لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

من منافع الحج الأخروية

01:15 م الإثنين 15 سبتمبر 2014

من منافع الحج الأخروية

بقلم – هاني ضوَّه :

عندما شرع الله سبحانه وتعالى الحج وضع فيه من المنافع ما يهون على المسلمين مشقة هذه الرحلة في الدنيا من منافع دنيوية -ذكرناها في مقال سابق-، وبشرهم بحسن العاقبة كذلك في الآخرة إذا ما أتموا هذه الفريضة المهمة على أكمل وجه.

ومن الفوائد الأخروية للحج أن فيه تربية للنفس البشرية حتى لا يتملكها شئ من متاع الدنيا، كما أنه يورث الإنسان التقوى، فحين نتأمل في مناسك الحج من حين الإحرام إلى الفراغ من جميع المناسك نجد أنها تربية عملية للإنسان، عندما يحرم الحاج فإنه يلتزم بترك الكثير من الأمور التي اعتاد عليها من لبس مفاخر الثياب والزينة ومن جماع ومقدماته، وكذلك ترك كل فسق من غيبة ونميمة وكذب وشحناء وبغضاء وجدال، وغيرها من الأمور التي يتركها الحاج، وهنا تسمو روح الحاج المؤمن، فالحج يعمق في الإنسان المؤمن التقوى وينميها، يقول تعالى: {ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ}.

وفي الحج غفران للذنوب، ومنه يرجع الإنسان خاليًا من الآثام والمعاصي كيوم ولدته أمه، وهو ما بينه النبي صلى الله عليه وآله وسلم في الحديث الشريف، ووضع لذلك شروطًا فقال: "من حج فلم يرفث ولم يفسـق، رجع من ذنوبـه كيومِ ولدتْـه أمُّه".

وهو كذلك سببًا في تكفير الذنوب ودخول الجنة، فـ"قد قال الحبيب صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله: "الحـج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة"، وكذا قوله: "ما من يوم أكثرَ من أن يُعتق اللهُ فيه عبداً من النار من يوم عرفة، وإنه ليدنو ثم يباهي بهم الملائكة فيقول: ما أراد هؤلاء؟"، وفي هذا دليل على أن من شهد تلك المشاهد وأتى بالحج المبرور يحظى بمغفرة الله تعالى ورضوانه.

وجاء في الحديث الشريف أن الحج ينفي الفقر والذنوب؛ فعن ابن مسعود - رضي الله عنه -: أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: "تابعوا بين الحج والعمرة، فإنهما ينْفيان الفقر والذنوب، كما ينفي الكيرُ خبث الحديد والذهب والفضة، وليس للحجة المبرورة ثواب إلا الجنة".

ومن شأن الحج كذلك أن يعالج الكثير من أمراض النفس البشرية، فبالحج يتخلص المؤمن من حب الدنيا والانغماس الشديد فيها، لأن هدفه الأسمى سيكون الآخرة، ولأنه  سيترك الأهل والولد في سبيل الله سبحانه وتعالى، كما وإنه يعالج  مشكلة التكبر وتضخم الأنا لدى الإنسان، فعندما يأتمر الحاج بأوامر الله سبحانه وتعالى في خلع ملابسه وزينته وارتدائه للإحرام وهو قطعتان من قماش عادي، هذه الأوامر ستدفع بالإنسان إلى التواضع وإلى الابتعاد عن زينة الحياة الدنيا.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان