لسانك آلة حادة تحدد مصيرك.. فقل خيراً ولا تقصف الجبهة
كتب- أحمد الجندي:
من الملاحظ في المعاملات الاجتماعية بين الناس أن بعضهم قد يسيئون إلى إخوانهم إساءات مختلفة، في ألسنتهم، في أيديهم، في تصرفاتهم المالية أو غير المالية، وقد تمس الإساءة النفس، أو تمس العرض والشرف، أو تمس المال والمتاع، أو تمس الأهل والعشيرة... إلخ.
وذاع مؤخرًا اصطلاح "قصف الجبهة" ويراد به الرد على الإساءة بإساءة أكبر، مستجيبًا لحظ نفسه وهواه لترتب على ذلك شر عظيم وفساد ذات البين، وانتشار العدوات بين أبناء المجتمع.
وقد وجه الله- تعالى- عباده المؤمنين لضرورة التحلي بالصبر وكظم الغيظ، بل والدفع بالتي هي أحسن: {وَلا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ * وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ}.. [فصلت : 34 - 35].
فما أحوجنا إلى هذا الخلق العظيم لتقوى الروابط وتتآلف القلوب، ويُبنى ما تهدم من الروابط الاجتماعية، ولننال رضى الله وجنته: (وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ * الَّذِينَ يُنْفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ}.. [آل عمران : 133 - 134].
إن الشرع المطهر قد أجاز لنا أن نعاقب بمثل ما عوقبنا به، لكنه مع ذلك بيَّن أن العفو وكظم الغيظ أفضل وأحسن: {وَإِنْ عَاقَبْتُمْ فَعَاقِبُوا بِمِثْلِ مَا عُوقِبْتُمْ بِهِ وَلَئِنْ صَبَرْتُمْ لَهُوَ خَيْرٌ لِلصَّابِرِينَ}.. [النحل : 126].
ثمار كظم الغيظ
هناك عدة ثمار لكظم الغيظ منها ما يأتي:
- قهر الغضب والتغلب عليه، ففي الصَّحيح عن أبي هريرة رضي الله عنه أنَّ النَّبي (صلى الله عليه وسلم) قال: "ليس الشَّديد بالصُّرَعَة، إنَّما الشَّديد الذي يملك نفسه عند الغَضَب".
- المساعدة على ترك الغَضَب.
- التغلب على الشيطان.
- الفوز بالجنَّة بإذنه تعالى.
- تعظيم الله (جل وعلا) أجر الكاظمين الغيظ والعافين عن الناس، إذا كان كظم الغيظ ابتغاءَ وجه الله.
- استسلام العدو وتعظيمه للذي يكظم غيظه.
- دفع الإساءة بالحسنة، والمكروه بالمعروف، والقهر باللُّطف من خلال الإحسان للمسيء وعدم معاملته بالمثل.
فالذين يتباهون بطول ألسنتهم وقدرتهم على إنتقاد الناس وتجريحهم، يقول الحبيب ﷺ فيهم: (إِنَّ شَرَّ النَّاسِ مَنْزِلَةً عِنْدَ اللَّهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مَنْ وَدَعَهُ أَوْ تَرَكَهُ النَّاسُ اتِّقَاءَ فُحْشِهِ).
فيديو قد يعجبك: