إعلان

من مداخل الشيطان للإنسان .. الشهوات

02:09 م الثلاثاء 08 ديسمبر 2015

من مداخل الشيطان للإنسان .. الشهوات

بقلم – هاني ضوَّه :

نائب مستشار مفتي الجمهورية

يبحث الشيطان دائمًا عن عند قيامه بإغواء الإنسان عن كل ما يثير اهتمامه ويوافق هوائه، حتى تكون مهمة وسوسته وسيطرته على الإنسان سهلة، لذا فمن أعظم مداخل الشيطان لبني آدم الشهوات التي يستغلها فيحركها في داخله ويوقعه في الكبائر والآثام.

وشهوات الإنسان كثيرة ومتنوعة، وكل منها إذا ما ابتعها الإنسان في غير ما أحل الله وقع في المهالك، وخاصة شهوات الجسد ومنها شهوة البطن، وشهوة الفرج، وكذلك الشهوات النفسية ومنها شهوة حب المال، وشهوة حب السلطة، وغيرهما. وعن ذلك قال الله سبحانه وتعالى: {زُينَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنَ النِّسَاء وَالْبَنِينَ وَالْقَنَاطِيرِ الْمُقَنطَرَةِ مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ وَالْخَيْلِ الْمُسَوَّمَةِ وَالأَنْعَامِ وَالْحَرْثِ ذَلِكَ مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا}.

وقد قال بعض العلماء والصالحين: "إن الله سبحانه وتعالى ركب الملائكة من عقل بلا شهوة، وركب البهائم من شهوة بلا عقل، وركب ابن آدم من كليهما، فمن غلب عقله على شهوته فهو خير من الملائكة، ومن غلبت شهوته على عقله فهو شر من البهائم". 

وقد عرفنا النبي صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله حدود تلك الشهوات وكيف ننظمها ونتعامل معها بما يرضي الله عز وجل، حتى لا تكون شهواتنا سبيلًا يدخل منه الشيطان إلينا فيوقعنا في طريق الغواية.

فعن شهوة الفرج مدح الله سبحانه وتعالى من يسدون هذا المدخل على الشيطان فقال: {قد أفلح المؤمنون}، وعد من بينهم {والذين هم لفروجهم حافظون إلا على أزواجهم أو ما ملكت أيمانهم فإنهم غير ملومين}.

كما أوصانا الحبيب المحبوب صلى الله عليه وآله وسلم فقال: "اضمن لي ما بين لحييك وما بين فخذيك أضمن لك الجنة"، وقال كذلك: "من استطاع منكم الباءه فليتزوج، فإم لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء". وحثنا كذلك على مساعدة من يطلب الاستعفاف ليحفظ فرجه فقال: "إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه، إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد كبير"، وحذر من أن يختلي رجل بامرأة فإن الشيطان يكون ثالثهما. 

وعن شهوة البطن حذرنا الرسول صلى الله عليه وآله وسلم من امتلاء البطن والتخمة فقال: "ما ملأ ابن آدم وعاء قط شر من بطنه، حسب ابن أدم أكلات يقمن صلبه، فإن كان لا محالة، فثلث لطعامه، وثلث لشربه، وثلث لنفسه‏"‏‏.‏"، وقال: "أطب مطعمك تكن مستجاب الدعوة".

أما شهوة المال فقد تحرك الإنسان لارتكاب الكثير من المحرمات والكبائر مثل السرقة وأكل مال اليتيم وأكل مال الناس بالباطل وأخذ الربا، وهو ما حذر منه الله سبحانه وتعالى فقال: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَأْكُلُواْ أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ إِلاَّ أَن تَكُونَ تِجَارَةً عَن تَرَاضٍ مِّنكُمْ}.

وقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم عن من يغرق في حب المال، ويصبح كل همه جمعه، "تعس عبد الدينار تعس عبد الدرهم".

وقد شرع الله سبحانه وتعالى الزكاة والصدقات ليكسر في الإنسان حبه للمال، فجعل للفقراء في أموال الأغنياء حق معلوم، وجهنا سبحانه وتعالى إلى أن إنفاق الأموال في سبيل الله من أفضل القربات، يقول تعالى: أحد أكبر أسباب التقرب إلى الله إنفاق المال، الدليل قال تعالى: {لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آَمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ وَآَتَى الْمَالَ عَلَى حُبِّهِ ذَوِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَالسَّائِلِينَ وَفِي الرِّقَابِ}، وقال: {لنْ تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّى تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ}.


موضوعات متعلقة:

من مداخل الشيطان للإنسان .. الغضب

من مداخل الشيطان للإنسان .. الحزن

كيف أتوب من ذنبي حتى يغفره الله لي ؟

هل يؤثر القرآن على شخصية الإنسان؟

 

12 نصيحة ذهبية لعلاج المعاصي

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان