في ذكرى ميلادها.. قصة السيدة "أم كلثوم" وزواجها من عثمان بن عفان بوحي إلهي
كتبت – آمال سامي:
في مثل هذا اليوم وقبل الهجرة بتسعة عشر عامًا، ولدت ابنة رسول الله صلى الله عليه وسلم السيدة رقية رضي الله عنها، وبين أحضان النبي صلى الله عليه وسلم وأمها خديجة رضي الله عنها نشأت، عرفناها بكنيتها "أم كلثوم" ولم نعرف على وجه الدقة اسمها، وترتيبها هو الثالث بين بنات النبي صلى الله عليه وسلم، بعد زينب ورقية رضي الله عنهما، فيقول ابن عبد البر: "والذي تسكن إليه النفس على ما تواترت به الأخبار ترتيب بنات رسول الله صلى الله عليه وسلم: أن زينب الأولى، ثم الثانية رقية، ثم الثالثة أم كلثوم، ثم الرابعة فاطمة الزهراء"، وتزوجت أم كلثوم وأختها رقية من عتيبة بن أبي لهب، وعتبة بن أبي لهب على الترتيب، لكن لم تستمر الزيجتان إذ أمرهما أبو لهب بتطليق بنات النبي صلى الله عليه وسلم في العام الرابع من البعثة النبوية، وذلك بعد نزول الآيات: "تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ".
بعد أن طلق عتيبة أم كلثوم جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم ومزق قميصه، ودعا النبي صلى الله عليه وسلم عليه بأن يسلط الله سبحانه وتعالى عليه كلبًا من كلابه، واستجيبت دعوة النبي فكان حتفه على يد كلب!، فيروى ابن سعد في الطبقات عن عتيبة: "جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم حيث فارق أم كلثوم وقال: كفرت بدينك، وفارقت ابنتك، لا تحبني ولا أحبك، ثم سطا عليه، فشق قميص النبي صلى الله عليه وسلم وهو خارج نحو الشام تاجراً، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أما إني أسأل الله تعالى أن يسلط عليك كلبا! فخرج في نفر من قريش حتى نزلوا بمكان من الشام يقال له الزرقاء ليلًا، فأطاف بهم الأسد تلك الليلة، فجعل عتيبة يقول: يا ويل أمي! هو والله آكلي كما دعا محمد عليَّ، ألا! قاتلي ابن أبي كبشة (والد النبي صلى الله عليه وسلم من الرضاعة) وهو بمكة وأنا بالشام، فعدا عليه الأسد من بين القوم، فأخذ برأسه فضغمه ضغمة فقتله، فتزوج عثمان بن عفان رقية رضي الله عنها فتوفيت عنده، ولم تلد له".
وقال النبي صلى الله عليه وسلم حين زوج أم كلثوم عثمان: "إن بعلك أشبه الناس بجدك إبراهيم وأبيك محمد"، وروي عنه صلى الله عليه وسلم انه قال : "ما زوجت عثمان أم كلثوم إلا بوحي من السماء"، وتوفيت السيدة أم كلثوم رضي الله عنها في السنة التاسعة من الهجرة.
مناقب أم كلثوم رضي الله عنها
عرض عمر بن الخطاب رضي الله عنه ابنته حفصة على عثمان بن عفان رضي الله عنه ليتزوجها بعد وفاة السيدة رقية رضي الله عنها، ولكنه سكت لما عرف من عزم النبي صلى الله عليه وسلم على الزواج منها، فلما بلغ ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "ألا أدل عثمان على من هو خير له منها وأدلها على من هو خير لها من عثمان"، فتزوج رسول الله صلى الله عليه وسلم حفصة وزوج عثمان أم كلثوم.
من مناقبها أن النبي صلى الله عليه وسلم صلى على جنازتها رضي الله عنها فقد روى ابن سعد في ترجمتها بإسناده: "أن النبي صلى الله عليه وسلم صلى عليها وجلس على حفرتها، ونزل في حفرتها علي بن أبي طالب والفضل بن عباس وأسامة بن زيد".
فيديو قد يعجبك: