بالصور.. كلمة وكيل الأزهر أمام مؤتمر المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية
-
عرض 5 صورة
-
عرض 5 صورة
-
عرض 5 صورة
-
عرض 5 صورة
-
عرض 5 صورة
كتبت: سماح محمد
قال أ.د عباس شومان، وكيل الأزهر الشريف، في كلمته التي ألقاها، صباح اليوم، بالنيابة عن فضيلة الإمام الأكبر أ.د أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، في الجلسة الافتتاحية للمؤتمر الرابع والعشرين للمجلس الأعلى للشؤون الإسلامية، والمنعقد تحت عنوان "عظمة الإسلام وأخطاء بعض المنتسبين إليه.. طريق التصحيح": إنَّ هذا المؤتمر قد جاء في لحظة مهمة ظهرت فيها جماعات إرهابية أشد إرهابًا من جماعات كانت موجودة على الساحة بالفعل لتتصدر المشهد، وأصبح الإرهاب يجتاح دولًا كثيرة في المنطقة، وأنه بات واضحًا وظاهرًا للعيان بأن المستهدف ليس دولة بعينها، ولكن دول العالم الإسلامي بأسرها، وبالأساس مصر قلب العروبة النابض.
وأعرب أ.د/ عباس شومان، وكيل الأزهر الشريف، عن شكره للمجلس الأعلى للشؤون الإسلامية الذي يعقد مؤتمره السنويّ منذ عشرين عامًا؛ ليثير قضايا تُهِمُّ المسلمين، وقد قدَّم العديد من الموسوعات والمطبوعات والمنشورات بلغات عديدة.
وأكد وكيل الأزهر أن هذه الجماعات المتطرفة قد خرجت على ما تقتضية كل الأديان والأعراف الدينية والإنسانية وأصبح علينا أن ننبذ ما بيننا من خلافات لنستطيع مواجهتها والقضاء عليها، مضيفًا "لقد عقدنا الكثير من المؤتمرات، وشارك الأزهر الشريف فيها جميعاً، كذلك شارك الإمام الأكبر بها لكشف خطر هذه الجماعات وتحذير العامة والخاصة من خطرها، ولقد حان الوقت أن ننطلق من الحديث النظريِّ إلى العمليِّ؛ لنحول حديث المؤتمرات إلى خطط عمل على أرض الواقع".
وتابع "لقد بدأ الأزهر بنفسه، وفور انتهاء مؤتمره العالمي لمواجهة الإرهاب، والذي انعقد في الثالث والرابع من ديسمبر الماضي، وصحح خلاله مفاهيم الخلافة والدولة في الإسلام، من خلال عدة بحوث - قام شيخ الأزهر بجمع قادة الأزهر الشريف، وطالبهم بتحويل توصيات المؤتمر إلى خطط عمل على أرض الواقع".
وأردف "وبالفعل انطلقت هذه الفعاليات بالتعاون مع عدة وزارات، وكان من نتائجها مبادرة "الأزهر يجمعنا" التي انطلقت بالتعاون مع وزارة الشباب؛ لتستهدف الشباب، وتوعيهم بصحيح الدين، وقد وصلت إلى الشباب من خلال أكثر من أربعة آلاف مركز شباب".
وشدد فضيلته على ضرورة أن تتحول التوصيات النظرية التي تخرج بها المؤتمرات إلى واقع عمليٍّ على الأرض، قائلًا: "أذكر في هذا المقام تكليف الإمام الأكبر لوعاظ الأزهر بأن يذهبوا للناس حيثما وجدوا، حتى في المقاهي، ليتحدثوا معهم عن هموم الوطن وخطورة الجماعات المتطرفة".
وأوضح أن هذه الجماعات المتطرفة تمتلك دعمًا لا تمتلكه معظم المؤسسات، لهذا فالأزهر الشريف يطالب جميع المؤسسات بدعمه في الحرب الإلكترونية التي يشنها المتطرفون، وينشرون من خلالها آلاف الأفكار الخاطئة بين الشباب.
واعتبر وكيل الأزهر أنَّ هناك خطأ يروِّج له البعض؛ وهو أنَّ هذه الجماعات تنطلق من منطلقات دينية، وهذا باطل، مؤكِّدًا أنَّ هذه الجماعات لا تنطلق من منطلقات دينية إسلامية أو غيرها، لأن جميع الأديان برئية من أفعالها، ولكن لها أسباب أخرى معروفة أدَّت لظهورها وتلاقت مع مطامعَ استعمارية وعدو تاريخي يدعم هذه الجماعات وينصرها، ونحن نساعدها حين نعطيها غطاء دينيًّا، ونقول: إنها تنطلق من منطلق ديني.
وأضاف فضيلته في كلمته أنَّ ما يقوم به البعض من ذكر نصوصٍ صحيحةٍ من التراث خارج سياقها للتدليل على استناد المتطرفين لها في تبرير جرائمهم افتراء على التراث الإسلامي، فالدين الإسلامي ليس فيه حرق لعدو أو ذبح، وديننا وتراثنا من أعمال هذه الجماعات المتطرفة بريء، كما أنَّ أعمالهم مردودة إليهم، وستردعهم قواتنا المسلحة، وفي الآخرة سيحاسبهم الله.
وأشار وكيل الأزهر إلى أن هناك خطأً آخر على مستوى بعض المؤسسات، وذلك عندما نكتفي بالكلام النظري ولا نحولها إلى عمل على أرض الواقع أو أن تعمل بعض المؤسسات على انفراد فيما يجب أن تتلاحم الجهود؛ ليتوحد الخطاب، ونكون على قوة واحدة؛ لنسد الباب أمام الإرهابيين الذين يتذرعون بالباطل.
وأوضح أن شيخ الأزهر قد اجتمع مع العديد من السادة الوزراء ومنهم وزير الأوقاف والتعليم العالي والتربية والتعليم والثقافة والشباب والرياضة لإعداد خطط موحدة، واتخاذ خطاب موحد لمكافحة الجماعات المتطرفة.
وأكد أ.د عباس شومان أن دولًا عربية وإسلامية تدعم هذه الجماعات المتطرفة سرًّا وعلنًا وتمدُّهم بما يحتاجون إليه، ويجب على هذه الدول أن تقطع الدَّعم عنهم وأن تُوقف قنوات الفتنة التي تحرِّض على قواتنا المسلحة وتحرِّض على قتل الأبرياء، وإلا وجب علينا اعتبارها دولًا معادية، موضِّحًا أنه يجب النظر إلى التنظيمات الإرهابية؛ مثل: داعش وغيرها، على أنّها أذرع عسكرية لدول عالمية، وليست تنظيمات محلية. وطالب وكيل الأزهر بتشكيل قوة ردع عربية لتتعامل مع هذه الجماعات المتطرفة، مختتمًا كلمته بالتأكيد على أن الأزهر الشريف على استعداد لمد يد العون للجميع من أجل القضاء على هذه الجماعات الإرهابية.
يُذْكَرُ أن المؤتمر العام الرابع والعشرين للمجلس الأعلى للشؤون الإسلامية، يعقد برعاية الرئيس عبد الفتاح السيسي، رئيس الجمهورية، وقد افتتح أعماله اليوم المهندس إبراهيم محلب، رئيس مجلس الوزراء، وشارك في جلسته الافتتاحية أ.د/ عباس شومان، وكيل الأزهر، نيابة عن شيخ الأزهر، وأ.د/ محمد مختار جمعة، وزير الأوقاف، وقداسة البابا تواضروس الثاني، بابا الأسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، بالإضافة لحضور أ.د محيي الدين عفيفي، أمين عام مجمع البحوث الإسلامية، والمستشار/ محمد عبد السلام، المستشار القانوني والتشريعي لشيخ الأزهر، وعدد من علماء الأزهر الشريف.
اشترك في خدمة مصراوي للرسائل الدينية القصيرة.. للاشتراك ... أضغط هنا
فيديو قد يعجبك: