خطبة الفاروق عمر حين تولى الخلافة
صعِد المنبر، فحمد الله وأثنى عليه، ثم قال: يا أيها الناس، إني داعٍ فأمنوا: اللهم إني غليظ فليِّني لأهل طاعتك بموافقة الحق ابتغاءَ وجهك والدار الآخرة، وارزقني الغلظة والشدة على أعدائك وأهل الدعارة والنفاق، من غير ظلم مني لهم ولا اعتداء عليهم.
اللهم إني شحيح فسخِّني في نوائب المعروف قصدًا من غير سرف ولا تبذير، ولا رياء ولا سُمعة ، واجعلني أبتغي بذلك الدار الآخرة.
اللهم ارزُقْني خفضَ الجناح ولين الجانب للمؤمنين، اللهم إني كثير الغفلة والنسيان؛ فألهمني ذِكرَك على كل حال، وذكر الموت في كل حين، اللهم إني ضعيف عند العمل بطاعتك؛ فارزقني النشاط فيها، والقوة عليها بالنية الحسنة التي لا تكون إلا بعزتك وتوفيقك.
اللهم ثبتني باليقين والبر والتقوى،وذكر المقام بين يديك، والحياء منك،وارزقني الخشوعَ فيما يرضيك عني،والمحاسبةَ لنفسي،وإصلاح الساعات ،والحذرَ من الشبهات .
اللهم ارزقني التفكيرَ والتدبُّر لما يتلوه لساني من كتابك، والفهم له، والمعرفة بمعانيه، والنظر في عجائبه، والعمل بذلك ما بقيتُ؛ إنك على كل شيء قدير.
المصدر - شبكة الألوكة
فيديو قد يعجبك: