المفتي: الإرهابيون حرّفوا تفسير 50 آية قرآنية لتبرير العنف
قال فضيلة الدكتور شوقي علام - مفتي الجمهورية – إن الحركات الإرهابية فسرت 50 آية من آيات القرآن الكريم بشكل خاطئ لتبرير شرعية ما لجأوا إليه، مضيفًا: أنه يفترض أن يصل الباحث للتفسير الصحيح القائم على المنهج للنصوص.
وقال في كلمته خلال الحوار المفتوح مع الشباب على مسرح وزارة الشباب أمس الأحد بحضور خالد عبد العزيز وزير الشباب: إن هذه الجماعات تقع في مشكلة عويصة في فهم الدين لأن القرآن والسنة هما الأصلان والتعامل معهما لا يؤخذ إلا بطريق العلماء المتخصصين للحصول على التفسير الصحيح للنصوص مع جانب التربية التي تعد جزءًا من العلم، مؤكدًا أن مجالسة العلماء لمدة شهر واحد يغني عن القراءة لمدة سنة كاملة.
وأثار فضيلة المفتي قضية الرق في الدين الإسلامي مؤكدًا أن عادة الرق كانت متغلغلة في النفس عندما ظهر الإسلام وتعد جزءًا من البناء الاجتماعي، مشيرًا إلى أن الإسلام حرر الناس من العبودية جزئيًّا لعدم الاصطدام بالتقاليد المترسخة ولتعليم النفوس وإقناعهم بحق الإنسانية لكل مواطن وأن هذه الفروق الاجتماعية مصطنعة.
وقال فضيلة الدكتور شوقي علام - مفتي الجمهورية – إن نموذج المغالاة في الدين والتشدد في ممارسة التدين لا يعبر عن الإسلام الحقيقي، مشيرًا إلى أن هذا النموذج كان موجودًا في زمن الرسول - صلى الله عليه وسلم - لكنه لم يقره لأن الإسلام يريد للإنسان أن يستمتع بالحياة، وأضاف فضيلة المفتي: أن غرس القيم والمبادئ كلها تصب في هدف واحد وهي تحقيق مصلحة الإنسان في العاجل والآجل في الدنيا والآخرة وأن مصلحة الإنسان في اتباع المنهج الديني.
وتابع فضيلة المفتي: أنه على الشاب أن يمحص ما يعرض عليه ويدقق كثيرًا ويقف أمام أفكار الآخرين لأنه إذا لم يقف أمامها سيكون ضحية لها وسيكتشف أن الثواب لن يكون في هذا الاتجاه، وقال: لكي نفهم التدين صحيحًا لدينا نصوص من الله - عز وجل - نزلت على الرسول – صلى الله عليه وسلم - هي الكتاب والسنة وهما الأصل وما فيهما هو الدين بالمعنى الحقيقي الصافي وفيهما تنظيم لكل العلاقات بين العبد وربه والتعامل مع النفس والعلاقة بين الزوج والزوجة والعلاقة مع الإنسان ككل مسلمًا أو غيره.
وأكد فضيلته أن قضية الإلحاد تحتاج لمعالجة هادئة ومقنعة ودراسة متعمقة، وأن هذا الإنسان الملحد لديه مشكلة فكرية لا تعالج إلا بالفكر ولا يصح أن تقابل الأفكار باعتداءات بدنية أو بحبس في البيوت.
وأضاف: نعد العدة في دار الإفتاء، وقطعنا شوطًا في مواجهة هذه الأفكار، ولدينا دراسات كثيرة لمعالجة هذا الأفكار، ولدينا فريق مدرب لمواجهة هذه الأفكار ومناقشة من سلكوا هذه الطرق، والإلحاد موجود في المسيحية والإسلام واليهودية وغير مقتصر على الإسلام.
وأشار إلى أن ما أصاب المجتمع مؤخرًا تأثرت به وأصيبت به مؤسسة الأزهر، وأنه حريص على أن يطور ما يمكن أن يطور دون إملاء من أحد حتى أجهزة الإعلام نفسها.
وقال: التدين ليس في الثياب إنما في القلب، مستشهدًا بحديث الرسول صلى الله عليه وسلم: "ألا إن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله وإذا فسدت فسد الجسد كله، ألا وهي القلب".
وأضاف فضيلة المفتي: أن النفس العظيمة هي التي تملك نفسها، مستشهدًا بقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ليس الشديد بالصرعة وإنما الشديد من يملك نفسه عند الغضب"، مشيرًا إلى أن تحمل الإساءة للنفس يدل على التحضر.
ومن جانبه أشاد شريف فؤاد - المذيع بالتليفزيون المصري والذي يدير الحوار المفتوح بين فضيلة الدكتورشوقي علام - مفتي الجمهورية – والشباب على مسرح وزارة الشباب - بتحقيق "اليوم السابع" مع فضيلة المفتي الخاص بالجماعات الإرهابية واستغلالها للتفسير الخاطئ لبعض الآيات القرآنية لتبرير أفعالها.
فيديو قد يعجبك: