وأحسن أعمالنا، اللهم أستخدمنا ولا تستبدلنا. اللهم أهدنا الصراط المستقيم، صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين، أمين.
موضوعات ذات صلة:
- يوميات شاب مسلم.. (الحلقة الأولى: الفرح)
- يوميات شاب مسلم.. (الحلقة الثانية: سنة اولى جواز)
- يوميات شاب مسلم.. (الحلقة الثالثة: جارى ساكن قصادى)
- يوميات شاب مسلم.. (الحلقة الرابعة: شخص سبنى)
- يوميات شاب مسلم.. (الحلقة الخامسة: السير عكس الاتجاه)
- يوميات شاب مسلم: (الحلقة السادسة: مش غلطان)
- يوميات شاب مسلم: (الحلقة السابعة: جدك الشاب)
- يوميات شاب مسلم: (الحلقة الثامنة: ولكنكم تستعجلون)
- يوميات شاب مسلم: (الحلقة التاسعة: "اليست نفسا")
فيديو قد يعجبك: