لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

حفيدة الرسول... السيدة زينب بنت هاشم - عقيلة بني هاشم رضي الله عنها

01:57 م الثلاثاء 16 أبريل 2013

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إني أوشك أن أدعى فأجيب وإني تارك فيكم الثقلين: كتاب الله حبل ممدود من الأرض الى السماء وعترتي أهل بيتي وأن اللطيف الخبير أخبرني أنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض يوم القيامة فانظروا بما تخلفوني فيهما – رواه الامام أحمد بسنده

نسبها وميلادها رضي الله عنها 

اسماها جدها صلى الله عليه وسلم زينب إحياء لذكرى ابنته الراحلة زينب التي كانت قد توفيت قبل ولادة الطفلة بقليل والتي حزن الرسول صلى الله عليه وسلم لموتها حزنا مؤلماً ثقيلاً.

وقد ولدت رضي الله عنها في المدينة في العام السادس من الهجرة وكانت أمها الزهراء أحب بنات المصطفى اليه وأشبههن به في الخلَق والخلُق والتي كتب لها ان تكون الوعاء الطاهر للذرية الطاهرة والمنبت الطيب لدوحة الأشراف في آل البيت وأبوها علي بن أبي طالب بن هاشم القرشي الهاشمي ابن عم النبي صلى الله عليه وسلم وربيبه وأول من آمن به صبياً وفتى قريش شجاعة وتقى وعلماً.

وجداها لأمها: محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم وخديجة بنت خويلد أولى أمهات المؤمنين وأقرب نساء النبي اليه وأعزهن عليه حية وميتة والتي انفردت بحبه وبيته خمساً وعشرين عاماً.

وجد زينب لأبيها هو أبو طالب بن عبد الله عم المصطفى ومن كان له بعد ابيه اباً وجدة زينب لأبيها هي فاطمة بنت أسد بن هاشم بن عبد مناف زوجة عم النبي صلى الله عليه وسلم وأول هاشمية تزوجت هاشمياً وولدت له وقد أدركت النبي صلى الله عليه وسلم فأسلمت وحسن إسلامها وأوصت له حين حضرتها الوفاة فقبل وصيتها وصلى عليها ونزل في لحدها وأحسن الثناء عليها.

ورووا في ترجمتها عن ابن عباس رضي الله عنه أنه قال: لما ماتت فاطمة أم علي بن ابي طالب ألبسها رسول الله صلى الله عليه وسلم قميصه ونزل معها في قبرها فقال له الصحابة: يا رسول الله ما رأيناك صنعت بأحد ما صنعت بهذه المرأة.

فقال : إنه لم يكن أحد بعد أبي طالب أبر بي منها

ظلال على المهد 

ولدت رضي الله عنها في العام السادس من الهجرة وقد استقر الامر للمصطفى صلى الله عليه وسلم وعند مولدها سارع المهنئون من بني هاشم والصحابة يباركون هذه الزهرة المتفتحة إلا ان ظلال حزينة القيت علي المهد الجميل ففي مسند الامام أحمد بن حنبل 1/85 أن جبريل عليه السلام أخبر محمداً بمصرع الحسين وآل بيته في كربلاء

ونقل ابن الاثير في الكامل 4/38 أن النبي صلى الله عليه وسلم أفضى الى أم سلمة رضي الله عنها فلما قتل الحسين رضي الله عنه أعلمت الناس بقتله

وقد روى زهير بن القين البجلي: انه خرج مع جماعة من المسلمين في غزوة فظفروا وأصابوا غنائم فرحوا بها وكان معهم سلمان الفارسي فأشار الى أن الحسين سيقاتل يوماً ويُـقتل ثم قال سلمان لأصحابه: إذا أدركتم سيد شباب أهل محمد فكونوا أشد فرحاً بقتالكم معه منكم بما أصبتم اليوم من الغنائم.

وكان الأمام الحسين رضي الله عنه فيما يروى يعلم منذ طفولته بما قدر له كما كان دور أخته زينب حديث القوم منذ ولدت فهم يذكرون ان سلمان الفارسي رضي الله عنه أقبل يهنئ علي رضي الله عنه بوليدته فألفاه واجماً حزيناً يتحدث عما سوف تلقى ابنته بعده

الصبا الحزين 

توفي الرسول صلى الله عليه وسلم وزينب لم تكن قد تجاوزت الخامسة ثم تبعته أمها الزهراء فاطمة فلحقت بأبيها سيد الخلق بعد ستة أشهر وقيل ثلاثة وتصغي زينب يومئذ الى أبيها وقد تمهل عند قبر الزهراء يندبها مودعاً: "السلام عليك يا رسول الله عني وعن ابنتك النازلة في جوارك والسريعة اللحاق بك قَل يا رسول الله عن صفيتك صبري ورق عنها تجلدي إلا أن لي في التأسي بعظيم فرقتك وفادح مصيبتك موضع تعزٍ إنا لله وإنا اليه راجعون فلقد استُرجعت الوديعة وأُخذت الرهينة أما حزني فسرمد وأما ليلي فمسهد الى ان يختار الله أي دارك التي انت بها مقيم والسلام عليكما سلام مودع لا قالٍ ولا سئم فان انصرف فلا عن ملالة وان أُقم فلا عن سوء ظن بما وعد الله الصابرين" وقد أوصت الزهراء رحمها الله تعالى ابنتها زينب ان تصحب أخويها وترعاهما وتكون لهما من بعدها أماً.

وهكذا شغلت زينب رضي الله عنها مكان الام ولما تبلغ العاشرة من عمرها فقد أنضجتها الاحداث وهيأتها لان تشغل مكان الراحلة الكريمة فتكون اما للحسن والحسين وأم كلثوم وهي أم لا تعوزها عاطفة الامومة بكل ما فيها من حنو وإيثار وإن أعوزتها التجربة والاختيار.

صفاتها رضي الله عنها 

كانت السيدة زينب رضي الله عنها صوامة قوامه تقضي أكثر لياليها متهجدة تتلو القرآن ولم تترك ذلك حتى في كربلاء والدليل على ذلك أنه يروى أن الامام الحسين رضي الله عنه لما ودعها الوداع الاخير ليلة كربلاء قال لها: يا أختاه لا تنسيني في نافلة الليل.

كما كانت رضي الله عنها لبيبة عاقلة وكانت رضي الله عنها في البلاغة والزهد والشجاعة قرينة أبيها الامام علي رضي الله عنها وامها الزهراء واتخذت طوال حياتها تقوى الله بضاعة وكان لسانها رطباً دائماً بذكر الله.

وكانت رضي الله عنها تجمع بين جمال الطلعة وجمال الطوية كما يقول الجاحظ في البيان والتبيين: إنها كانت تشبه أمها لطفاً ورقه وتشبه أباها علماً وتقى ووصفها ابن أيوب الانصاري حين شاهدها في كربلاء حاسرة الرأس بقوله: فوالله ما رأيت مثل وجهها كأنه شقة القمر.

القابها رضي الله عنها 

فهي (أم العزائم): لعزيمتها القوية في طاعة الله تعالى وتقواه

و ي (أم هاشم): لأنها كانت كريمة سخية كجدها هاشم

وهي (صاحبة الشورى): لرجوع أبيها وأخوتها لها في الرأي

وهي (أم العواجز): لأن دارها كانت مأوى للعجزة والضعفاء 

وهي (رئيسة الديوان): لأنها لما جاءت مصر كان وليها وعلماؤها يعقدون جلساتهم في دارها وتحت رئاستها

وقال عنها ابن أخيها علي بن الحسين رضي الله عنه: أنت بحمد الله عالمة غير معلمة وفهمة غير مفهمة وهو يقصد بذلك أن علمها هو مما منح وفتح به على رجالات بيتها الرفيع وأفيض عليها الهاماً.

وقال عنها الامام الحسين رضي الله عنه: أنعم بك يا طاهرة حقاً إنك من شجرة النبوة المباركة ومن معدن الرسالة الكريمة.

عقيلة بني هاشم 

تزوجت السيدة زينب رضي الله عنها من عبد الله بن جعفر رضي الله عنه وكان أبوه جعفر بن ابي طالب ذو الجناحين وأبو المساكين وشقيق علي رضي الله عنه وحبيب النبي صلى الله عليه وسلم الذي قبله النبي يوم فتح خيبر وهو عائد من الحبشة فقال صلى الله عليه وسلم: ما أدري بأيهما انا أشد فرحاً: بقدوم جعفر أم بفتح خيبر؟

وأم عبد الله بن جعفر هي أسماء بنت عميس أخت ميمونة أم المؤمنين وسلمى زوج حمزة بن عبد المطلب ولبابة زوج العباس بن عبد المطلب رضي الله تعالى عنهم أجمعين.

وأسند الامام أحمد عن عبد الله بن جعفر قال: لقد رأيتني وقثم وعبد الله ابني العباس والزبير ونحن صبيان نلعب اذ مر رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: ارفعوا هذا الي فحملني أمامه وقال لقثم: أرفعوا هذا الي فحمله وراءه ثم مسح على رأسي ثلاثا كلما مسح قال: اللهم اخلف جعفرا في ولده وقد كان عبد الله بن جعفر سيداً شهماً كريماً لا يبيع معروفا ولا يرد سائلاً.

وقد ولدت زينب بنت الزهراء لعبد الله بن جعفر فتاتين واربعة بنين: علياً ومحمداً وعوناً الاكبر وعباساً.

ولم يفرق الزواج بين زينب وابيها واخوتها فقد بلغ من تعلق الامام علي رضي الله عنه بابنته وابن أخيه ان ابقاهما معه حتى اذا ولي أمر المسلمين وانتقل الى الكوفة انتقلا معه فعاشا في دار الخلافة موضع رعاية أمير المؤمنين.

وقد وقف عبد الله بجانب عمه في نضاله فكان أميراً من امراء الجيش في موقعة صفين.

وتمسك المراجع التاريخية عن وصف صورتها رضي الله عنها في تلك الفترة غير انها ستخرج من خدرها بعد عشرات السنين في محنة كربلاء.

حادثة كربلاء 

بعد قتل أمير المؤمنين الامام علي رضي الله عنه وتنازل الحسن رضي الله عنه عن الخلافة حقناً للدماء ثم انصرف رضي الله عنه الى المدينة فأقام بها ثماني سنوات ثم توفي رضي الله عنه فشيعته أخته السيدة زينب رضي الله عنها.

ومضت ست سنوات على وفاة سيدنا الحسن رضي الله عنه حتى دعا معاوية رضي الله عنه جهراً بالدعوة الى ابنه يزيد من بعده فرفض الامام الحسين رضي الله عنه البيعة حتى لا تكون قاعدة ان يكون الحكم وراثياً في الاسلام.

وعاش معاوية رضي الله عنه بعد اخذه البيعة لابنة والامام الحسين رضي الله عنه عند موقفه لا يرضى ان يعترف بيزيد ولي عهد الامة وقد شجع الناس رفض الحسين رضي الله عنه بيعة يزيد فتقاطرت عليه الرسل من المسلمين عامة وأهل الكوفة يبايعون الحسين رضي الله عنه بالخلافة فاعتزم الحسين رضي الله عنه الخروج من مكة - التي كان قد مكث بها أربعة أشهر - الى الكوفة ولكن الحسين رضي الله عنه حفيد المجاهد الأعظم رسول الله صلى الله عليه وسلم أبى أن يبقى في مكة فقد قال له عبد الله بن الزبير: لو أقمت بالحجاز ثم أردت هذا الامر – أي الخلافة - هنا لما خالفناك وإنما ساعدناك وبايعناك ونصحناك.

فيرد الحسين المجاهد رضي الله عنه: إن أبي حدثني أن لها – أي مكة المكرمة - كبشاً تستحل به حرمتها فما أحب أنا أن أكون هذا الكبش.

وقبل أن يرحل الحسين رضي الله عنه الى الكوفة أرسل ابن عمه مسلم بن عقيل ليمهد له ويتحاور مع أهل الكوفة ويرى إن كانوا جادين فيذهب مسلم ويرسل من يقول للحسين أن تعال الى الكوفة فالكل على بيعتك .

وعلم يزيد بن معاوية بما يحدث فغير والي الكوفة النعمان بن بشير ليأتي بدلاً منه عبد الله بن زياد وتضم البصرة اليه وكان عبد الله من ام مجوسية تدعى مرجانة وكان الكن اللسان وهو من أعوان يزيد الذين قال وصفهم العقاد في كتابه (أبو الشهداء الحسين بن علي) بقوله: جلادين وكلاب طراد في صيد كبير.

وقد استخدم عبد الله بن زياد مع أهل الكوفة صنوف الإرهاب والقتل والصلب حتى انفضوا عن مسلم بن عقيل فيسرع في ارسال من يخبر الحسين رضي الله عنه الا يأتي الى الكوفة لكن أعوان عبد الله بن زياد قبضت عليهم فلم تصل الرسالة الى الحسين رضي الله عنه وأرسل ابن زياد سبعين رجلاً الى الدار التي اختبأ بها مسلم فقاتلهم مسلم قتالاً عظيماً وأخرجهم من الدار مراراً الى ان أثخن بجراحه واخذ اسيراً ثم ضربت عنقه في قصر ابن زياد.

سار الحسين رضي الله عنه وصحبه الى الكوفة ورأوا على البعد ألف فارس على رأسهم الحر بن يزيد الرياهي وكان أصحاب الحسين 72 أو 82 كما يقولون ولكن الحر لم يأتي للقتال ولكن ليصاحب الحسين الى الكوفة وقد حاول تحذير الحسين رضي الله عنه فقال له: لئن قاتلت لتقتلن ولكن المقاتل المجاهد يأبى التراجع عن مبدأه ويأمر عبد الله بن زياد الحر بن يزيد الرياهي بألا ينزل الحسين الا بالعراء في غير حصن وعلى غير ماء ويأبى الحسين رضي الله عنه ان يأخذ بنصيحة القائل بأن يبدأ بقتال جيش الحر ولكنه رضي الله عنه أبى ان يبدأ بقتال وهكذا أخلاقيات بيت النبوة.

ولما علم الحر بن يزيد الرياهي ان المراد قتل الحسين رضي الله عنه ترك الجيش وتاب الى الله تعالى وقال للحسين رضي الله عنه: ما ظننت القوم يريدون عليك ما عرضته عليهم ووالله لو علمت أنهم ينتهون بك الى ما أرى ما ركبت مثل الذي ركبت وإني تائب الى الله مما صنعت فهل ترى لي من توبة؟ فسامحه الحسين رضي الله عنه وقد قاتل الحر مع الحسين رضي الله عنه حتى قتل.

وضيق جند عبد الله على الحسين ومن معه حتى أوصلوهم كربلاء وهناك حبسوا عن الحسين وأصحابه الماء ثلاثة أيام أو يزيد ومنهم الاطفال والنساء.

لقد رأى الحسين رضي الله عنه ولده عبد الله يتلوى من الالم والعطش وقد بح صوته من البكاء فحمله على يديه يهم ان يسقيه ويقول للظالمين: اتقوا الله في الطفل ان لم تتقوا الله فينا فأوتر رجل من نبالة الكوفة قوسه ورمى الطفل بالسهم وهم يصيح ليسمعه الجند: خذ اسقه هذا فنفذ السهم الى احشاء الطفل وهو بين يدي والده.

وبعد قتال قُتل ذكور بيت النبي صلى الله عليه وسلم في كربلاء ولم يبق منهم سوى الصبي علي زين العابدين استشهد الحسين رضي الله عنه ولما يمض على موت رسول الله صلى الله عليه وسلم خمسون عاماً وقطعوا الرؤوس ورفعوها على الحراب أمامهم وتركوا الجثث ملقاة على الارض لا يدفنونهم ولا يصلون عليهم كما صلوا على جثث قتلاهم وصاحت السيدة زينب رضي الله عنها: يا محمداه هذا الحسين بالعراء وبناتك سبايا وذريتك مقتلة مسفى عليهم الصبا.

ولكن الله العلي القدير المنتقم الجبار يأبى الا ان ينتقم لأبناء النبي صلى الله علبه وسلم فلم تمض على كربلاء إلا أربع سنوات حتى مات يزيد وهو يسابق قردا فوقع من فوق حصانه ومات.

وخرج من أهل الكوفة جماعة التوابين وداعيتهم المختار بن أبي عبيد الثقفي وأقسموا الا يتركوا واحداً من قاتلي الحسين أما عبد الله بن زياد فقتل وأحرق وأما بن ذي الجوشن - الذي أمر الرماة أن يرشقوا الحسين رضي الله عنه بالنبل - القيت أشلاءه للكلاب وكان مصير كل من شارك في هذه المقتلة الذبح والسحل والحرق والصلب وقد بلغ انتقام جماعة التوابين حداً فاق مذابح كربلاء

أما عن السيدة زينب رضي الله عنها في كربلاء فقد كانت تضمد الجرحى وتسقي العطشى وترعى أبناء وبنات المقاتلين وتحمس الجند وقد حفظ لها التاريخ رعايتها لمن فقدوا آبائهم في كربلاء فقد وقفت بجوارهم الى آخر رمق في الحياة وتقول الدكتورة عائشة عبد الرحمن: إن الدور الذي لعبته السيدة زينب بنت علي هو الذي جعل من كربلاء مأساة خالدة ويؤثر عنها رضي الله عنها انها لما سمعت صيحة أخيها في الجند صبيحة المعركة خرجت من خيمتها تحمس الجند وتثير فيهم النخوة فقالت: أيها الطيبون الأحرار دافعوا عن بنات رسول الله صلى الله عليه وسلم وحرائر المؤمنين

وحين دخلت على ابن زياد في الكوفة بعد المعركة وقال لها: الحمد لله الذي فضحكم وأكذب أحدوثتكم

ردت عليه رضي الله عنها بشجاعة قائلة: الحمد لله الذي أكرمنا بنبيه صلى الله عليه وسلم وطهرنا من الرجس تطهيراً إنما يفتضح الفاجر ويكذب الفاسق وهو غيرنا.

فلم يصبر ابن زياد على قولها بل رد عليها مغتاظاً: كيف رأيت صنع الله في بيتك وأخيك؟

فقالت رضي الله عنها: ما رأيت إلا خيراً هؤلاء قوم كتب الله عليهم القتال فبرزوا الى مضاجعهم وسيجمع الله بينك وبينهم فتحاج وتخاصم فانظر لمن الفلح يومئذ ثكلتك أمك يا ابن مرجانة.

فقال : لقد شفى الله قلبي من طاغيتك والعصاة المردة من أهلك

فترد رضي الله عنها: لعمري قد قتلت كهلي وأبرت أهلي وقطعت فرعي واجتثثت اصلي فان يشفيك هذا فقد اشتفيت

فقال في غيظ: هذه شجاعة لقد كان أبوها شجاعاً شاعراً

فقالت رضي الله عنها: يا ابن زياد ما للمرأة والشجاعة وإن لي عن الشجاعة لشغلاً وغني لأعجب ممن يشتغل بقتل أئمته ويعلم أنهم منتقمون منه في آخرته.

بطلة كربلاء 

عادت السيدة زينب رضي الله عنها الى المدينة المنورة وفي المدينة أخذت تعتلي المنابر وتخطب في الناس وتكشف حقيقة ما حدث في كربلاء فهيجت المشاعر والهبت الجماهير على بني أمية فاستنجد والي المدينة بيزيد بن معاوية خوفاً من غضب الناس فأمر يزيد أن تغادر السيدة زينب المدينة المنورة الى حيث تشاء من أرض الله ما عدا مكة المكرمة وتجتمع عليها نساء بني هاشم لترحل خوفاً عليها فاختارت مصر داراً لإقامتها لما سمعته عن أهلها من حب آل البيت.

وقد اصطحبت معها الى مصر بعض أهل البيت الكرام ومنهم – كما يروي البعض - السيدة فاطمة ابنة الامام الحسين رضي الله عنه وأختها سكينة قال بهذا محمد بن عبد الله بن جعفر بن محمد الصادق عن أبيه عن الحسن بن الحسين رضي الله عنهم جميعاً.

مصر تحتضن عقيلة بني هاشم 

عندما علم والي مصر مسلمة بن مخلد الانصاري خرج هو وجماعة من أصحابه ورهط كبير من الاعيان والتجار والوجهاء ليكونوا في شرف استقبالها وحين وصل الركب عزاها مسلمة وبكى وبكت وبكى الحاضرون واستقبلها الشعب المصري استقبالا عظيماً يليق بمقامها العظيم.

وقد أنزلها الوالي في داره بالحمراء القصوى عند قنطرة السباع وهو المكان الذي فيه ضريحها الآن في شعبان الموافق 26 أبريل سنة 681 ميلادياً وكان قد مضى على استشهاد الحسين رضي الله عنه ستة أشهر وعدة أيام.

وأقامت في هذه الدار أحد عشر شهراً فكان بيتها قبلة للزائرين حتى لاقت ربها عشية الاحد الرابع عشر من رجب سنة 62هـ الموافق 27 مارس 682 ميلادياً ودفنت رضي الله عنها حيث أقامت في دار مسلمة بن مخلد الانصاري وكان ضريحها أول ضريح لآل البيت رضي الله عنهم أجمعين في مصر

المصدر: موقع السراج - قبسات من حياة الرسول صلى الله عليه وسلم

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان