لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

سحرٌ حلال أجره أجر صدقة !

06:09 م الإثنين 16 أبريل 2018

سحرٌ حلال أجره أجر صدقة !

بقلم – هاني ضوه :

السحر محرم بل هو من الكبائر، لا يختلف في ذلك أحد، ولكن هناك سحر حلال يكون لمن يداوم عليه ثواب صدقة .. بل هو نوع من العبادة يسمونها "السحر الحلال" .. لأن مفعولها في النفس كما السحر، فقد تُحَوِل من حال إلى حال .. من غضب إلى رضا، ومن حزن إلى سعادة، ومن كره إلى حب.. إنها الإبتسامة .. التي عدها النبي صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله من الصدقات فقال: "تبسمك في وجه أخيك صدقة".

فابتسامتك عند لقاء صديقك أو قريبك أو زميلك أو أي أحد من الناي يلقي في قلبه السرور والطمأنينة، وتلقي في قلب من يعمل معك الراحة، كما أن الإبتسامة من أمور الحسنة التي حث عليها الإسلام ويثبا عليها المرء، فعن أبي ذر رضي الله عنه قال: قَالَ لِيَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَآله وسَلَّمَ-: "لَا تَحْقِرَنَّ مِنَ الْمَعْرُوفِ شَيْئًا، وَلَوْ أَنْ تَلْقَى أَخَاكَ بِوَجْهٍ طَلْقٍ".

وكان هذا دأب النبي صلى الله عليه وآله وسلم كلما لقي أحد أصحابه يقول جرير بن عبد الله رضي الله عنه: "ما رآني رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إلا ابتسم في وجهي". ويقول ابن عباس رضي الله عنهما: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أجوَدَ أَبَشْ، أي بشوش مبتسم.

لقد علق في ذهن هذا الصحابي الجليل الإبتسامة الدائمة من رسول الله صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله، وبقيت آثارها في نفسه وفي ذاكرته.

بعض الناس يظن أن تجهم الوجه وعدم الابتسام يدل على الوقار والحكمة، وهذا بالطبع أمر غير صحيح، فخير خلق الله صلى الله عليه وآله وسلم حفلت سيرته النبوية وأحاديثه الشريفة بالحث على التبسم في وجه الناس، وكان هذا شأنه دائمًا مع الجميع، وقد جمع الإمام البخاري أحاديث كثيرة للرسول صلى الله عليه وسلم وبوب لها باب: "باب التبسم والضحك" دليل على الابتسامة التي كان يحرص عليها الرسول صلى الله عليه وآله وسلم، وكذلك الإمام مسلم في صحيحه أحاديث بوب لها الإمام النووي فقال في كتاب الفضائل: "باب تبسمه وحسن عشرته"، وبوب الشيخ المحدث الغماري الأحاديث التي فيها "ضحك النبي صلى الله عليه وآله وسلم حتى بدت نواجذه" في كتاب سماه: "شوارق الأنوار المنيفة بظهور النواجذ الشريفة"، كل هذا وغيره بيان لجوانب تبسم الحبيب صلى الله عليه وآله وسلم.

وهكذا كان الصحابة رضوان الله عليهم فقد سوئل عمر بن الخطاب رضى الله عنه هل كان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يضحكون، فقال: نعم .. والإيمان والله أثبت في قلوبهم من الجبال الرواسي.

وقد فطن بعض الغرب من غير المسلمين إلى هذه الخلق الرفيع والعادة الجميلة التي حث عليها النبي صلى الله عليه وآله وسلم، فقبل عامين تقريبًا قامت احدى المؤسسات الغير رسمية في فيينا بتصميم ملصقات للحث على نشر المحبة والسلام في المجتمع النمساوي، وتم نشر هذه الملصقات في محطات مترو الأنفاق لمدة أسبوع، وكان الملصق يحمل الحديث الشريف: "تبسمك في وجه أخيك صدقة".

فتصدقوا بالإبتسامة .. واسحروا بها قلوب الناس لتملكونها وتتدوددوا إليها فهي من أمور الفطرة، فالطفل يتعلمها بعد ولادته بستة أسابيع ليتودد بها إلى الناس فيأسر قلوبهم.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان