ذبح الأضاحي في العيد ..آداب ودلالات
تدق شعائر ومشاعر الحج أبواب وقفة عرفات التي باتت على مقربة ٤٨ ساعة فقط وقطيع الانعام من الأضاحي وصوتها بات ملء البصر والسمع.. وبين الحج والأضحية قاسمان يجمعهما على شرط الاستطاعة والبشارة بقدوم عيد الأضحى.
وبالنسبة للأضحية .. فهي شعيرة من شعائر الإسلام العظيمة ومن أعظم القربات والطاعات لله وهي برهان على إخلاص العبادة لله وحده وامتثال لأوامره ونواهيه ومن هنا جاءت مشروعيتها في الإسلام وقد شرعت لحكم كثيرة منها التقرب إلى الله وشكره وإحياء سنة أبو الأنبياء إبراهيم الخليل بذبح الفداء عن ولده إسماعيل وتذكر صبرهما وإيثارهما طاعة الله على محبة النفس وهواها إلى جانب التوسعة على النفس وأهل البيت وإكرام الجيران والأقارب والأصدقاء والتصدق على الفقراء.
وأجمع علماء المسلمين على مشروعية الأضحية وأن لها منزلة كبيرة وشأن في الإسلام وورد في شأنها آيات وأحاديث تدل على مشروعيتها وعظم مكانتها ، فالأحكام الشرعية تؤثر في الروح وفي القلب حيث لا انفصال بين دائرة الاعتقاد ودائرة الامتثال ، فالاعتقاد هو الأساس وهو ما وقر في القلب والامتثال هو ما يصدقه العمل.
ولهذا جاء ذبح الأضاحي ليمثل بعدا اجتماعيا مهما في حياة المسلمين ورمزا للتكافل والمودة والمحبة وسنة مؤكدة عن الرسول صلى الله عليه وسلم لدى جميع مذاهب أهل السنة والجماعة الفقهية ، وهي من الشعائر المجمع عليها وتتمثل في القيام بعملية الذبح بعد صلاة أول أيام عيد الأضحى وحتى آخر أيام التشريق الثلاثة وتوزيع لحوم الأضاحى على الفقراء والجيران والأهل.
وانطلاقا من تفعيل هذا البعد الاجتماعي في ظل ارتفاع أسعار الأضاحي وحتى لا يكون هذا حائلا لدى عامة المصريين دون إتمام تلك الشعيرة العظيمة ، فقد أشاد علماء الدين بإطلاق مشروع (صك الأضاحي) مؤكدين أنه جائز شرعا نظرا لعدم قدرة البعض على القيام بعملية الذبح وعشوائية توزيع اللحوم على الفقراء وذهابها في كثير من الأحيان لمحترفي التسول موضحين أن المشروع يعد من باب التكافل الاجتماعي.
وعملت وزارة الأوقاف والعديد من الجمعيات الأهلية والخيرية في نطاق هذا المشروع الإنسانى العظيم من خلال خطة دعوية دعائية لحث الأغنياء والقادرين على المشاركة في شراء صكوك الأضاحي، معلنة عن تدرج مستويات أسعارها لتكون في متناول الغالبية حيث يهدف المشروع لتحقيق التكافل الاجتماعي ومساعدة الفقراء في جميع القرى والنجوع والمناطق التي يتعذر للفرد الوصول إليها.
وسميت الأضحية بهذا الاسم حيث يكون وقت الضحى إيذانا ببدء عملية الذبح وسمى عيد الأضحى بهذا الاسم نسبة إلى الأضحية ، والذبح هو الوسيلة الشرعية للقضاء على الحيوان لتناوله وذلك لما ورد من الآيات القرآنية واتفق عليه علماء الإسلام ..ويسمى ذلك في الفقه الإسلامي بالذكاة الشرعية (الذبح أو النحر) الأمر الذي عززته نتائج الأبحاث الطبية والأدلة العلمية من أثر تلك الوسيلة دون غيرها على سلامة اللحم وصحة تناول الإنسان له.
ويستنبط الأطباء العلاقة بين المنخنقة والموقوذة والمتردية والنطيحة باعتبارها أشكالا للحيوان الميت الذي يحرم أكله ، فيرون أن القاسم المشترك الذي يجمع بينها هو أن دم الذبيحة بقي في جسمها.
وفي هذا الصدد، أكد الدكتور جون هونوفر لارسن أستاذ قسم البكتريا في مستشفى جيس هوسبيتال (أكبر مستشفيات العاصمة الدانماركية كوبنهاجن) أن الحيوان الميت عبارة عن مستودع للجراثيم والأمراض الفتاكة ..وأن القوانين الأوروبية باتت تحرم الآن أكله إذا مات مختنقا لأن هناك علاقة بين الأمراض التي يحملها الحيوان الذي يموت مختنقا وبين صحة الإنسان.
هذا المحتوى من
فيديو قد يعجبك: