إعلان

من هو الصحابي الذي أراد أن يدخل بعرجته الجنة؟

11:07 ص الأحد 28 فبراير 2016

من هو الصحابي الذي أراد أن يدخل بعرجته الجنة؟

بقلم – هاني ضوَّه :

هو أحد سادة المدينة وبني سلمة، كان مشهورًا بالجود والكرم قبل إسلامه، وازداد كرمه بعد أن شرح الله صدره للإسلام.

قصة إسلام هذا الصحابي الجليل عجيبة .. فقد كان ابنه معاذ قد سبقه للإسلام وكان هو وصديقه معاذ بن جبل يدعوان للإسلام، فلاحت لابنه فكرة ليجعل أبوه يقتنع بالإسلام.

وقد كان من عادة سادة القوم في الجاهلية أن يجعلوا في بيوتهم أصنامًا كبيرة غير التي نصبت ليؤمها الناس، فاتفق ابنه معاذ مع صديقه معاذ بن جبل أن يجعلا من "مناف" صنم والده سخرية .. فكانا يحملانه ليلًا ثم يلقونه في حفرة يلقى فيها الناس فضلاتهم .. فيصبح عمرو فلا يجد صنمه في مكانه فيبحث عنه حتى يجده فى تلك الحفرة فيثور ويقول: ويلكم .. من اعتدى على آلهتنا الليلة؟ ثم يغسله ويطهره ويطيبه. فإذا جاء الليل فعل الصديقان ما كانا يفعلانه كل ليلة.

ولما سئم مما يحدث في صنمه جاء بسيفه ووضعه في عنق صنمه "مناف"، وقال له: "إن كان فيك خير فدافع عن نفسك" .. فلما أصبح لم يجده مكانه ووجده في الحفرة ولكن هذه المرة كان مشدودًا مع جيفه كلب بحبل، فتركه في الحفرة وقال: والله لو كنت إلهاً ماكنت أنت وكلب وسط حفرة، ثم ذهب لبيته فتطهر وأعلن إسلامه.

إنه الصحابي الجليل عمرو بن الجموح الذي كما كان جوادًا بماله فقط كان جوادًا وكريمًا كذلك بروحه، ومحبًا للجهاد، وتمنى أن يجود بروحه في سبيل الله عز وجل وإعلاء راية الإسلام.

وكان عمرو بن الجموح لديه في قدمه "عرج"، مع ذلك كان محبًا للجهاد رغم أن له أربعة من الأبناء الأشداء المجاهدين، وحاول في غزوة بدر أن يخرج للجهاد، فأخبر أبناءه النبي صلى الله عليه وآله وسلم فأعفاه من الجهاد بسبب "عرجه"، ولكنه ألح على النبي صلى الله عليه وآله وسلم إلا أنه أمره بالبقاء في المدينة.

وجاءت غزوة أحد فذهب عمرو بن الجموح إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم يتوسل اليه أن يأذن له وقال له: "يا رسول الله إن أولادي يريدون أن يحبسوني عن الخروج معك إلى الجهاد، ووالله إنى لأرجو أن أطأ بعرجتي هذه الجنة".

وأمام إصراره وصدقه أذن له النبي صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله بالخروج للجهاد فأخذ سلاحه وانطلق وهو في فرح عظيم، حتى أنه دعا الله سبحانه وتعالى بصوت عال: "اللهم ارزقني الشهادة ولا تردني اليوم إلى أهلي".

وبدأت المعركة وانطلق عمرو بن الجموح بشجاعة وبسالة يضرب بسيفه يمينًا وشمالًا مع أبناءه الأربعة، ثم استجاب الله لدعوته، فجائته ضربة سيف صعدت بروحه إلى بارئها ليرتقي شهيدًا.

وبعد انتهاء المعركة قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: "اجعلوا عبد الله بن حرام وعمرو بن الجموح في قبر واحد فإنهما كانا في الدنيا متحابين متصافيين".

وبعد مضي ست وأربعين سنه (46 سنة) على دفنهما حدث واقعة عجيبة، فقد نزل سيل شديد غطى أرض قبور شهداء أحد بسبب عين ماء أجراها معاوية بن أبي سفيان، فسارع المسلمون إلى نقل رفات الشهداء.

وكان جابر بن عبد الله بن حرام لا يزال حيًا، فذهب مع أهله لينقل رفات والده عبد الله وزوج عمته عمرو بن الجموح فوجدهما فى قبريهما كأنهما نائمين لم تأكل الأرض منهم شيئًا ولم تفارق شفاههما الابتسامة، ووجدوا شهداءَ أحد كما وصفوها: "ليِّنةً أجسادُهم، تتثنَّى أطرافُهم".

للتواصل مع الكاتب ومتابعته (المقالات الضوية) : 

https://www.facebook.com/Dawaea


موضوعات متعلقة:

من هي صاحبة لقب (شهيدة البحر) ؟

من هو الصحابي الذي قال للنبي: أوجعتني وطلب القصاص؟!

من هو الصحابي الذي نزلت الملائكة لتسمع قراءته للقرآن ؟!

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان