علي جمعة عن "الفتاوى الشاذة": ليس كل من درس الفقه يستطيع الإفتاء
كتبت – آمال سامي:
في إحدى الحلقات السابقة من برنامجه "والله أعلم" تحدث الدكتور علي جمعة، مفتي الجمهورية السابق وعضو هيئة كبار العلماء، عن الفتاوى الشاذة وما الذي تعنيه، وأيضًا الفارق بين "مدرس الفقه" و"المفتي" مؤكدًا أن ليس كل من يدرس الفقه يستطيع الإفتاء.
فيقول جمعة، في الفيديو المنشور على صفحته الشخصية على فيسبوك، إن في بعض الأحيان كان جمهور الفقهاء يذهبون في اتجاه معين ولا يجمعون بل يخالفهم واحد أو اثنان، منبهًا أن المجتهد له دليل ورأي ووجهة نظر ويراعي المقاصد الشرعية والمآلات المعتبرة، ومن هنا يظهر الرأي أو الآراء القليلة الشاذة، وأوضح جمعة أن الفتوى تختلف عن الدرس الفقهي، فالدرس الفقهي هو محاولة لفهم النصوص سواء كانت هذه النصوص مقدسة كالقرآن والسنة أو كانت نصوصًا فقهية زمنية من نتاج عمل المجتهدين فتختلف باختلاف الأشخاص والمكان والزمان والأحوال.
وأوضح جمعة الفارق ما بين الفتوى والدرس الفقهي، مشيرًا إلى أن الفتوى تريد ما فوق الدرس الفقهي وهو كيف نوقع الحكم الرباني المطلق على الواقع المتغير المتداخل، قائلًا أن الفتوى تحتاج إلى علمين أولهما ادراك الواقع وهو ما يسمى العلوم الإنسانية، ومَلَكة أيضًا، وهي القدرة على أن يوقع المطلق "الحكم" على النسبي وهو "الواقع"، وأشار جمعة إلى أن هذه الملكة تستظل بالإجماع واللغة والمقاصد الشرعية والمآلات المعتبرة وغيرها، وأكد أنه لا يمكن أن تكون الفتوى صحيحة وهي تكر على أصل الشريعة بالبطلان، فإذا فعلت ذلك فلابد أن هناك شيئًا وفارقًا قد غفل عنه الناظر المجتهد العالم فيجب عليه حينها أن يراجع نفسه حتى يتأكد أن ما يقوله لن يحدث ضررًا بالناس ولن يعطل سير الحياة ولن يكر على الشريعة بالبطلان ولا يخالف مقصادها ولا يذهب مصالح الناس، "الفتوى تحتاج إلى تخيل وتصور مبدع خلاق من المفتي، وهو ما يفرق بين المجتهد والآخر بما يسمى التصور المبدع وتخيل ترتب المصالح والمآلات".
وأشار جمعة إلى أن المخالفات التي تسمى شذوذا في الفقه الإسلامي كانت عن نظر وعن دليل وكانت تصدر عن مجتهدين عظام ورغم ذلك وضع الأئمة قواعد لذلك فقالوا: إذا حدث خلاف في المذهب فعليك بالراجح، "لكن السخافة اللي احنا عايشين فيها دي ما ورديتش"، يقول جمعة مضيفًا أن من ظن انه اشتغل بتدريس الفقه ويصلح للافتاء "فهو يفتي ولا يعرف انهي مصيبة هيعملها"، مؤكدًا أن الناس والمجتمع يشعران بأن شيئًا ما غير طبيعي، وأول خطأ هو تصدر غير المفتي للفتوى، "فهناك من يذهب إلى الحكم فيوقعه على الواقع دون أن يدرك معناه فيكون ضالًا مضلًا"، وأكد جمعة أن من يأخذ بفتوى شاذة ليست معتبرة مخطيء، فالخلاف يجب ان يبنى على دليل ومنهج.
فيديو قد يعجبك: