قصة دعاء
{وَلَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَاسْتَوَىٰ آتَيْنَاهُ حُكْمًا وَعِلْمًا ۚ وَكَذَٰلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ}..[القصص:14]؛ مَنَّ الله عليه، فأحسن فجزاه الله إحسانًا وآتاه حكمًا وعلمًا، ثم أحسن فمَنَّ الله عليه مرةً أخرى بالنبوة له وأخيه واختصه بكلامه... فلنَمُرُّ في رحلة خاطفة على واد من أودية إحسانه إذا اشتقنا إلى التوفيق..
{قَالَ رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي فَاغْفِرْ لِي فَغَفَرَ لَهُ ۚ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ}..[القصص:16]؛ فلتَرَ ظُلمَك وتشعر به، مستغفرًا ربك.. أسأله المغفرة لذنبك، لتقصيرك، لحال قلبك.. إنه هو الغفور الرحيم..
{قَالَ رَبِّ بِمَا أَنْعَمْتَ عَلَيَّ فَلَنْ أَكُونَ ظَهِيرًا لِّلْمُجْرِمِينَ}..[القصص:17]؛ فلتَرَ نعمة ربك، اذكرها، لا تكن ظهيرًا للمجرمين..
{فَخَرَجَ مِنْهَا خَائِفًا يَتَرَقَّبُ ۖ قَالَ رَبِّ نَجِّنِي مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ}..[القصص:21]؛ فلتسع إلى النجاة، لاجئًا إلى ربك، فكيف النجاة من دونه في الدنيا والآخرة ؟!..
{لَمَّا تَوَجَّهَ تِلْقَاءَ مَدْيَنَ قَالَ عَسَىٰ رَبِّي أَن يَهْدِيَنِي سَوَاءَ السَّبِيلِ}..[القصص:22]؛ خُذ بالأسباب متوكلًا على ربك، فمن غيره يهديك؟!..
{فَسَقَىٰ لَهُمَا ثُمَّ تَوَلَّىٰ إِلَى الظِّلِّ فَقَالَ رَبِّ إِنِّي لِمَا أَنزَلْتَ إِلَيَّ مِنْ خَيْرٍ فَقِيرٌ}..[القصص:24]؛ لِمَا أَنزَلْتَ إِلَيَّ ! .. وحيدًا غريبًا، يذكر شدة حاجته للخير الذي أنزله ربُّهُ إليه، فلا غنى له عنه، فيالجمال المسألة! ويالسرعة الإجابة!.. زاده الله من الخير.. فاذكر دائمًا فقرك إلى ربك..
{قَالَ رَبِّ إِنِّي قَتَلْتُ مِنْهُمْ نَفْسًا فَأَخَافُ أَن يَقْتُلُونِ}..[القصص:33]؛ بثّ مخاوفك إلى ربك..
{وَأَخِي هَارُونُ هُوَ أَفْصَحُ مِنِّي لِسَانًا فَأَرْسِلْهُ مَعِيَ رِدْءًا يُصَدِّقُنِي ۖ إِنِّي أَخَافُ أَن يُكَذِّبُونِ}..[القصص:34]؛ فما كانت من دعوة لأخ مثل دعوته لأخيه.. لن تكون بارعًا في كل فن، فانظر لموطن البراعة في أخيك، واسأل الله أن يشدّ عضدك وعضد الأمة به، وادع له، وأشركه في أمرك..
كانت هذه قصة دعاء من سورة القصص.. فتدبر، وانظر كيف كان نبي الله موسى عليه السلام متعلقًا بربه في كل أمره، وانظر كيف أحب الله ذلك واستجاب له ووفقه وقربّه إليه.
المصدر - موقع طريق الإسلام
فيديو قد يعجبك: